التشكيليّة صفية القباني: «تقبل الآخر» دعوة للسلام... ويشغلني الإنسان

نشر في 26-04-2016 | 00:01
آخر تحديث 26-04-2016 | 00:01
في معرضها التشكيلي الأخير في غاليري القاهرة، أطلقت د. صفية القباني، عميدة كلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان، دعوة مفتوحة لتقبل الآخر والتعايش معه بسلام من دون حقد وكراهية، من منطلق حرص الفنان على السلام واحترام البشر على اختلاف أشكالهم ومعتقداتهم.

«الجريدة» التقت القباني على هامش معرضها «تقبل الآخر» المقرر التجوّل به بين إسبانيا وإيطاليا خلال الفترة المقبلة. وكان معها الحوار التالي:

يحمل معرضك الأخير «تقبل الآخر» دعوة للسلام والتعايش. لماذا الآن، خصوصاً أن ثمة دعوات كثيرة سابقة؟

المعرض إضافة إلى الدعوات السابقة، فهو بمثابة دعوة للسلام وتقبل الناس على اختلاف أشكالهم ومعتقداتهم، وهذا هو الحل للوصول إلى السلام الاجتماعي، قبول البشر بكل ما فيهم. نحن كمجتمع شرقي نفتقد إلى هذا الجانب، بل ننتقد دائماً وننظر إلى المختلف عنّا على أنه إنسان سيئ. لذا قدّمت دعوة مفادها «لا تنظر إلي على أساس لوني أو جنسي، بل أنظر إليّ بصفتي إنساناً».

ولكن هل يمكن «تقبل الآخر» بسهولة في مجتمعنا الشرقي الذي عُرف بتعصبه أحياناً؟

ليس لدينا حل سوى تقبل الآخر، هذا هو السبيل إلى النجاح، ألا ننتقد من يعمل شراً أو خيراً، فللكل رب يحاسبه أساء أو أثاب. نفتقد أيضاً إلى العمل بروح الفريق. لو تقبلنا بعضنا واستفدنا من بعضنا البعض سننجح. عندما خطرت ببالي الفكرة أحضرت خامة الأزملتي ووروداً صغيرة وخامة المورانو. تبدو الورود كأنها بشر على اختلاف ألوانهم، وجميعهم رغم اختلاف اللون والشكل والتصميم يعيشون في انسجام.

ما الذي يغريك بمادة الأزملتي لتقدمي بها معرضاً كاملاً؟

هي خامة بديعة وثرية. رغم أنني أحضرها من خارج مصر وواجهت مشاكل بسبب الجمارك، فإنني سعيدة باستخدام هذه الخامة الثرية والتي تعد أصل الخامات الجدارية. الأزملتي قطع من الموزاييك الإيطالي، تبدو مثل الأحجار بسماكتها ولونها، مغرية في التعامل وتعطي قيمة في العمل تختلف عن وحدات السيراميك والبلاط والقيشاني، وتوجد هذه الخامة في جزيرة مورانو في إيطاليا ولا تصنع سوى الزجاج اليدوي.

قدمت بهذه الخامة أعمالي كافة، هي خامة مغرية لا أستطيع مقاومتها، وقد عرضت بها 30 لوحة في غاليري «النيل» في مصر، كذلك ينتقل المعرض إلى إسبانيا خلال شهر أبريل الجاري في المعهد العربي تحت إشراف المستشار الثقافي المصري في إسبانيا، ويستمر أسبوعاً، ثم تنتقل اللوحة الكبيرة «تقبل الآخر» لتعرض في ملتقى يضم فناني العالم في الموزاييك يوم 18 مايو المقبل في إيطاليا، حيث سألقي كلمة في الملتقى أمام الكونغرس في «أميكو» مفادها «انسَ شكلي ولوني وجنسي وديني وتعامل معي باعتباري إنساناً». هنا أحب القول إننا نحب إيطاليا، تعلمنا الفن على يد فنانيها وفناني فرنسا وإسبانيا، ومعظم التماثيل الموجودة في كلية الفنون الجميلة تنتمي إلى إيطاليا وروما، من بينها فينوس وكيوبيد وغيرهما. ولا ننسى أن إيطاليا تعني الفن، فضلاً عن أن كثيراً من أساتذتنا تعلموا فيها، مثل مايكل أنجلو وعباقرة عصر النهضة.

مسؤولة وفنانة

تشغلين راهناً منصب عمادة كلية الفنون الجميلة. إلى أي مدى استولى العمل الإداري على حصة الفن لديك، وكيف توفقين بين دورك كمسؤولة وأم وفنانة؟

ترقيت في عملي بالفن. استخدمت الموزاييك والرخام والرسم والحفر على الزجاج، وقدمت معارض من 1997 حتى 2007، حتى تمت ترقيتي إلى منصب أستاذ، وكنت أصغر الأساتذة آنذاك. وخلال عام 2009، توليت منصب وكيل الكلية لخدمة المجتمع، وتوطدت علاقتي بالطلبة وعشقت هذا القطاع الخدمي الذي يعتبر أحد أقوى القطاعات كوني في الإدارة بهذه الكلية. وقد أنعم الله عليّ بالجلوس على الكرسي التي جلس عليها سابقاً الدكتور صلاح عبدالكريم، وهذا شرف عظيم، وربطنا الكلية بالمجتمع.

بالنسبة إلى التوفيق بين مهامي، أرى أن التوازن صعب ولكن المرأة قادرة على إحداث التوازن. يُقال دائماً إن عقل المرأة يضم 50 مربعاً بينما يضم عقل الرجل مربعاً واحداً. أنا زوجة وأم من زمن، وفي ما يخص عملي الفني أمارسه ليلاً، وهو مجال رائع أجد نفسي فيه. ولا يقل العمل الإداري أهمية عن الفن لأني أخدم الأجيال التي ستنتج فناً، عن طريق توفير أماكن صالحة لهم. لا أتواجد كثيراً في المعارض ولكني متابعة لحركة الفن التشكيلي، وكل أسبوع يقام معرضان بكلية الفنون التشكيلية، وقدمنا أخيراً الليلة الكبيرة للفنان القدير ناجي شاكر. إذاً، ثمة إلمام مع الجيلين الحديث والقديم.

شاركت في معرض أساتذة كلية الفنون الجميلة في الكويت أخيراً،  كيف تم الترتيب لهذا المعرض وماذا عن أجوائه؟

أقيم المعرض بجهود كل من الفنان الكويتي عبد العزيز التميمي والأمين العام المساعد لقطاع الفنون والمسرح بدر الدويش ومشعل الخلف، حيث شاهدنا افتتاحاً رائعاً في الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية، وكان يضم 70 عملاً.

back to top