مع ساعات الصباح الأولى تستعد السقالات (أماكن تجمع اليخوت في منتجع شرم الشيخ السياحي) للإبحار في اتجاه جزيرة تيران التي يحرص على زيارتها محبو رياضة الغوص، لكن يبدو أن الوضع أضحى مغايرا بعد توقيع اتفاقية تعيين الحدود البحرية بين القاهرة والرياض، التي تمهد لاحقاً لانتقال تيران ومعها جزيرة صنافير إلى السيادة السعودية، بعد توقيع اتفاقية "ترسيم الحدود" بين البلدين.

Ad

تيران، التي توجد عليها قوات تابعة للأمم المتحدة لحفظ السلام بموجب معاهدة السلام الموقعة عام 1979، بين مصر وإسرائيل وأميركا، يقول عاملون في مجال السياحة إن وضعها تغير منذ أسابيع، وسط ترقب لتغير آخر بعد توقيع الاتفاقية بين مصر والسعودية.

"الجريدة" قامت برحلة إلى شرم الشيخ، يوم الأحد الماضي، لرصد أجواء الجزيرة عن قرب، وبدا واضحا أن رحلات الغوص والسباحة هناك تعاني ركودا جعل القائمين عليها يخفضون قيمتها إلى أكثر من 70 في المئة، بسبب قلة السياحة الوافدة واقتصار غالبية الرحلات على المصريين وعدد محدود من السائحين الأجانب.

مع صعود الركاب إلى اليخوت المتجهة إلى محيط تيران، يصعد مندوب إحدى الجهات الأمنية لمراجعة هويات الموجودين في الرحلة، ويسجل أرقام بطاقاتهم الشخصية أو جوازات سفرهم، بينما تقف مركب تابعة للقوات البحرية على بعد عشرات الأمتار من المرسى، يتوجه إليها جميع أصحاب اليخوت لتسليم تراخيصهم لمراجعتها سريعا في بداية الرحلة.

خلال الرحلة وجه القائد الموجود على القطعة البحرية المراكب السياحية إلى عدم الاقتراب من الجزيرة قائلا: "الجزيرة لا"، بينما انطلقت تساؤلات الركاب المصريين الساخرة عن اشتراط الوصول إلى الجزيرة الحصول على تأشيرة سعودية، وسط تساؤلات من العاملين عن القرار المفاجئ الذين أبلغوا به بعد الإقلاع.

أحد الغواصين الذين رافقوا المراكب في رحلاتها، ويدعى محمود، قال لـ"الجريدة": تفتيش القوات البحرية أصبح شبه يومي، بعدما كان يتم مرة أو اثنتين أسبوعياً، مشيرا إلى أنه لم يعد مسموحا بالنزول على جزيرة تيران، فالمسموح فقط به هو الغوص بالقرب منها.

وتابع: "في السابق كانت بعض المراكب تنزل الركاب على شاطئ الجزيرة للاستمتاع بالأجواء وقضاء وقت أطول، لكن هذا الوضع لم يعد متاحا خلال الفترة الأخيرة، في ظل التزام جميع العاملين في المراكب بالتعليمات المشددة تجنبا لتعرضهم لمضايقات".

في الطريق إلى تيران يمكن مشاهدة القصور الرئاسية للرئيس الأسبق حسني مبارك، فالمركب التي تمر أمامها تجعل العاملين يتذكرون الفترات التي كان يقضيها مبارك في شرم الشيخ، واضطرارهم للسير على عمق لا يقل عن 6 كيلومترات بعيدا عن القصور تنفيذا للتعليمات الأمنية، بينما يمرون الآن على بعد أقل من 500 متر.

من جهته، قال المستشار الإعلامي لمحافظ جنوب سيناء، اللواء عبدالفتاح حلمي، في تصريح لـ"الجريدة" إن ما ذكر بشأن منع الرحلات من الاقتراب من الجزيرة لا أساس من الصحة، مؤكدا أن الوضع لم يتغير.