ينتظر العراقيون بترقب الجلسة التي دعا لعقدها رئيس مجلس النواب سليم الجبوري غداً، لمعرفة ما إذا كان النواب المعتصمون سيشاركون فيها، الأمر الذي يعني أن الأزمة البرلمانية قد انتهت، تمهيداً لإقرار التعديل الوزاري الذي اقترحه رئيس الحكومة حيدر العبادي كخطوة أولى باتجاه الإصلاح ووقف الفساد والهدر.

Ad

أعلن المتحدث باسم البرلمان العراقي، النائب عماد الخفاجي أمس، أن رئاسة البرلمان قررت عقد جلسة غداً لـ"مناقشة الإصلاح الحكومي وجاهزية البرلمان لاستضافة رئيس الوزراء حيدر العبادي لعرض تشكيلته الوزارية".

ولم يتضح إذا ما كان الجبوري أجرى اتصالات مع النواب المعتصمين الذين أقالوه من منصبه، في إجراء خلافي لم تتضح دستوريته، لإقناعهم بحضور الجلسة، الأمر الذي يعني، في حال تحققه، انتهاء أزمة البرلمان المنقسم على نفسه. وكان المعتصمون قد فشلوا مرة جديدة في جمع النصاب، لعقد جلسة لانتخاب خلف للجبوري.

تظاهرة الصدر

وفي السياق، أعلن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر تأجيل التظاهرة المليونية، التي كان من المقرر انطلاقها اليوم الاثنين الى الغد.

وقال الصدر، في بيان، إن "جلسة البرلمان أجلت، والتظاهرة السلمية المليونية الغاضبة تكون أيضا يوم الثلاثاء، وليس الاثنين"، داعيا الى عدم التقصير في الإصلاح.

وطالب المتظاهرين بـ"الرجوع الى اللجنة المشرفة في ذلك".

وكان الصدر قد دعا الى التظاهرة للضغط على القوى السياسية لإقرار حكومة التكنوقراط التي اقترحها العبادي في الورقة الأولى التي قدمها للبرلمان، ورفضت من قبل القوى السياسية.

التركمان والأكراد

على صعيد آخر، قتل تسعة أشخاص في مواجهات بين قوات البيشمركة الكردية وقوات الحشد الشعبي الشيعي التركماني فجر أمس، في قضاء طوزخوماتو شمال بغداد، ويمثل إحدى المناطق المتنازع عليها بين حكومة إقليم كردستان العراق والحكومة المركزية في بغداد، وقد شهدت اشتباكات مماثلة نهاية العام الماضي.

وقال قائمقام قضاء طوزخورماتو شلال عبدول: "قتل تسعة، هم: ضابط برتبة عميد، ومقاتل آخر من البشمركة، واثنان من الحشد الشعبي، وخمسة مدنيين، وأصيب أكثر من 20 بجروح من كلا الجانبين".

وأكدت مصادر أمنية أن الطريق الرئيسي بين بغداد وكركوك تم غلقه جراء المواجهات.

وقال كريم شكر مسؤول فرع حزب الاتحاد الوطني الكردستاني في طوزخورماتو "قامت مجموعة من الحشد الشعبي بإلقاء قنبلة يدوية على أحد مقراتنا العسكرية في طوزخورماتو، ما أدى إلى إصابة عدد من مقاتلي البيشمركة بجروح، واندلاع الاشتباكات التي مازالت مستمرة حتى الآن".

من جهتها، ذكرت قوات الحشد الشعبي أن "قوات البشمركة تعرضت لأحد مقراتها في طوزخورماتو" دون ذكر تفاصيل.

وشهد القضاء في نوفمبر الماضي اشتباكات بين الجانبين إثر خلافات عند حاجز تفتيش، وامتدت بعدها الى داخل القضاء.

واتهم رئيس الجبهة التركمانية العراقية، أرشد الصالحي، حزب "العمال الكردستاني" بالوقوف خلف الاحداث الدامية. ويسعى الأمين العام لمنظمة بدر والقيادي في الحشد الشعبي هادي العامري الى معالجة الاشكال.

أما القيادي العسكري في "كتائب سيد الشهداء" الشيعية المتطرفة، فالح الخزعلي، فقد دعا الحكومة العراقية الى إرسال قوات من وزارة الدفاع الى قضاء طوزخرماتو لـ"فرض الاستقرار".

العبادي

ووجه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أمس، قيادة العمليات المشتركة باتخاذ جميع الإجراءات العسكرية اللازمة للسيطرة على الأوضاع في قضاء طوزخرماتو، وإيقاف تداعيات الأحداث المؤسفة التي أدت الى وقوع عدد من الضحايا.

وذكر بيان لمكتب العبادي، أنه "تم الاتصال بجميع القيادات لنزع فتيل الأزمة، وتركيز الجهود ضد العدو الإرهابي المشترك المتمثل في عصابات داعش الإرهابية".

ودعا محافظ كركوك نجم الدين كريم، إلى وضع "حل نهائي" لمشكلة القضاء.

الرمادي

في سياق منفصل، أعلن العقيد ياسر الدليمي المتحدث باسم شرطة الانبار أمس، أن "إجراءات اتخذت بمنع دخول أي عائلة نازحة الى داخل مدينة الرمادي بعد اليوم، وذلك نتيجة ظهور العبوات الناسفة داخل بعض المناطق، حيث أدت الى مقتل العشرات من المدنيين وعناصر الجهد الهندسي".

وعلى صعيد آخر، أبلغ المقدم خليل النمراوي وكالة الانباء الألمانية (د ب أ) أن "رئيس أركان الفرقة السابعة العميد نصر غضبان وجنديا آخر لقيا حتفهما، وأصيب خمسة جنود بجروح، إثر انفجار عبوة ناسفة على موكبه أثناء تفقده القطاعات العسكرية في مناطق الدولاب ورخيخه غرب الرمادي".