فرقة «أطفال الشوارع» تستنفر الحقوقيين
الملاحقة بدأت بـ «صنافير» و«تيران» وانتهت برئاسة الجمهورية
أثارت واقعة إلقاء القبض على أعضاء فرقة "أطفال الشوارع" الغنائية، أمس الأول، انتقادات لما اعتبره مراقبون وحقوقيون تضييقاً على مزاولي الأنشطة الفنية، خاصة الذين يقدمون فناً يحمل بين طياته تعبيرا عن الرأي."أطفال الشوارع" هي فرقة فنية مستقلة، يشتغل أعضاؤها الستة بالمسرح، وأعلنوا في وقت سابق على صفحتهم بموقع "فيسبوك" أنهم قرروا تصوير مقاطع فيديو في الشوارع كبديل لخشبة المسرح، بهدف الوصول إلى أكبر قدر ممكن من المشاهدة.
فيديوهات الفرقة لاقت قبولا وانتشارا واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، على الرغم من بساطة المقاطع المصورة بكاميرا هاتف محمول بطريقة "السيلفي"، في مناطق مختلفة، حيث يقدم أعضاء الفرقة أغنيات تعبر عن أفكارهم، التي تنتقد المجتمع سياسياً وفنياً واجتماعياً، إلا أن الفيديو رقم 14 كان سبباً في القبض على عضو الفرقة عز الدين خالد، بتهمة الإساءة للدولة، حيث تناول المقطع ومدته دقيقتان أزمة جزيرتي تيران وصنافير بأسلوب ساخر. وبعد يوم واحد من ضبط خالد، صدر قرار من النيابة العامة بظبط وإحضار أعضاء الفرقة بعد نشرهم الفيديو رقم 15، الذي انتقد الرئيس عبدالفتاح السيسي، بشكل ساخر، وعلى إثره وجهت النيابة لهم عدة تهم من بينها إهانة رئيس الجمهورية والإساءة لمؤسسات الدولة، والتحريض على التظاهر.أحد أعضاء هيئة الدفاع عن الفرقة، المحامي في مؤسسة "حرية الفكر والتعبير" محمود عثمان، قال إن "إلقاء القبض على أعضاء فرقة فنية يعد انتهاكاً واضحاً للدستور وما يتضمنه من مواد تكفل حرية الإبداع"، واصفا ما حدث بأنه محاولة لإرهاب باقي الشباب ومنعهم من التعبير عن آرائهم.في المقابل، قال عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، حافظ أبو سعدة، إن "تعنت الدولة بسبب أغنية أو مقطع فيديو ينتقد سياسات النظام أمر غير مقنع للحبس"، مطالبا بوجود مساحة من التسامح من جانب الدولة.