«سمرقند»... يجمع الحياة والموت والحب والإرهاب
عرفت «سمرقند» بخصوصيتها التاريخية فهي المدينة التي جمعت مختلف الأضاد. احتلها حسن الصباح وحاربه الملك شاه وأخرجه منها، واستوطن فيها عمر الخيام صاحب الرباعيات الشهيرة، كذلك كانت سمرقند أكبر سوق للنخاسة في العالم، وشكّلت معبراً للجيوش التي كانت تحتلها لفترات متقطعة، كما كان يفعل الملك أرسلان والد الملك شاه.خلال شهر رمضان المقبل ستتابعون مسلسل «سمرقند»، هنا نظرة إليه.
تعرض محطات تلفزيونية عدة مسلسل «سمرقند» خلال شهر رمضان 2016، وهو ملحمة تاريخية بحبكة درامية معاصرة.يستند العمل إلى الأساس التاريخي في شكله العام وشخصياته الرئيسة، ولكنه لا ينتمي إلى فئة الأعمال التوثيقية، بل هو عمل درامي تمت صياغة حكايات خاصة به، وهو بالتالي لا يرتبط لا بقريب ولا من بعيد بأي عمل أدبي أو نص آخر يحمل الاسم نفسه، إلا من خلال المراجع التاريخية التي توثق تلك الفترة.والعمل الذي تنتجه شركة I See media production مكون من 30 حلقة تلفزيونية، تولى تأليفه محمد البطوش ويخرجه إياد الخزوز، فيما يؤدي الأدوار الرئيسة فيه كل من النجوم: عابد فهد، ميساء مغربي، يوسف الخال، أمل بوشوشة، يارا صبري، عاكف نجم، رشيد ملحس وركين سعد، وعدد كبير من نجوم الدراما العربية. الكاتب محمد البطوش الذي قدّم سابقاً أعمالاً تاريخية عدة، يقول: {للمرة الأولى يقدم مسلسل تاريخي بهذه البساطة ولكنه يحمل أيضاً رسائل فكرية هائلة، أولها قضية الإرهاب ومحاربته، لأننا نشرح كيف يتم التغرير بالشباب واستغلالهم تحت إطار البند الديني. كذلك يروي المسلسل تفاصيل عن ولاية العهد وعن إدارة الحكم والصراعات على السلطة عموماً، وهي قد تؤدي إلى نتائج سلبية إن لم تدر بشكل سليم، وتعود بالخسارة على المملكة وعلى الشعب. و}سمرقند}، لا يكتفي بتسليط الضوء على المشكلة بل يقترح الحلول أيضاً}.حكايات شبابيةيؤكد المخرج إياد الخزوز أن الهدف من المسلسل الوصول إلى فئات لم تكن تتابع الأعمال التاريخية، ذلك بإعطاء مساحة جيدة للمرأة في العمل، وإيجاد حكايات شبابية شيقة، والاعتماد على تكنيك عالمي في الإخراج سيعيد للعمل التاريخي رونقه ومكانته بين الأعمال الدرامية الرمضانية، معتبراً أن {سمرقند} ليس تاريخياً بحت، بل هو خليط بين العمل التاريخي والمعاصر}، وأضاف: {يتناول العمل موضوعين مهمين، الأول إدراة الحكم وكيفية تسيير أمور الدول، والثاني صناعة الإرهاب وأسبابه، وكيف أن الكبت والفقر يخرجان جيلاً من الإرهابيين}.ويستكمل الخزوز: {جمعت سمرقند الحياة والموت في وقت واحد، تمثلت الحياة في عمر الخيام وفكره المستنير (النجم يوسف الخال)، والموت المرتبط بشخصية حسن الصباح مخترع أول فرقة قتل مسلح في التاريخ (النجم الكبير عابد فهد). ولو اطلعنا على التاريخ سنجد أن هذين النموذجين مستمران ويتكرران في كل عصر. ولكن بكل أسف يخسر عمر الخيام دائماً ويكسب حسن الصباح، لأن القوانين التي تمثلها في المسلسل شخصية نظام الملك تترك هذه الفئة من دون حساب ومحاكمة. ولعل مقولة الصباح المهمة: {إذا أردت أن تمتطي صهوة الحكم في بلاد العرب فعليك أن تلبس ثوب الواعظين وتتحزم بسيف قاطع}، هي التي تشكل أساس العمل وتوضح مسيرة جميع الفئات المتطرفة في عالمنا المعاصر}.