في فبراير الماضي رفعت لجنة المسابقات باتحاد كرة القدم، التي كان يترأسها أحمد الدويلة، ، توصية إلى مجلس إدارة الاتحاد، بإلغاء دوري الدمج بانتهاء الموسم المقبل، من أجل العودة إلى دوري الدرجتين ابتداء من الموسم الرياضي 2017-2018، بالإضافة إلى إلغاء الدوري العام «الرديف»، لكونه يرهق اللاعبين وخزائن الأندية من دون فوائد فنية تذكر.

Ad

كما أوصت اللجنة بتقليص عدد اللاعبين الذين سيتم قيدهم ابتداء من الموسم المقبل من 40 إلى 26 فقط، لمنح الفرصة للاعبين الذين لا يشاركون بشكل أساسي مع أنديتهم لخوض تجربة جديدة مع أندية أخرى، يعيدون من خلالها اكتشاف أنفسهم مجدداً.

توصية «المسابقات» مازالت حبيسة الأدراج، وإن كانت هناك موافقة مبدئية عليها، من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه، لكن إدارة الاتحاد لم تعلن موافقتها على التوصية بشكل رسمي حتى الآن.

«الجريدة» بدورها استطلعت آراء مدربين وإداريين ولاعبين حول التوصية، قبل أن يعلن اتحاد الكرة عن موقفه بشكل نهائي تجاهها.

أكد مدرب المنتخب الأولمبي وناديي السالمية والكويت السابق عبدالعزيز حمادة، أن دوري الدمج كان له دور لا يمكن إنكاره في تراجع مستوى الكرة الكويتية، فهناك أكثر من فريق تضرر منه، أبرزها الفرق التي تنافس على اللقب، فيما الفرق الأخرى التي لا تنافس تبدي ارتياحها لهذا النظام.

وأشار إلى أن دوري الدمج قتل روح المنافسة بين ثلثي الأندية، بسبب عدم وجود الحافز في تفادي هبوط أي من الفرق، قائلا: "العديد من الأندية لم تطور من مستواها، بسبب اطمئنانها للبقاء في البطولة دون بذل أدنى مجهود".

ولفت حمادة إلى أن الدمج جعل من الدوري الكويتي الأقل مستوى في دول الخليج، لذلك فإن إلغاءه والعودة إلى نظام الدرجتين هو الحل الأمثل، مشدداً على أنه كان ينبغي على اتحاد الكرة أن يلغيه بانتهاء الموسم الجاري وليس المقبل.

وطالب اتحاد الكرة بضرورة تفعيل التوصية، التي تطالب بإلغاء دوري الرديف، مؤكدا أنها بطولة فاشلة أرهقت خزائن الأندية والأجهزة الفنية واللاعبين، ولم يكن لها أي مردود إيجابي على الكرة الكويتية.

وأوضح أنه رغم حصوله على لقب "الرديف" في الموسم المنصرم مع نادي الكويت، فإنه لم يكن راضيا عن مستوى البطولة بصفة عامة، فالمباريات بلا روح أو حماس أو مستوى فني.

وأشاد حمادة بمقترح تقليص القائمة إلى 26 لاعبا، مؤكدا أنه كان من الأفضل تقليصها إلى 24 لاعبا فقط، خصوصا أن هناك ناديين فقط يمتلكان 26 لاعبا، هما القادسية والكويت، في حين بقية الأندية لا تمتلك هذا العدد من اللاعبين.

واختتم حمادة تصريحه، معربا عن أمنيته بأن يُعامل اللاعب من أبناء فئة غير محددي الجنسية معاملة اللاعب الكويتي، خصوصا أن المنتخبات تستعين بهولاء اللاعبين.

حيدر: تحفيز الفرق

من جهته، قال مدرب منتخبي الشباب والناشئين السابق أحمد حيدر، إنه مع الإبقاء على دوري الدمج، لكن بشرط استغلال لائحة الاحتراف الجزئي الجديدة، لخلق حوافز بين الأندية المشاركة في البطولة.

وأعلن أنه بصدد الانتهاء من مشروع سيتقدم به خلال الأيام القليلة المقبلة إلى الهيئة العامة، لوضعه في عين الاعتبار، ليس في كرة القدم فحسب، إنما في جميع الألعاب، لافتا إلى أنه من الأفضل العودة إلى نظام الدرجتين، وتطبيق نظامي الصعود والهبوط.

وأشار حيدر إلى أن دوري الرديف بلا فوائد فنية، ولم يقدم للأندية لاعبين جددا يمكن الاعتماد عليهم في المستقبل القريب أو حتى البعيد، فاللاعب الذي وصل عمره إلى 23 سنة ولم يشارك مع الفريق الأول لا يصلح لممارسة اللعبة في الأندية.

