استؤنفت مشاورات السلام اليمنية بالكويت أمس بعقد جلسة مباشرة ناقشت آلية عمل 3 لجان مشتركة تم الاتفاق على تشكيلها أمس الأول، وتركز اللجان على بحث التوصل إلى تسوية سلمية عبر 3 مسارات (أمني، سياسي، إنساني)، في وقت اعتبر الوسيط الأممي ولد الشيخ أن تشكيل تلك اللجان "بداية واعدة" لإنهاء الصراع اليمني.
بعد يوم من اتفاق الأطراف اليمنية المشاركة في مشاورات السلام، التي ترعاها الأمم المتحدة بالكويت على تشكيل ثلاث لجان لبحث المسارين الأمني والسياسي، وقضية السجناء والمعتقلين، عقدت جلسة مشاورات مشتركة بحضور وسيط الأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد ووفد الحكومة اليمنية والوفد المشترك لجماعة "أنصار الله" وحزب "المؤتمر" قبل ظهر أمس بقصر بيان لوضع اللمسات الأخيرة على تشكيل لجان العمل المشتركة.وعقب الجلسة عقد ولد الشيخ مؤتمرا صحافيا قال فيه إن الأمم المتحدة تؤكد على ترابط جميع المحاور، لكنها تشدد على ألا يعرقل التوتر على الأرض مجريات الحوار السياسي، بل تسعى إلى تثبيت التفاهم بين الأطراف اليمنية من أجل أن ينعكس بالايجاب على الأوضاع الميدانية.وأوضح ولد الشيخ أن الجلسة تناولت بحث آليات عمل اللجان التي توزعت على 3 مسارات أمني وسياسي وإنساني، معتبراً أن الاتفاق على تشكيل اللجان يعد "بداية واعدة".وقال إن أمس واليوم شهد خروقات لاتفاق وقف إطلاق النار الساري في اليمن منذ العاشر من أبريل الماضي، مضيفاً أن "لجنة التهدئة هي المنوطة برصد الخروقات وتحديد مصدرها"، غير أن المتوقع تواصلها.وأشار ولد الشيخ إلى أنه بانتظار تقرير لجنة تقصي الحقائق بشأن الأوضاع في معسكر "العمالقة" الذي يتوقع أن يصدر اليوم، لافتاً إلى أن الأمم المتحدة تدعم وتؤكد ضرورة تعزيز دور عمل اللجان المحلية في تثبيت الهدنة وخاصة في تعز.وأوضح أن الهدنة سمحت بتوزيع مياه شرب صالحة في تعز وتأمين خدمات صحية في حجة والجوف فضلا عن تزويد 9 ملايين شخص بالمواد الأساسية والغذاء.وفد نسائيمن جانب آخر، شدد ولد الشيخ على أهمية دور المرأة اليمنية في المرحلة الراهنة، وقال إنه قرر العمل مع مجموعة من القيادات النسائية لدعم تمثيل المرأة اليمنية في رسم مستقبل البلاد، كاشفا عن وصول وفد نسائي يمني مكون من 7 سيدات للمشاركة في جهود دعم المسار السياسي السلمي إلى الكويت أمس.وكان ولد الشيخ قال، في بيان صدر في وقت متأخر مساء أمس الأول عقب جلسة عمل ثانية مشتركة من مشاورات السلام اقتصرت على رؤساء الوفود، إنه تم خلال الجلسة استعراض المهام المدرجة في مواضيع الترتيبات الأمنية والمسار السياسي والأطر المقترحة لتنفيذ هذه المهام، في حين ربط المجتمعون في مداخلاتهم بين المقترحات التي قدمت من الطرفين وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وناقشوا أفضل السبل لمقاربة الشقين السياسي والأمني.وأضاف البيان أن "ولد الشيخ تسلم أسماء الاعضاء المشاركين في اللجان".وتابع بأن رؤساء وفود الحكومة و"أنصار الله" و"المؤتمر الشعبي" اعربوا خلال الجلسة عن شكرهم المجتمع الدولي ومجلس التعاون الخليجي على الجهود التي بذلت في اليومين الماضيين لإعادة الحوار إلى مساره، بعد تعليق الوفد الحكومي مشاركته لـ3 أيام اعتراضا على هجوم حوثي استهدف معسكر "العمالقة" بمحافظة عمران شمال اليمن.وذكر المبعوث الأممي أن الأطراف اليمنية رحبت كذلك ببدء عمل آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش، ومقرها جيبوتي، والتي ستتولى بموجبها المنظمة الدولية تفتيش السفن التجارية المتجهة إلى موانئ الحديدة والصليف والمخا لتسريع وصول المساعدات الإنسانية لليمن مع الالتزام الكامل بقرار مجلس الأمن 2216.