بول راين ينسف جهود ترامب لتوحيد الجمهوريين
نصح بريطانيا بالخروج من الاتحاد الأوروبي وكاميرون رفض الاعتذار له
منيت جهود المرشح الشعبوي المحتمل لانتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترامب لتوحيد الصفوف خلفه بانتكاسة كبيرة، بعد أن أكد رئيس مجلس النواب الأميركي بول راين، الشخصية الجمهورية الأكثر نفوذاً في الولايات المتحدة، مساء أمس الأول، أنه ليس مستعداً حتى الساعة لتأييد تسميته مرشحا للحزب الجمهوري إلى البيت الأبيض، رغم أنه أصبح مرشح الحزب الوحيد.وقال راين، الذي يعد الثاني في تراتبية السلطة بعد رئيس البلاد، لشبكة "سي ان ان": "كي أكون صريحا بالكامل معكم، أنا لست جاهزاً بعد لفعل ذلك"، مضيفا "لكنني آمل بذلك وأريده. لكن اعتقد أن المطلوب هو أن نوحد صفوف هذا الحزب". في إشارة إلى كم الخلافات التي تثيرها مواقف ترامب المتباينة داخل الحزب.
وطالب راين ترامب، الذي رأى أمس أن بريطانيا ستكون أفضل حالاً إذا انسحبت من عضوية الاتحاد الأوروبي، بالعمل على إطلاق "مرحلة تعافي" بعد حملة شرسة قام بها خلال الانتخابات التمهيدية تخللتها تصريحات مسيئة للمرشحين الاخرين والمسلمين والمتحدرين من أصول لاتينية واللاجئين والنساء وغيرهم.وأردف "حان وقت وقف التحقير". وأثارت تصريحات راين ضجة، لاسيما أن قطب العقارات أصبح اعتباراً من الأربعاء الماضي المرشح الوحيد للحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية بعد انسحاب منافسيه من السباق. ويشارك راين في ترؤس مؤتمر الحزب الجمهوري في يوليو الذي ستتم خلاله تسمية المرشح رسمياً.وأثار التصريح المثير للذهول أصداء قوية في الأوساط التقليدية للحزب وشرائحه المختلفة، وسط مخاوف من احتمال عدم وقوف المحافظين خلف ترامب في مواجهته الانتخابية النهائية مع المرشحة المرجحة للحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون.وبينما يشير موقف راين إلى عمق الانقسام داخل الحزب الجمهوري، فضل الرئيسان جورج بوش الأب والابن وعائلتهما التي تضم عدداً من أقطاب الحزب الجمهوري العزوف عن تأييد الملياردير. وبات راين على خلاف مع رئيس الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونل، الذي اعلن تأييد ترشيح ترامب "لتفادي ما قد يكون ولاية ثالثة لباراك اوباما"، الرئيس المنتهية ولايته، في حين يقترح بعض المحافظين ضرورة وجود مرشح ثالث لتحدي ترامب وكلينتون.واستغل الديمقراطيون الجدل بين ترامب وراين لتسليط الأضواء على الانقسام والبلبلة في صفوف الحزب الجمهوري.على صعيد آخر، أفادت شبكة "سي ان ان" بأن محققين فدراليين من الـ(اف بي آي) استجوبوا عدداً من مساعدي كلينتون، في إطار تحقيق في استخدامها بريدا الكترونيا خاصا في مراسلات تتعلق بعملها حين كانت وزيرة للخارجية.في هذه الأثناء، أظهر استطلاع للرأي أجرته "رويترز" ومؤسسة إبسوس، ونشرت نتائجه أمس الأول أن نحو نصف الناخبين الأميركيين، الذين يؤيدون إما كلينتون أو ترامب لانتخابات الرئاسة، قالوا إنهم سيحاولون بالأساس منع الطرف الآخر من الفوز.في السياق، قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، إنه لن يعتذر لترامب بعد أن أصبح عملياً مرشح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة، بسبب وصفه اقتراحه فرض حظر على دخول المسلمين للولايات المتحدة بأنه "غبي وخاطئ".وقبل سبعة أسابيع من إجراء استفتاء في بريطانيا بشأن عضويتها بالاتحاد الأوروبي، قال ترامب في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" مساء أمس الأول: "أعتقد أن الهجرة كانت شيئا مروعا بالنسبة لأوروبا، وأن الاتحاد الاوروبي كان مسؤولا عن قدر كبير من ذلك، وأقول إن البريطانيين سيكونون أفضل حالا بدونه".