وبشأن تقليص القائمة من 40 إلى 26 لاعبا، علَّق حيدر قائلاً: "أتمنى أن يصبح عدد القائمة 24 لاعبا فقط، وليس 26، فهناك فريق أساسي وفريق احتياطي، والتقليص سيكون له مردود إيجابي للغاية، كونه سيمنح الفرصة للاعبين في المشاركة بصفة مستمرة، والمستفيد الأول من التقليص ستكون الكرة الكويتية".

الشمري: لا فوائد فنية

أما مدرب المنتخب الأولمبي ونادي النصر السابق علي الشمري، فأكد عدم وجود أي فائدة لدوري الدمج في الوقت الراهن، وقال: "ربما كان في أوقات سابقة مفيداً، لكن العودة إلى دوري الدرجتين حاليا باتت أمرا في غاية الأهمية".

وأضاف: "دوري الدمج وفر للأندية عددا كبيرا من المباريات، لكنه في المقابل تسبب في انخفاض مستواها، لانخفاض مستوى اللاعبين الذين لم يعد لديهم حافز يلعبون لتحقيقه".

وأشار إلى أن ما ينطبق على دوري الدمج ينطبق أيضاً على الرديف، فالبطولة لم تحقق الفوائد المرجوة منها، ولم تساهم في الارتقاء بمستوى اللاعبين الاحتياطيين، كما كان متوقعا.

وزاد: "فيما يخص تقليص عدد اللاعبين في القائمة، فهو أمر أكثر من رائع، حيث سنرى في الموسم المقبل أسماء جديدة ستفرض نفسها بقوة، من خلال المشاركة بشكل منتظم، وهو أمر أفضل كثيرا من جلوسها على مقاعد البدلاء".

عبدالله: تكافؤ الفرص

من جانبه، وصف مدرب فريق الكويت لكرة القدم محمد عبدالله دوري الدمج بـ"الخربوطة"، وقال إن الأندية لم تحقق أي استفادة منه، حيث قلَّ الحماس، الذي هو سمة بطولة الدوري.

وأضاف عبدالله أن هناك تفاوتا في قدرات الأندية، ويجب عدم وضع الجميع في سلة واحدة، الأمر الذي يكون ضرره أكبر من نفعه، معتبراً أن العودة لدوري الدرجتين، وزيادة الحافز، هو القرار الصائب، بدلا من إضاعة الوقت في حلول ترقيعية لن تغني ولا تسمن من جوع.

وأشاد عبدالله بفكرة تقليص القوائم، معتبرا أن الكويت والأندية الكبيرة التي تملك العديد من المواهب لن تتأثر بتقليصها، في ظل قوتها في قطاعات الناشئين.

وانتقد عبدالله قرار اتحاد الكرة فيما يخص اعتبار اللاعب البدون من اللاعبين المحترفين، مؤكدا أن القرار فيه قطع للأرزاق، مستغربا استعانة الاتحاد ببعض اللاعبين البدون في المنتخبات كأبناء البلد، وفي الوقت نفسه يطلب من الأندية اعتبارهم أجانب!

بنيان: نعم للتقليص

فيما أكد نائب رئيس جهاز الكرة في القادسية محمد بنيان، أنه مع تقليص القائمة المقررة في الموسم الحالي بـ40 لاعبا، أياً كان العدد المُراد الوصول إليه في الموسم المقبل.

وقال إن القادسية يملك، وفق الحصر الذي أجراه أخيرا، 46 لاعبا يستحقون التسجيل في قائمته بالموسم المقبل، لكن المصلحة تقتضي تقليص القوائم، لإفادة اللاعبين.

واستشهد بنيان بالنقلة التي أحدثها انتقال بعض المواهب من الأندية الكبيرة، لغيرها بعيدة عن المنافسة، وما شكَّله هؤلاء اللاعبون من نقلة في مستوى هذه الأندية.

وانتقد اتكالية بعض الأندية، وعدم عملها بالشكل المطلوب في مراحل الناشئين، كما انتقد مستوى بعضها في دوري الدمج، بحجة أنه دوري دون طموح.

وأضاف بنيان أنه مع دوري الدرجتين، ولاسيما أن الطموح تراجع عند أغلب الأندية، باستثناء أندية القمة، التي عملت وقدمت مستويات لائقة، بعيدا عن حسابات الهبوط والصعود.

مانديل: إرهاق كبير

من جانبه، أكد مدرب فريق اليرموك لكرة القدم الإسباني لويس مانديل، أن دوري الدمج يفرض حالة من الإرهاق على اللاعبين، خصوصا أن اللاعب الكويتي لا يزال هاويا، وغير متفرغ للتدريبات، ليستطيع خوض مباراة كل 3 أو 4 أيام.

