بعد مرور أقل من يومين، على إعلان قوات الجيش المصري، تنفيذ عملية نوعية استهدفت بؤرة إرهابية تضم نحو "18 تكفيرياً" في جنوب مدينة الشيخ زويد، حاول تنظيم ما يُعرف بـ"أنصار بيت المقدس" الفرع المصري لتنظيم "داعش"، إرهاب المواطنين السيناويين، بتهديدهم بـ"النحر"، حال ثبوت تورط أحدهم في الوشاية على عناصر التنظيم أو أماكن تجمعهم، لمصلحة قوات الأمن.

Ad

ومنذ أطلقت القيادة العامة للقوات المسلحة مرحلة جديدة من عمليات "حق الشهيد" الأمنية، يعاني التنظيم الإرهابي تراجعاً كبيراً في نشاطه الميداني، إذ باتت تعتمد القوات على إحداثيات دقيقة، تسببت في توجيه ضربات استباقية لعناصر التنظيم، أفقدته قدراته الميدانية، فضلاً عن إعلان التنظيم مقتل الكثير من قياداته. وحاول التنظيم في بيانٍ تناقلته صفحات تابعة له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أمس الأول، استمالة أهالي سيناء وتحريضهم على القوات، حيث يقول: "استجبنا لأمر الله بنصرة المستضعفين في سيناء، لذلك نُجدد وعيدنا وتحذيرنا لكل من يُقدم على مساعدة الجيش والشرطة بأي شكل من الأشكال، فإن سيوفنا لن تفرق بين العدو ومن يعينه".

وأكد البيان أن عناصر التنظيم تعلم جميع من يتعاونون مع القوات وأنهم يمهلونهم فرصة للعودة "وبعد ذلك البيان لن تأخذنا بهم رحمة أو رأفة".

الخبير في الحركات الأصولية، صبرة القاسمي، قال لـ"الجريدة" إن "الأوضاع الميدانية بشكل عام في سيناء مُعقدة، والتنظيم الإرهابي لم يتم القضاء عليه نهائياً". ولفت إلى أن تراجع قوات التنظيم الميداني لا يعني انتهاءه من سيناء، إذ إن عناصره موجودون بين الأهالي للاحتماء بهم، وهو ما يعوق عمل القوات بشكل كبير، مشيرا إلى أن التنظيم يحاول من البيان إرهاب المواطنين السيناويين لضمان عدم التعاون مع قوات الأمن.

من جانبه، قال أحد شيوخ القبائل السيناوية في منطقة رفح الحدودية، رفض ذكر اسمه لدواع أمنية، إن أهالي سيناء أكثر المُتضررين من معركة الدولة مع العناصر والجماعات الإرهابية، فالأهالي يتعرضون في أوقات كثيرة إلى قصف عن طريق الخطأ من قوات الجيش، التي تلاحق العناصر الإرهابية المختبئة بين الأهالي من جهة، ويتعرضون لمضايقات ورعب من ممارسات عناصر التنظيم، الذين يمارسون عمليات نحر في صفوف الأهالي، تحت مزاعم التعاون مع قوات الجيش، من جهة أخرى.