الغانم: قضايا المرأة في مكان العمل أهم مشاكل الكويت والمنطقة
مؤتمر «المرأة في عالم المؤسسات» يناقش نتائج دراسة استقصائية محلية
ذكر الرئيس التنفيذي لشركة صناعات الغانم رئيس مجلس إدارة بنك الخليج عمر الغانم أن القضايا والتحديات التي تواجه المرأة في مكان العمل من أهم المشاكل التي تواجه الكويت والمنطقة، وأحد أهم قضايا الحاضر.
نظمت شركة صناعات الغانم وبنك الخليج مؤتمر "المرأة في عالم المؤسسات: إمكانات تفوق التوقعات"، الذي ناقش من خلاله مجموعة من أبرز القيادات على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي قضية المساواة بين الرجل والمرأة في مكان العمل.ولاقى المؤتمر، الذي حضره ممثلو مختلف قطاعات الدولة، والذي عقد الأربعاء الماضي، في فندق الجميرا شاطئ المسيلة، بالتعاون مع شركة مشاريع الكويت القابضة (كيبكو)، وبدعم من كاديلاك وشركة Everything Kuwait، صدى كبيرا في الكويت، وأتاح الفرصة أمام الجمهور للمشاركة.وكان من بين المتحدثين الرئيسيين في هذا المؤتمر رائدة الأعمال العالمية المؤسس والرئيس التنفيذي لمؤسسة زوكربيرغ الإعلامية ومؤلفة كتاب "Dot Complicated" راندي زوكربيرغ، ووكيلة وزارة الدولة لشؤون الشباب الشيخة الزين الصباح، والرئيس التنفيذي الشريك المؤسس لشركة كويت إنرجي سارة أكبر.وشهد المؤتمر أيضا جلستين نقاشيتين، بعنوان "التوازن بين الحياة الشخصية والعملية" و"هوية الأدوار"، كما شكل المؤتمر منصة جمعت رواد مختلف قطاعات الأعمال لتبادل الأفكار حول أفضل السبل لتحقيق النجاح في بيئة العمل.وشهد كذلك الإعلان عن نتائج دراسة استقصائية تم إجراؤها على المستوى المحلي، بهدف التعرف عن كثب على التحديات والجوانب الرئيسية التي تحفز النساء المنخرطات في القوى العاملة بالكويت، بما يساهم في إثراء عملية التعرف على الدوافع التي تشجع المرأة وتحثها على العمل.صناعات الغانموألقى الرئيس التنفيذي لشركة صناعات الغانم رئيس مجلس إدارة بنك الخليج عمر قتيبة الغانم كلمة المؤتمر الافتتاحية، قال فيها: "إنه لمن دواعي سرورنا أن نستضيف النسخة الأولى من مؤتمر المرأة في عالم المؤسسات: إمكانات تفوق التوقعات، الذي يهدف نحو مناقشة القضايا والتحديات التي تواجه المرأة في مكان العمل".وأضاف الغانم: "إننا نتحدث اليوم عن واحدة من أهم المشاكل التي تواجه دولتنا ومنطقتنا، وأحد أهم قضايا زماننا الحاضر. ومما لا شك فيه أن الأجيال القادمة ستحكم علينا بمقدار معالجتنا لهذه المشكلة، التي تتطلب تضافر جهود الكثير من الجهات لإيجاد حل لها".وتابع: "بالحديث عن الكويت، فقد بلغت نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل عام 2014 نحو 44 في المئة، وهي نسبة ثابتة منذ عام 2000، وهي أقل من مثيلاتها في أميركا الشمالية والعالم، لكنها ضعف نسبة المشاركة في باقي دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا".وأردف: "مع ذلك، بلغت نسبة مشاركة الذكور في سوق العمل 83 في المئة، وهو مؤشر نحو الفجوة الكبيرة بين الجنسين والبالغة 39 في المئة، والتي ظلت تراوح مكانها خلال الـ14 عاما الأخيرة، وما كانت هذه النسب لتعني شيئا في دولتنا ومنطقتنا لو لم ترغب النساء في العمل، لكن في الحقيقة النساء يرغبن في العمل".واستطرد: "لابد أن نعترف بأن لدينا مشكلة، وهي مشكلة إنسانية تحمل تكلفة اجتماعية باهظة، وتكلفة اقتصادية باهظة أيضا، لذلك ينبغي علينا إيجاد حل لها، لأن هذا هو الصواب، ولأن الحل يصب في مصلحة المرأة والشركات والاقتصاد والمجتمع ككل". أهمية المثابرةمن جهتها، ناقشت الزين أهمية تحديد الأهداف وأهمية المثابرة في سبيل تحقيقها، مضيفة: "أعمل في وزارة تمثل 72 في المئة من سكان الكويت، وتشكل مستقبل هذا البلد، لذلك يحتاج هؤلاء الشباب إلى فرص لبناء مستقبل أفضل، لكن هل ننصح النساء الشابات لدينا بتقبل الظروف؟ يشير واقع الحال إلى أن الإناث في منطقتنا يواجهن تحديات مستمرة عندما يتفوقن في حياتهن المهنية، ونصيحتي لهن هي عدم قبول هذه الظروف، وعدم الاستسلام".من جانبها، تحدثت أكبر عن قصة نجاحها، وكيف استطاعت تأسيس واحدة من أكثر الشركات نجاحا، قائلة: "عندما بدأت مسيرتي المهنية، لم أتمتع بنفس الفرص المتاحة للمهندسين الذكور، لكنني رفضت قبول هذا الوضع، وكان لدي إصرار على النجاح في مسيرتي المهنية بالطريقة التي رغبت. ولله الحمد، فقد حظيت بمدير منفتح أعطاني الفرصة للقيام بذلك، وعندما وصلت إلى السقف الزجاجي، قررت المضي قدما وتأسيس شركتي الخاصة".جلستان نقاشيتانوتخلل المؤتمر عقد جلستين نقاشيتين، تناولت الأولى موضوع التوازن بين الحياة الشخصية والعملية، بإدارة الصحافية والإذاعية الشهيرة الحاصلة على العديد من الجوائز التقديرية، نعمة أبو وردة.بدورها، ذكرت أستاذة علم الاجتماع في جامعة الكويت مديرة مركز دراسات وأبحاث المرأة د. لبنى القاضي: "اننا بحاجة لإحداث تغيير في السياسات، بهدف تشجيع النساء على العمل وفق ساعات عمل مرنة، وإتاحة المجال أمامهن للعمل من منازلهن".أما المدير العام رئيس قطاع الموارد البشرية لدى بنك الكويت الوطني عماد العبلاني فقال: "يكمن الحل في تمكين النساء، وينبغي علينا فعل ذلك من خلال إلهامهن في سن مبكرة. لكن للأسف، لا توفر مناهجنا المدرسية هذا الأمر، لا للنساء ولا للرجال".التوازن في الحياةوتحدث عمر الغانم عن أهمية تعزيز الثقافة المؤسسية السليمة لاستيعاب النساء الراغبات في العمل وتحقيق التنوع بين الجنسين في مكان العمل. وقال: "إنني أنظر إلى ثقافتنا المؤسسية بوصفها ميزة تنافسية، فهي تتيح لنا الوصول إلى مجموعة كبيرة من المواهب أثناء البحث عن النساء المؤهلات لشغل الوظائف".وتناولت الجلسة الثانية موضوع "هوية الأدوار"، بإدارة ريتشارد موسلي، نائب رئيس الاستراتيجية العالمية في شركة Universum.وتحدثت مديرة إدارة الاتصال المؤسسي لدى شركة مشاريع الكويت القابضة (كيبكو) إيمان العوضي قائلة: "بوجود النساء، تنشأ قيادة قائمة على نوع من التوافق، أي إنه عندما يعمل الشخص مع فريق، فإنه يدرك أنه في سبيل تحقيق النجاح ينبغي أن ينجح كل عضو في الفريق".