وأضاف أن عودة دوري الدرجتين، من شأنه أن يزيد من حدة المنافسة بين الفرق، وهو ما يعود بالفائدة على مستوى اللاعبين، وخاصة أن تطور المستوى ليس بالدقائق التي يخوضها اللاعب، بقدر ما يبذله من مجهود.

وثمَّن مانديل مبادرة تقليص القوائم، في حال وافقت عليها الأندية، ولاسميا أنها ستعود بالنفع على الكثير من الأندية التي لا تنعم بمواهب كافية لتدعيم الفريق الأول.

واعتبر تسجيل 3 محترفين في قوائم الفرق أمرا جيدا، شرط ألا يكون من بينهم لاعبون من غير محددي الجنسية.

الصيفي: الدمج أفضل... ولكن!

من جهته، اعتبر لاعب السالمية المحترف عدي الصيفي، أن دوري الدمج فكرة جيدة، لكن طريقة تطبيقها في الكويت، وتعامل الأندية معها ليس بالصورة المطلوبة.

وقال إن العديد من الأندية ابتعدت عن المنافسة، ورفضت تدعيم صفوفها بالصورة المطلوبة، بمجرد إقرار دوري الدمج، وهو خطأ فادح، خصوصا أن إقرار الدمج من شأنه أن يزيد معدل مشاركة هذه الأندية في المسابقة الرسمية، ويوفر الاحتكاك المطلوب للاعب.

وأضاف أن عدم التزام الأندية وقلة طموحها أفشلا دوري الدمج، وجعلا من العودة إلى نظام الدرجتين مطلبا حتميا.

واعبتر الصيفي الخطوة بتقليص القوائم بما لا يزيد على 30 لاعبا، أمرا من شأنه أن يصب في مصلحة الفرق بالموسم الجديد، وسيزيد من المنافسة على الألقاب.

وأشاد بما قدمه "السماوي" في الموسم الحالي، معتبرا أن الحصول على كأس ولي العهد، ووصافة الدوري أمر جيد، وقابل للتطور في الموسم الجديد.

كنكوني: دوري ممل

بدوره، وصف حارس كاظمة المخضرم شهاب كنكوني دوري الدمج بـ «الممل»، مشددا على أنه أدى إلى تراجع مستوى الأندية واللاعبين بشكل مخيف، والدليل انخفاض مستوى المباريات وغياب الجماهير عن المدرجات، فالقادسية الحاصل على لقب الدوري عن جدارة واستحقاق، ورغم قاعدته الجماهيرية العريضة، لم تشهد مبارياته امتلاء المدرجات بجماهيره.

وأشار إلى أنه في ظل دوري الدمج لم يحافظ فريق على مستواه لأكثر من مباراتين، والأمر نفسه بالنسبة للاعبين الذين تذبذب مستواهم، نظرا لتفاوت مستوى الأندية، فاللاعب يبذل مجهودا مضاعفا أمام الأندية الكبيرة، ثم يلعب بفتور أمام الفرق الصغيرة.

ولفت كنكوني إلى أن دوري الرديف بلا أهمية على الإطلاق، خصوصا أن مستواه الفني ضعيف، من ثم كان من البديهي أن تهجره وسائل الإعلام وتتجاهله، لذلك لا بديل عن إلغاء بطولة الدمج.

ورفض كنكوني مقترح تقليص القائمة إلى 26 لاعبا، مشددا على أن صاحب الاقتراح لم يراعِ الإصابات والإيقافات والظروف الخارجة عن الإرادة في الابتعاد عن المباريات، مؤكدا أن من بين 40 لاعبا كان أكثر عدد من اللاعبين حضر تدريبات كاظمة 27 لاعبا فقط، متسائلاً: كيف سيكون الأمر في حال قيد 26 لاعبا فقط؟

القحطاني: تحسين الوضع

بدوره، طالب لاعب نادي الكويت ناصر القحطاني بإعادة النظر في وضع اللاعب، وتحسين الظروف التي يعيش فيها، لينهض بمستواه، سواء كان الأمر بتطبيق دوري الدمج، أو العودة إلى الدرجتين، وقال إن أزمات اللاعبين في الكويت لا تنتهي، ما بين مساعيه للوفاء بأمور الدراسة والعمل وما شابه ذلك، وما بين الرغبة في التواجد داخل المستطيل الأخضر، ومباشرة الهواية التي يحبها.

وأضاف أن اللاعب الكويتي لا يقل في موهبته عن أي لاعب في الخليج، لكن الظروف مهيأة في السعودية وقطر والإمارات، وبعض الدول الأخرى، وهو ما يساعد اللاعبين هناك على الظهور والنبوغ.