عقد وزراء الداخلية في دول مجلس التعاون الخليجي في الرياض، أمس، اجتماعهم التشاوري السابع عشر، وتناولوا عدداً من الموضوعات المدرجة على جدول الأعمال، أهمها مكافحة التطرف والإرهاب، ومواجهة أذرعه في المنطقة، ممثلة بتنظيم داعش و"حزب الله" اللبناني.
وبحث الاجتماع، الذي ترأسه ولي العهد وزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف، وشارك فيه نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد، "رؤية قادة دول مجلس التعاون بشأن حفظ واستقرار وأمن شعوب ودول المجلس"، فضلاً عن دعم الجهود الإقليمية والدولية في مكافحة الإرهاب والتطرف.وفي كلمته، بارك نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد للسعودية نجاح مناورات "رعد الشمال"، معتبراً أنها "جاءت تتويجاً للتحالف بين المملكة وأشقائها، ووقوفهم صفا واحدا، لمواجهة التحديات، والحفاظ على السلام والاستقرار بالمنطقة، وكذلك تمرين "صولة الحق8"، الذي أظهر الأسلوب المتميز والفريد للأمن السعودي.وأكد الخالد موقف الكويت الثابت والراسخ مع وإلى جانب السعودية في تصديها للأخطار الإقليمية، التي أوضح أنها لا تستثني أحداً من دول الخليج، وتتطلب التشاور والتباحث حيالها، مثمناً الخطوات الواسعة في التعاون والتكامل الأمني، وإنشاء أجهزة عديدة، تهدف إلى تبادل المعلومات وزيادة الخبرات، والتنسيق الكامل بين الأجهزة الأمنية، وبينها مركز المعلومات الجنائية لمكافحة المخدرات.«أمن الخليج1»وأشار الخالد إلى إقرار المجلس إجراء تدريبات ميدانية مشتركة، لرفع كفاءة الأجهزة الأمنية، موضحاً أن التمرين التعبوي (أمن الخليج العربي1)، الذي ستجرى وقائعه نهاية هذا العام، يحاكي التهديدات الأمنية المتوقعة للجماعات الإرهابية، ويُظهر كفاءة في التصدي له، بما يطمئن شعوبنا على جاهزية قوات الأمن، في التصدي للمخاطر المحتملة.وشدد نائب رئيس مجلس الوزراء على أن "الظروف العالمية والإقليمية فرضت أوضاعا جديدة أكدت أن قوتنا في وحدتنا، وأن اليقظة التامة هي عنوان المرحلة الراهنة، كما أن التنسيق والتكامل الأمني، والسعي إلى تسخير التقنية الحديثة، في مواجهة التحديات والصعاب، هي عماد العمل الأمني، حتى تتناسب مع التطور الكبير في عالم الجريمة، وأن هدفنا هو استباق الجريمة المنظمة، ومحاربتها خارج حدود الوطن، بالتنسيق فيما بيننا لتجفيف منابعها، ولعلنا بحاجة إلى مراجعة استراتيجيتنا في تبادل الخبرات المتميزة فيما بيننا، ونقلها من الدول الصديقة، للتأكد من مدى مناسبتها لظروف المرحلة، ومواكبة التطور.تحذير بن نايفوحذر الأمير محمد نظراءه في دول التعاون من أن غياب الأمن "سيكون الضياع والهوان والخسران"، داعيا الجميع إلى مزيد من القوة في مواجهة التهديدات الأمنية المحيطة بالأمن الخليجي.وقال بن نايف، في بداية الاجتماع، إن "الأمن مطلب يمس الجميع، والمحافظة عليه هي مسؤولية مشتركة وواجب ديني ومطلب وطني يتحمل كل فرد فيه دوره ومسؤولياته"، مضيفاً أن "دولنا تعيش استقرارا فريدا أسهم في تهيئة المناخ الملائم لما تحقق من تطور اقتصادي واجتماعي وحضاري، في وقت تعيش أغلب دول منطقتنا اليوم بكل أسف أوضاعا أمنية مضطربة وظروفا اقتصادية واجتماعية مقلقة".ودعا وزير الداخلية السعودي إلى ضرورة "المحافظة على الأمن، ومضاعفة الجهد والاجتهاد، والأخذ بأسباب القوة، والاستعداد، وتعزيز مسيرة التعاون، وتوسيع آفاق التشاور والتنسيق المستمر بين أجهزتنا المعنية، وتفعيل دور مكوناتنا الوطنية في تحقيق الرسالة الأمنية السامية".البيان الختاميوبعد ختام اللقاء التشاوري، نقل الأمين العام لمجلس التعاون عبداللطيف الزياني تقدير وزراء الداخلية لاستضافة الكويت مشاورات اليمن.وأكد الزياني أن وزراء الداخلية الخليجيين عبروا عن شكرهم للجهود الحثيثة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، رئيس الدورة الحالية للمجلس الأعلى لمجلس التعاون، في تعزيز مسيرة التعاون الخليجي ودفعها نحو أهدافها السامية النبيلة واعتزازهم بها.رؤية خادم الحرمينوأفاد الزياني بأن الوزراء بحثوا عددا من الموضوعات الأمنية المهمة التي من شأنها أن تعزز العمل الأمني المشترك، وتحقق الأهداف التي تسعى إليها دول المجلس في حماية الأمن والاستقرار وصيانة المكتسبات والانجازات التي تحققت لشعوبها، عبر المسيرة المباركة لدول مجلس التعاون.وأضاف أن الوزراء تدارسوا ما تضمنته رؤية خادم الحرمين الشريفين لتعزيز العمل الخليجي المشترك بشأن العمل الأمني، مشيرا إلى أنهم باركوا توقيع اتفاقية تعاون بين حكومتي عمان وقطر في المجال الأمني، مشيدين بهذه الخطوة المهمة التي من شأنها تعزيز التعاون الأمني بين البلدين، وتكامل الجهود المشتركة في هذا المجال.الشبكة المؤمنةوأوضح الزياني أن الوزراء اطلعوا على عدد من التقارير المرفوعة إليهم من وكلاء وزارات الداخلية بشأن الموضوعات الأمنية التي تجرى دراستها، وبينها اجتماعات فريق العمل المختص بالتمرين التعبوي المشترك للأجهزة الأمنية "أمن الخليج العربي 1"، وما توصل إليه الفريق المعني بربط وزارات الداخلية بدول المجلس بالشبكة المؤمنة.وأشار إلى أن المجتمعين أكدوا تصميم دول المجلس والتزامها بمكافحة التنظيمات الإرهابية، وثمنوا مبادرة السعودية بتأسيس التحالف الإسلامي لمحاربة "داعش"، كما أشادوا بنتائج القمة الخليجية - الأميركية، وما أكدت عليه في 21 أبريل من التزام بالشراكة الاستراتيجية لهزيمة "داعش" وتنظيم القاعدة، والتصدي للممارسات الايرانية المزعزعة للاستقرار.(الرياض- كونا، د ب أ، واس)
أخبار الأولى
وزراء داخلية «الخليجي» يبحثون مواجهة «داعش» و«حزب الله»
28-04-2016