وقدم ولد الشيخ الشكر للاتحاد الأوروبي وكل من هولندا ونيوزيلندا وبريطانيا والولايات المتحدة الأميركية على الدعم السخي لتفعيل آلية التحقق والتفتيش.شكر حكوميإلى ذلك، ثمن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أمس جهود ودور دولة الكويت والمتابعة الشخصية لأمير البلاد الشيخ صباح الأحمد لتهيئة كل الظروف لإنجاح المشاورات اليمنية.وأكد هادي، في تصريح نقلته الامانة العامة لمجلس التعاون الخليجي خلال لقائه الأمين العام لمجلس التعاون د. عبداللطيف الزياني بالرياض، نوايا الحكومة اليمنية الصادقة من أجل احلال السلام وحقن الدماء اليمنية.وجرى خلال اللقاء استعراض الجهود التي قامت بها دول المجلس لدعم مسار السلام وفق الآليات والمرجعيات المحددة ممثلة في المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن 2216 والمباحثات التي أجرها الزياني مع كل الأطراف خلال زيارته للكويت للدفع بالمساعي الحميدة إلى الأمام.من جهته، قال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية عبدالملك المخلافي رئيس الوفد الحكومي في "تغريدة" على "تويتر" إن "ما يجري في تعز وما جرى في البيضاء أمس من قصف للمدنيين يؤكد إجرام جماعة الحوثي وصالح وسيكون له عواقب وخيمة على مسار السلام ما لم يلتزم المجتمع الدولي بتعهداته".وأكد أن "وفد الحكومة تقدم بورقة تفصيلية بالانسحاب في تعز ورفع الحصار وفقا لتفاهمات الأمس وبيان المبعوث وكان الرد عنصريا، والمطلوب موقف واضح من المبعوث".وأضاف المخلافي ان "الميليشيات تعتقد انها ستهرب من التزاماتها بالسلام، فكلما حوصروا بالسياسة هربوا إلى ما يجيدونه وهو القتل".زلزال عدنفي سياق منفصل، ضرب زلزال بقوة 5.3 بمقياس ريختر، صباح أمس، السواحل الجنوبية المطلة على خليج عدن.مع مواصلة قوات مشتركة للحكومة اليمنية وقوات خاصة سعودية وإماراتية لحملة مطاردة عناصر تنظيم "القاعدة" في المحافظات اليمنية الجنوبية، قال سكان إن متشددي "القاعدة" بدأوا الانسحاب من زنجبار وجعار، أكبر بلدتين بمحافظة أبين أمس، بعد جهود للوساطة على مدى أسابيع بذلها رجال قبائل، ليخرجوا بهدوء وتدريجياً، بدلاً من مقاومة هجوم مدعوم من التحالف الذي تقوده الرياض.وشوهد عشرات المقاتلين في زنجبار وجعار وهم يغادرون ومعهم أسلحتهم إلى الريف المجاور.أعضاء اللجان المشتركة للتسويةاتفقت الأطراف اليمنية المشاركة في مشاورات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة بالكويت، الوفد الحكومي والوفد المشترك لجماعة "أنصار الله" وحزب "المؤتمر"، على تشكيل 3 لجان مشتركة تعمل على تسوية الصراع عبر 3 مسارات. وفيما يلي أسماء أعضاء كل لجنة:• اللجنة السياسية من الوفد الحكومي: عبدالملك المخلافي، ياسين مكاوي، د. محمد السعدي، د. عبدالله العليمي، د. نهال العولقي وشايع محسن.ومن الوفد المشترك: محمد عبدالسلام، حمزة الحوثي، حميد عاصم، عارف الزوكا، ياسر العواضي وأبوبكر القربي.• اللجنة الأمنية من الوفد الحكومي: عبدالعزيز جباري، د. محمد موسى العامري، د. معين عبدالملك عثمان ومجلي الخنبشي.ومن الوفد المشترك: مهدي المشاط، سليم مغلس، عبدالإله حجر، يحيى دويد وخالد الديني.• لجنة الأسرى من الوفد الحكومي: عزالدين الأصبحي ومرفت مجلي.ومن الوفد المشترك: ناصر باقزقوز وفايقة السيد.
دوليات
مشاورات اليمن: 3 لجان للمسار الأمني والسياسي والإنساني
06-05-2016