لوياك
أنا على يقين أن النجاح الذي حققته «لوياك» في إدارة حديقة الشهيد وتحويلها إلى قبلة ترويحية مميزة، هو ما شجع الديوان الأميري على الشروع في تدشين المرحلة الثانية من تلك الحديقة لتتوسع وتكبر، فشكراً للوياك على هذا العمل، وياليت كل نواب مجلسنا الموقر لوياك.
لم أتشرف بالعمل معها من قبل ولا أعرف أحداً من أعضائها على المستوى الشخصي، ولكن ما أعرفه جيداً أن لوياك منظمة تستحق أن تكون من رموز الكويت، كأن نقول حين الحديث عن الكويت «عندنا الوطني وعندنا الأفنيوز وعندنا القادسية وعندنا زين وعندنا لوياك»، فهي مجموعة أخذت على عاتقها منذ نشأتها الاهتمام بالشباب وتنمية قدراتهم في شتى المجالات التي غيبتها الدولة متعمدة وحليفها الدائم من قوى الظلام والتخلف واستغلال الدين أبشع استغلال. فقد تمكنت «لوياك» من تقديم الفائدة للشباب من خلال تشجيعهم على العمل في سن مبكرة لاكتساب الخبرة والاحتكاك المباشر بسوق العمل الفعلي، بل وإعادة المواطن الكويتي إلى العمل بيده كما كان الأمر في السابق قبل أن يحل على الكويتيين كسل وغرور الثروة، فبتنا نجد الشباب الصغار من الجنسين يعملون في المطاعم والمقاهي والشركات بأيديهم، وهو ما لم يكن موجوداً قبل نشأة لوياك، ولم يقتصر دورها على تقديم تجارب العمل المفيدة للشباب طوال السنوات الماضية بل توسع نطاق أعمالها لتتحول لوياك إلى حاضنة إبداع حقيقية بعيدة عن الشعارات الفارغة وكلام معظم مؤسساتنا المنمق عن الشباب واحتضانهم، لتقدم لهم الدعم، كل في مجاله، من موسيقى ومسرح وأدب ورياضة، وهي كل المجالات التي أهملتها الدولة متعمدة لتجفيف مختلف منابع الإبداع الكويتي، لتعيد «لوياك» بذلك التدفق الجميل لهذا الإبداع المتوج أخيراً بإدارة حديقة الشهيد.فحديقة الشهيد، باسمها الحالي، كانت قائمة منذ ربع قرن، عندما تمت تسميتها بذلك الاسم بعد تحرير الكويت، وقد كانت طوال تلك الفترة عبارة عن قطعة كبيرة مهجورة في قلب مدينة الكويت، وبعد أن قام الديوان الأميري بإعادة افتتاح تلك الحديقة بعد عملية ترميم جميلة أسند إدارة هذا المرفق إلى «لوياك»، وهو من أفضل القرارات التي اتخذها الديوان في رأيي، فقد كلف من يستحق فعلاً إدارة هذه الحديقة، لتتحول تلك القطعة المهجورة إلى رئة مفعمة بالحيوية لمدينة الكويت بل الكويت بأسرها، فأعادت إحياء الأنشطة الجميلة التي كانت تزخر بها الكويت قبل هيمنة قوى الظلام، ولم تكن هذه الإعادة عن طريق نسخ التجربة الماضية بل تقديم الحياة الثقافية بروح جديدة تناسب هذا العصر، ولا يوجد من هم أفضل من لوياك في تقديم ذلك.لقد أثبتت لوياك أن هناك إدارة قادرة على إحياء الرميم المتعمد بأسلوب راقٍ ومتجدد، وهو بالضبط ما نحتاج إليه في مختلف القطاعات.وأنا على يقين من أن النجاح الذي حققته «لوياك» في إدارتها حديقة الشهيد وتحويل هذا المرفق إلى قبلة ترويحية مميزة، هو ما شجع الديوان الأميري على الشروع في تدشين المرحلة الثانية من تلك الحديقة لتتوسع وتكبر، فشكراً للوياك على هذا العمل، وياليت كل نواب مجلسنا الموقر لوياك.