انتعش المسرح المصري أخيراً من خلال عروض عدة، أحدثها «تياترو الوطن» من بطولة: محمد نجاتي، وراندا البحيري، وشريف باهر، ومنة جلال، وسميرة صدقي وغيرهم من فنانين... في السطور التالية يوضح نجاتي تفاصيل عدة عن الفرقة وعرضها الأول «شاطئ المرح».

Ad

أخبرنا عن فكرة «تياترو الوطن».

 

مشروع مسرحي متكامل سنجوب به العالم العربي بأكمله. بدأنا فعلاً بعرض بعنوان «شاطئ المرح» حيث أؤدي دور «شهاب»، ضابط من جهة أمنية يتم زرعه مع مجموعة عناصر إرهابية تستهدف ضرب الاقتصاد المصري سواء عن طريق المتفجرات أو تهريب السلاح والمخدرات، وتكون مهمته كشف مخططات الخونة ومطاردتهم وتخليص البلد من شرورهم، وهو ما ينجح فيه في نهاية العرض. تحوي شخصيتي تحولات عدة وتمرّ بمراحل كثيرة بداية من الشخصية الحقيقية كضابط ثم التحوّل إلى مرشد سياحي مع هذه المجموعة التي تريد خراب البلد، فوقوعي في قصة حب مع الفنانة منة جلال التي ستساعدني في كشف العناصر الأجنبية المتورطة في هذه العملية الخطيرة.

هل تعتمدون خلال العروض على «كوميديا الإفيه» كما نرى في أعمال كوميدية عدة سواء مسرحاً أو سينما أو دراما؟

نعتمد خلال مسرحيات المشروع على كوميديا الموقف لأنها أرقى أنواع الكوميديا، فهي تبتعد عن الإسفاف لاستهدافنا جمهور التلفزيون العائلي، ومخاطبتنا الأسر بمكوناتها كافة، حيث المرأة والطفل والكبار والصغار. كذلك نقدم خلال العروض مجموعة من الأغاني والاستعراضات في باقة متكاملة ورائعة وراقية وممتعة للجمهور على المستويات كلها، تحت قيادة الفنان المبدع الخلوق المخرج حسام الدين صلاح.

ما الهدف الأساسي من تقديم هذه الأعمال راهناً، وهل ترى أن الوقت أصبح مناسباً وملائماً لها؟

فعلاً، الوقت مناسب جداً. كفريق عمل، نتمنى إصلاح أمور كثيرة في مجتمعنا وبلدنا ونحاول علاجها عن طريق الفن والمسرح، لأن مشروعنا يستهدف استعادة المسرح دوره في التصدي للمشكلات الاجتماعية ورصدها لأجل بناء مجتمع راق في سلوكه محب للحياة وقادر على الإنتاج والعطاء.

قدمت أكثر من مرة دور ضابط شرطة... هل تحبّ تجسيد مثل هذه الأدوار أم هي مجرد مصادفة؟

ضابط الشرطة رجل وهب حياته وعمره لحماية الوطن وخدمة الناس، والغالبية من الضباط وطنيون يحبون بلدهم، فيما ثمة نسبة قليلة منهم قد تتعامل مع الناس بشكل فج. لكن للأسف الفن (والدراما تحديداً) يركز على الجانب السيئ والسلبي فيهم، لذلك أصبحت لدى المواطنين خلفية سيئة عن هذه المهنة مع أنها صعبة جداً، وخطرة للغاية. لذا يجب ألا يركز الفن على الجانب السيئ فحسب، ويبين الصالح والطالح أيضاً، أما أنا فأرغب في تقديم الفئة الصالحة.

تجاوزات وتوازن

من وجهة نظرك، ما الفارق بين العمل في المسرح والعمل في الدراما والسينما؟

الفارق كبير وواضح. على عكس التلفزيون والسينما، يفتح المسرح مساحة كبيرة للتواصل بين الجمهور والفنانين وفيه يأخذ الفنان رد فعل الحضور مباشرة، كذلك يشرّع له المسرح الباب ليخرج ما في داخله أمام الجمهور الذي يتجاوب معه من دون وسيط.

تنتشر الفرق المسرحية الجديدة راهناً... ما الفارق بين «تياترو الوطن» وباقي الفرق التي بدأت عملها منذ فترة؟

الفارق كبير. نحن لا نقلد أحداً ولا نشبه مثل هذه الفرق، وتختلف عروضنا بالشكل والمضمون والإطار العام. كــــذلك ليس هدفنــــا الضحــــــــك أو الكوميديا فحسب، بل نرغب كمجموعة في أن يشاهد الجمهور أعمالاً ترتقي بذوقه عن طريق الفنانين المشاركين معنا سواء نجوم المسرح الكبار المعروفين بخبراتهم أو الشباب، فالكل يريد أن يقدم عملاً ناجحاً مشرفاً له ولسجله الفني.

يرى البعض أن التجاوزات اللفظية زادت في الأعمـــال الفنيــــة المختلفة سواء مسرحاً أو دراما خلال الفترة الأخيرة. ما رأيك؟

أرفض التجاوز وأراه مدمراً. عموماً، لن يوافق أي شخص طبيعي على تقديم التجاوزات أو الإسفاف. لكن ثمة فارق كبير بين تقديم بعض هذه التجاوزات بشكل غير جارح بغرض علاجها وبين تقديمها بشكل مسف لا هدف منه. في بعض الأوقات، يكون الحل أن نصدم المشاهد بمجموعة ألفاظ مقبولة نوعاً مـــــا لإظهــــــار الحقيقــــة ومحاكـــاة الواقــــــع. أو من الممكن أن نلجأ إلى لافتة «للكبار فقط» كي لا نضع رؤوسنا في الرمال، وهذا ليس حلاً على الإطلاق.

كيف يكون التوازن بين تقديم أعمال هادفة من دون وجود تجاوزات كبيرة؟

دور الفن كشف أزمات المجتمعات، ويتحقق ذلك بأعمال تحاكي الواقع بشكل غير مسف أو تجاوزات كبيرة، وهو ما أسعى إلى تقديمه عبر أعمالي المختلفة كي نكشف للناس، وللشباب تحديداً، ماذا سيحدث لهم عندما يتجهون إلى الطريق الخاطئ.

تعاملت في بداية حياتك الفنية مع النجوم الكبار، ومع الشباب راهناً... كيف وجدت ذلك؟

أرى أن التعامل مع الشباب من خلال بطولات جماعية متعة حقيقية يعزّزها التنافس الإيجابي، وأنا أتعامل مع هذه النوعية من الأعمال بكثرة راهناً.