حاول تنظيم ما يعرف بـ"أنصار بيت المقدس"، الذي بايع تنظيم "داعش"، كسر الحصار الأمني، الذي تفرضه قوات الجيش والشرطة على عناصره المنتشرة في محافظتي شمال ووسط سيناء، عبر استغلال الطبيعة الجغرافية الوعِرة، واستخدامها في تنفيذ عملياتهم الإرهابية ضد القوات، عبر اللجوء إلى عمليات قنص الجنود المرابطة في الارتكازات الأمنية.

Ad

التنظيم الإرهابي تبنى عبر الصفحات التابعة له على "تويتر" قنص جنديين من الجيش، في ارتكاز "الوفاق" العسكري، جنوب مدينة رفح، أمس الأول، وقال التنظيم: "تمكن جنود الخلافة من قنص جنديين خلال خدمتهما في كمين الوفاق"، وتعهد التنظيم بالاستمرار في تلك العمليات، تحت مزاعم الثأر من القوات على ما تقوم به من عمليات أمنية ضده.

وبدا أن التنظيم بات يلجأ إلى تنفيذ العمليات الإرهابية الأقل كلفة له، خلال الفترة الماضية، لتفادي المواجهة المباشرة مع قوات الجيش، التي كبدته خسائر باستهداف تجمعاته البشرية أو استهداف مخازن الذخيرة والمتفجرات.

وقال القيادي السابق في تنظيم الجهاد ياسر سعد إن "التنظيم الإرهابي لم تعد لديه القدرة على المواجهة المباشرة مع القوات نتيجة الحصار الأمني المفروض عليه".

وأشار سعد، في تصريحات لـ"الجريدة"، إلى أن التنظيم بات يعتمد بشكل أساسي على زرع العبوات الناسفة في طريق سير القوات، واللجوء إلى عمليات قنص الجنود، كونهما الأقل كلفة للتنظيم الذي يعاني أوضاعا اقتصادية وميدانية معقدة.

وذكر مصدر قبلي في مدينة رفح أن "المنطقة التي شهدت عملية القنص وعرة، وشهدت عمليات مشابهة خلال الفترة الماضية"، لافتا في تصريحات لـ"الجريدة" إلى أن عناصر التنظيم محاصرون في عدة قرى، بينها النخن واللفيتات، وأنهم يلجأون إلى مثل هذه العمليات، في محاولة منهم لتخفيف القبضة الأمنية.

وأشار المصدر إلى أن المرحلة الأخيرة من عمليات "حق الشهيد" الأمنية ضيقت على التنظيم، وأفقدته العديد من عناصره وقواته، إلى الدرجة التي رجحت فيه الكثير من القبائل السيناوية انتهاء التنظيم من سيناء خلال العام الجاري، في حال استمرت قوات الجيش على ذلك المستوى.