لا يزال "داعش" يشن ضربات مفاجئة في حزام بغداد ومحيطها، حيث هاجم أمس مصنع الغاز في مدينة التاجي، التي تضم أكبر تجمع للسلاح والضباط الأميركيين بالعراق، في حين انتقلت حالة التجاذب وتبادل الاتهامات بشأن الخروقات الأمنية من القوى السياسية إلى صفوف "الحشد الشعبي".

Ad

بالتزامن مع الضربات العسكرية التي يتلقاها في محافظة الأنبار، غرب العراق، واصل تنظيم "داعش" الإرهابي هجماته على مناطق تقع في حزام العاصمة بغداد ومحيطها. وغداة شنه عشرات العمليات في محيط العاصمة، ومن ضمنها هجوم مفاجئ فجر أمس الأول على عامرية الفلوجة، غرب بغداد، قتل فيه 10 انتحاريين، باغت التنظيم، مدينة التاجي، شمال العاصمة، حيث شن هجوماً على معمل الغاز، الذي يمد بغداد بغاز الطهو.

واكتسب الهجوم اهمية مضاعفة لأن التاجي تضم أكبر معسكر قديم للجيش العراقي يعتبر حالياً قاعدة مشتركة أميركية- عراقية، لأنه يضم أكبر عدد من الضباط الأميركيين الاستشاريين، بالاضافة الى كمية كبيرة من السلاح الأميركي الثقيل مثل الدبابات والصواريخ الكبيرة، كما يضم مصنعا لتصليح الدبابات والطائرات.

وقال المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد العميد سعد معن في بيان، إن "القوات الأمنية أحبطت محاولة للسيطرة على معمل غاز التاجي شمالي بغداد من مجموعة إرهابية".

وأوضح أن "إرهابيين فجروا عجلة مفخخة عند بوابة المعمل، ومن ثم دخل ستة انتحاريين يرتدون أحزمة ناسفة إلى المعمل وتم التعامل معهم، ما أدى الى نشوب حريق في ثلاثة خزانات"، مؤكدا أن "القوات الأمنية الآن تسيطر على المعمل وفرق الدفاع المدني تقوم بإطفاء الحرائق".

وقال ضابط برتبة عقيد في الشرطة: "قتل 25 شخصا بينهم أربعة من قوات الأمن وأصيب 22 آخرين بينهم تسعة من عناصر الأمن بجروح في الهجوم الانتحاري".

من جانبها، أكدت وزارة النفط في بيان، أن "الحادث لم يؤثر على عمليات تجهيز المعامل وامداد المواطنين بالغاز السائل".

تصعيد «داعشي»

وعلق المحلل العراقي البارز هشام الهاشمي على هجوم التاجي قائلاً: "كنا نقول إن داعش موجود على حزام بغداد، والآن داعش على أبواب الكرخ الشمالي والجنوبي، وأتوقع المزيد من العمليات الإرهابية الغادرة في مناطق شرق القناة والرصافة"، مضيفا أن "داعش باتجاه تركيز هجماته الإرهابية ضمن غزوة ابي علي الانباري المخطط لها مسبقا في مناطق حزام بغداد، خصوصا مع قرب الزيارة الشعبانية".

وقال الهاشمي إن "داعش لا يزال يملك العديد من الخلايا الإرهابية المحترفة التي تنتظر التكليف بالعمليات داخل تلك المناطق، والتي لديها القدرة على القيام بعمليات نوعية ودقيقة، وتقوم بالعمليات الانغماسية والانتحارية والصولات الخاطفة على المراكز الامنية والسيطرات العسكرية والهروب بسرعة"، لافتا إلى أن "حوادث بغداد وأطرافها الأخيرة مؤشر خطير".

تجاذبات «الحشد»

في سياق متصل، وإلى جانب تبادل الاتهامات السياسية بشأن الخروقات في العاصمة، يبدو أن التجاذبات وصلت الى "الحشد الشعبي"، اذ دعا القيادي في هيئة "الحشد" كريم النوري أمس

رئيس الحكومة حيدر العبادي، القائد العام للقوات المسلحة، الى تسليم الملف الامني لوزارة الداخلية، مقللا من أهمية الخروقات الأمنية الأخيرة.

وقال النوري إن "الخروقات الاخيرة حذرنا منها مرارا، وخاصة قيام داعش بأعمال ارهابية من اجل الاستعراض لنصر دعائي"، مضيفاً أن "هذه الخروقات لن تؤدي لاحتلال أي منطقة".

ورأى القيادي "الحشدي" أن "الاسترخاء والغفلة الموجودة هي السبب" وراء الهجمات، مطالبا بـ"حماية خاصرة وحزام بغداد لمنع تكرار ما يحصل". ودعا النوري العبادي الى "تسليم الملف الامني لوزارة الداخلية"، مشددا على ضرورة "توزيع المهام على عمليات بغداد، إضافة إلى وزارتي الداخلية والدفاع".

في المقابل، انتقدت "فرقة العباس" القتالية التابعة لـ"الحشد" أمس، سلوك إدارة هيئة "الحشد"، وقال قائد فرقة العباس القتالية ميثم الزيدي، إن "إدارة هيئة الحشد الشعبي لا تنفذ توجيهات رئيس الوزراء حيدر العبادي إذا كانت لا تتناسب مع مزاجها الإداري"، منتقداً "سلوك إدارة الهيئة غير المهني وغير العادل وغير الحيادي".

وأوضح الزيدي أن "الفرقة وقواعدها الشعبية وحلفاءها لا ترضى بالظلم ولا تسمح بإضعاف مشروع الحشد الذي بني ببركة فتوى المرجعية الدينية العليا وجهود المتطوعين العراقيين"، مهدداً بـ"اللجوء الى الجهات الرسمية والقضائية في حال لم تحسن من سلوكها تجاه جميع تشكيلات مشروع الحشد الشعبي".

اللجنة الأمنية

إلى ذلك، دعا رئيس لجنة الأمن والدفاع النائب في "كتلة الأحرار" التابعة لـ"التيار الصدري" حاكم الزاملي أمس، أعضاء اللجنة الى عقد اجتماع طارئ اليوم بسبب الخروقات الأمنية في العاصمة، داعيا جميع الأعضاء الى "الحضور وتحمل مسؤولياتهم الوطنية".

الأنبار

في غضون ذلك، تواصلت العمليات ضد "داعش" في الأنبار، حيث اطلقت عملية عسكرية لتحرير المناطق الفاصلة بين قضاء حديثة وناحية البغدادي، كما اطلقت عملية اخرى بمشاركة طيران التحالف الدولي ومقاتلي العشائر لتحرير جزيرة هيت، غرب الرمادي، من "داعش".