الجميع يتسابقون في إبراز ما تعانيه البلاد من انحدار في الخدمات العامة، فينتقل الحديث من الشوارع التي كادت تتحول إلى طرق ترابية بعد أن تطاير منها الأسفلت والحصى، إلى الازدحام المروري وارتفاع معدل حوادث السير والاستهتار الذي تجاوز الحدود، ومرض السرعة هذا الوباء الذي انتشر بين مستخدمي الطرق.

Ad

أصبح التحلطم في الكويت عادة، فمن الصعب أن تزور ديوانية أو تحضر لقاء أو حتى تتابع برامج تلفزيونية أو إذاعية إلا ويكون التحلطم المادة الرئيسة للحديث، وترى الجميع وهم يتسابقون في إبراز السلبيات، وما تعانيه البلاد من انحدار في الخدمات العامة، فينتقل الحديث من الشوارع التي كادت تتحول إلى طرق ترابية بعد أن تطاير منها الأسفلت والحصى، إلى الازدحام المروري وارتفاع معدل حوادث السير والاستهتار الذي تجاوز الحدود، ومرض السرعة هذا الوباء الذي انتشر بين مستخدمي الطرق ولا أحد يعرف أسبابه، فلم تعد القيادة فناً ولا ذوقاً ولم نعد نفرق إن كانت هذه أزمة أخلاق أم أزمة مرور، ثم ينتقل التحلطم إلى المجال الصحي والتعليم وغيرها وصولا لخطة التنمية التي تلاشت فلم يعد لها ملامح.

ثم هناك بعض المشاريع التي توقفت منذ سنين ولا تزال، وأصبحت وكأنها أساطير من الماضي، وعلى سبيل المثال استاد نادي اليرموك في منطقة مشرف، ومشروع "شوبيز" في منطقة رأس السالمية والأعمدة القديمة التي تقدر بالعشرات والتي تنافس آثار بعلبك، أقيمت بجانب مبنى التأمينات الاجتماعية منذ عقود من السنين، وغدت لغزا يصعب على الجميع حله، حتى الحكومة، أما بعض المشاريع التي تم إنجازها، فقد جاءت وقد نخرها سوس الفساد فغابت عنها ملامح الإبداع والإخلاص وسوء التخطيط، فهل يعقل أنه في المساحة التي تقدر بنحو "5 ×5 كيلو متر مربع" والتي تقع في منطقة غرب مشرف تمت إقامة جامعة الخليج، والكلية الأسترالية في الكويت، ومدرسة تدريب الطيران، ومدرسة الأعمال التجارية، ومسجد الوزان، وبيت الشهيد، وهيئة استكمال الشريعة الإسلامية، وفرع بيت التمويل، ومركز الإطفاء، ووزارة الداخلية لشؤون الإقامة، ومبنى مديرية محافظة حولي، هذا البناء الضخم الذي يفتقر إلى أبسط ملامح التخطيط، ثم بجانب هذا الكم من المباني والهيئات المتلاصقة، فإنه يندر وجود مواقف، فالسعيد من يجد مساحة لسيارته على أحد الأرصفة أو الوقوف في الشارع العام، علما أن منطقة غرب مشرف منطقة سكنية، فهل يمكن تصور حجم معاناة ساكنيها. ثم بجانب هذا العدد من الهيئات الحكومية والخاصة يقع مبنى مؤسسة التأمينات الاجتماعية، هذه المؤسسة العريقة التي تستقبل تقريبا نصف أهل الكويت، ممن أفنى جل عمره في خدمة هذا البلد الطيب، هل يعقل أن يكون هذا المبنى بدون مواقف للسيارات فترى المراجعين من رجال ونساء الكويت من الرعيل الأول، وهم يبحثون عن مواقف لسياراتهم فوق الأرصفة، وبعضهم يستخدم الكرسي المتحرك ليقفز من رصيف إلى آخر؟ ترى هل يشعر بعض المسؤولين بوخز الضمير عند رؤية هذا المناظر؟ ألا يحرك ذلك مشاعر بعض المسؤولين؟

لندعُ الله أن يحفظ الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.