مبادرات إنتاج الأفلام... هل تنقذ السينما المصرية؟

نشر في 01-05-2016 | 00:01
آخر تحديث 01-05-2016 | 00:01
اتفاقية الشراكة بين شركة «روتانا» وعدد من المنتجين المصريين لإنتاج نحو 50 فيلماً سينمائياً في غضون عامين تصل تكلفتها إلى 320 مليون جنيه تقريباً ليست الاتفاقية الأولى بين صانعي السينما والمحطات التلفزيونية، بل ثمة أكثر من اتفاقية في هذا المجال، نلقي الضوء عليها وعلى رأي السينمائيين بها.
تسعى قناة «النهار» لإبرام شراكة مع المنتجين عبر المخرج طارق العريان الذي باشر التنسيق لهذه المهمة، بينما تسير شركة «نيوسينشري» بالاتجاه نفسه من خلال مفاوضات مع أكثر من قناة. ووقع الفنان أحمد حلمي بدوره اتفاقية مع مجموعة قنوات OSN لعرض أعماله على شاشتها بعد فترة وجيزة من طرحها في دور العرض السينمائية.

ولكن تبقى اتفاقية الشراكة بين {روتانا} والمنتجين المصريين الأضخم في الإنتاج السينمائي المصري خلال السنوات الأخيرة، علماً بأن السينما المصرية تشهد انتعاشة كبيرة منذ بداية العام الجاري، ووصل عدد الأفلام المتوقع عرضها حتى شهر رمضان نحو 25 فيلماً، وهو رقم يقترب من عدد الأعمال الـ 29 التي طرحت خلال العام الماضي.

تؤيد الفنانة بشرى التنسيق بين شركات الإنتاج السينمائية المختلفة والقنوات التلفزيونية قبل بدء تصوير الأفلام، لما يحمله ذلك من دعم كبير تكون الشركات بحاجة إليه أحياناً لتسرع في خطوات تنفيذ مشاريعها الجديدة، لافتة إلى أن السينما المصرية واجهت مشكلات إنتاجية خلال السنوات الماضية ترتبط بضعف الإيــــــرادات خــــــلال مواسم مهمة، لا سيما بسبب الأحداث السياسية التي أثرت سلباً على إيرادات أفلام ضخمة.

وتشير بشرى إلى أن القنوات الفضائية تؤدي دوراً كبيراً في حلقة الإنتاج السينمائي راهناً، ما يتطلّب أيضاً التصدي لعمليات قرصنة تقوم بها قنوات سينمائية فتسطو على الأفلام وتعرضها من دون الحصول على نسخ من المنتجين أصحاب حقوقها الأصليين، مؤكدة أن العمل على مواجهة هذه القرصنة سيزيد من عائدات الأفلام السينمائية.

كذلك تؤكد أن السينما تحتاج إلى مساعدة الدولة في أمور عدة من بينها تسهيل أماكن التصوير ودراسة احتياجات الصناعة للارتقاء بها، موضحة أن زيادة الأفلام ستدفع بوجوه جديدة إلى المشهد السينمائي من مؤلفين وفنانين، ما يجعلهم يحصلون على فرصة جيدة لتقديم إبداعاتهم وأفكارهم للجمهور.

في السياق نفسه، يقول المخرج داود عبد السيد إن الغزارة في الإنتاج السينمائي ستنعكس إيجابياً على محتوى الشاشة وجودة الأعمال، لافتاً إلى وجود مشاريع سينمائية عدة تتأخر وبعضها يتعثر خلال مرحلة التصوير بسبب عدم توافر الدعم المالي لها.

ويضيف أن الحكم على التجربة يأتي بعد مشاهدة الأعمال التي ستقدّم من خلالها، فهل ستتميز فعلاً وتحمل أفكاراً جديدة وموضوعات جادة، أم ستكون أفلاماً هدفها التواجد بتجارب عدة من دون النظر إلى المحتوى؟ لافتاً إلى أن تعدد المنتجين سيثري التجربة، إلا إذا كانت للمحطات رغبة في نوعية محددة من الأعمال.

تشجيع

قال المنتج أحمد السبكي إن خطوة الشراكة التي وقعها مع {روتانا} تدعم أعماله وستشجعه على تقديم المزيد، خصوصاً أنها ليست المرة الأولى التي يتعاون فيها معها، موضحاً أن المحطة هي الأضخم وتحظى بنسبة مشاهدة مرتفعة، وأن هذه الخطوة تأتي لدعم الصناعة بشكل كبير خلال الفترة المقبلة.

بدوره يرى المخرج محمد خان أن اتفاقيات الفضائيات ومنتجي السينما على تقديم أعمال جديدة أمر ليس جديداً على صناعة السينما التي تعتمد خلال الفترة الأخيرة بشكل كبير على العائد المادي من الفضائيات، مشيراً إلى أن من ضمن حسابات المنتجين خلال مرحلة الإنتاج السينمائي الحصول على عائد التسويق للفضائيات.

ويضيف خان أن تقديم أفلام جديدة يواجه مشاكل عدة مرتبطة بغياب الدولة عن الإنتاج السينمائي وانحصار الإنتاج بنوعية محددة وصعوبة الحصول على تمويل من الخارج لدعم الأعمال الجديدة، موضحاً أنه وجد صعوبة كبيرة في إيجاد دعم لإنتاج فيلمه السابق {فتاة المصنع}. ويؤكد ضرورة الاهتمام بالإنتاج السينمائي حفاظاً على صناعة السينما.

ويشير خان إلى أن صعوبات الإنتاج تذهب بالمخرج إلى التفاوض مع منتجين على تقديم فيلمه، مشيراً إلى أن صناعة بعض الأفلام عبر شراكات من مجموعة أفراد اختيار ليس متوافراً دائماً أمام المخرجين والمؤلفين لأنه قائم على اتخاذ المجموعة قراراً واحداً بتقديم العمل.

back to top