يوماً بعد يوم، ينكشف ما حاكته طيور الظلام ضد رياضة الكويت، للسيطرة على مقدراتها، بأي ثمن، من خلال كتب ملغومة، باتت تتكشف الواحد تلو الآخر، أُرسِلت إلى المنظمات الدولية، لاسيما التي ترتع في الفساد.
قد يتقن بعض البشر فن الخداع وتزييف الحقائق، فترة من الوقت، لكن بمرور الأيام سرعان ما تظهر تلك الحقائق جلية كالشمس، لتعري هؤلاء الذين ادعوا عبر أبواقهم وصبيانهم، زوراً وبهتاناً، أنهم حماة الحمى، ومن يريدون الإصلاح.فعلى مدار الأشهر الماضية، وتحديداً منذ القرار الجائر بإيقاف رياضة الكويت، لم يتوقف البعض عن المكابرة والتدليس، والإيحاء بأنهم يعملون من أجل المبادئ، التي هي ابعد ما تكون عنهم، وهو ما تؤيده الوثائق والمستندات بعيداً عن التجني.وها هي وثيقة جديدة تؤكد، بما لا يدع مجالاً للشك، أن التحريض والشكوى لم يأتيا إلا من داخل الكويت ولم يخرجا إلا من رحم اتحاد كرة القدم، الذي أرسل كتاباً بتاريخ 15 اغسطس الماضي ممهوراً بتوقيع نائب سكرتير الاتحاد د. محسن العنزي، خاطب فيه الأمين السابق للفيفا جيروم فالكه (الفاسد)، مع ملاحظة أن وصف ذلك «الجيروم» بالفساد هو الأكثر لياقة وأدباً، بعدما كشفته لجنة الاخلاقيات المستقلة التابعة للفيفا من أدلة ومستندات تدينه.وبالطبع كان الغرض من كتاب الاتحاد، المرسل من عدة نسخ، تأليب فالكه ورفاقه على الكويت، إذ أشار إلى كتاب الاتحاد الآسيوي الذي كان أُرسِل إلى الكويت قبل 24 ساعة فقط، وإلى اجتماع فريق الاستقلال الرياضي للحركة الأولمبية في 8 يونيو الماضي بلوزان، والذي حضره ممثل «الفيفا» بريمــو مورفاور، حيث ناقش هذا الاجتماع القانونَين 117/2014، و25/2015 في الكويت، بهدف إثبات مخالفتها وجورها على الميثاق الأولمبي واستقلاليته.ولم ينس الاتحاد، في كتابه، أن يؤكد بصورة كاملة التزامه الصارم بقوانين الفيفا والاتحاد الآسيوي، خاصة فيما يخص استقلالية كرة القدم، مع تشدده في الالتزامات المنصوص عليها في النظام الأساسي للفيفا، في إيحاء مبطن بأن القوانين الكويتية ستجبره على عكس ذلك. وبلغت «النخوة الوطنية» بذلك الاتحاد أن طلب من «الفيفا» رأيه الرسمي لما ينبغي على الاتحاد الكويتي القيام به، ليتسنى له الرد بالصورة التي تليق بما يخدم مصالح الفيفا ضد الكويت!كما تم تزويد الفيفا، بمعلومة مهمة من شأنها أن تزيد السخط على الكويت، مفادها أن التدخل الحكومي لا يقتصر على كرة القدم، بل يشمل جميع الألعاب الرياضية في البلاد.وأضاف أن هذا التدخل يؤثر على الرياضة، والحركة الأولمبية، وهو ما يستوجب، حسب الكتاب، التنسيق بين الاتحاد الكويتي، واللجنة الأولمبية الكويتية، والاتحادات الرياضية الكويتية الأخرى بشأن تنفيذ الميثاق الأولمبي والنظام الأساسي للفيفا، ولوائحها، ونظامها، مؤكداً في الختام أنهم في انتظار الرد في أقرب فرصة ممكنة!ونكشف هذه الوثيقة في الوقت الذي يدعي فيه البعض أو يحاول إشاعة أن الأخوين الشيخين أحمد وطلال الفهد، هما وليس غيرهما من يعملان على حشد أكبر عدد من الأصوات لرفع الإيقاف عن الكويت في اجتماع كونغرس الاتحاد الدولي المزمع عقده الخميس والجمعة المقبلين، وهو ما يجافي الحقيقة والواقع، فكيف يسعى إلى رفع الإيقاف مَن يحرض عليه؟! وكيف يمكن تصديق أن من يقبل في الأمس أن يدخل كخصم متداخل مع الفيفا ضد الأندية الكويتية أن يعمل على تحقيق مسعى تلك الأندية بالتصويت؟ولعل السؤال الأهم هو: ألم يكن من الممكن درء خطر الإيقاف من البداية بعدم إرسال مثل هذه الكتب الملغومة بدلاً من حاجتنا اليوم إلى جمع الحشد والتصويت لرفع الإيقاف؟ثم تعالوا لنسأل الشيخين: ما الذي تغير اليوم حتى يتغير موقفهما؟ أليس الفيفا هو المنظمة التي يمثلها أحمد الفهد والذي قال بملء فمه عبر أكثر من وسيلة إعلام بعد الإيقاف من يريد أن يكون عضواً معنا «ويعني اللجنة الأولمبية الدولية والفيفا» عليه الالتزام بلوائحنا؟ أليس أحمد الفهد هو أحد الأشخاص الكويتيين الذين، حسب قول شقيقه طلال، يمثلون المنظمة الدولية التي انتخبوا فيها ولا يمثلون الكويت؟ فكيف إذاً سيعمل على حشد الأصوات للكويت؟ركوب الموجة لعبتهم!ما سبق يثبت أن من يجيدون ركوب الموجة واللعب على كل الأحبال بدلاً من انكشاف أمرهم ولعبتهم التي صارت مكشوفة، آثروا استغلال البوادر الإيجابية لرفع الإيقاف عن نشاط كرة القدم في اجتماع المكسيك، في ظل مساعٍ سياسية وشعبية، فحشدوا أبواقهم وصبيانهم للترويج لمساعيهم غير المحمودة، والحشد لهذا الغرض!ولهؤلاء نقول: إذا كان ما تدّعونه صحيحاً حول عمل الأخوين فليعملا ويظهرا قوتهما لرفع تعليق النشاط الرياضي الكويتي بالكامل عن طريق اللجنة الأولمبية الدولية، وليستغلا علاقتهما، وخصوصاً الشيخ أحمد، المتوطدة بمسؤوليها، لاسيما الرئيس الذي لا تنفك أبواقكم عن الإشارة إلى فضل الشيخ في تنصيبه وصناعته.
رياضة
حلقة جديدة للفهد في مسلسله التحريضي على الكويت
10-05-2016