على وقع استمرار مجازر النظام السوري لليوم الحادي عشر على التوالي، باتت التهدئة في حلب معلقة بنتائج مباحثات مبعوث الأمم المتحدة ستيفان ديميستورا في موسكو، في وقت اعتبر وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن الحرب الأهلية أصبحت خارج السيطرة.

Ad

بعد إجرائه سلسلة من الاجتماعات الطارئة في جنيف مع نظيره السعودي عادل الجبير وموفد الأمم المتحدة ستيفان ديميستورا، علق وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أمس، آماله في تثبيت وقف إطلاق النار بحلب على نتائج الزيارة المرتقبة لديميستورا إلى موسكو ومباحثاته مع نظيره الروسي سيرغي لافروف اليوم، مشيرا إلى أنه اتفق مع الروس على أن «يعمل مزيد من الأفراد في جنيف بشكل يومي من أجل ضمان وجود فرصة أفضل لفرض الهدنة على الأرض».

وفي أكثر تعليقاته المتشائمة، أعلن كيري أن الحرب الأهلية في سورية أصبحت في «نواح عدة خارج السيطرة وتقلق الجميع في العالم»، مقرا بأنه لا يمكن إجراء محادثات سياسية مشروعة دون التزام الطرفين بوقف إطلاق النار.

وحذر كيري، في مؤتمر صحافي مع ديميستورا، من أنه لا يريد إعطاء وعد بالنجاح، متهما «الجانبين المعارضة والنظام بالتسبب في هذه الفوضى»، ومكررا تأكيده أن القوات الجوية الروسية تشارك بقصف حلب.

نقطة تفاهم

وفي وقت سابق، أكد كيري، الذي بحث آخر تطورات أزمة حلب أيضا مع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أن المحادثات مع روسيا وشركاء الولايات المتحدة «تقترب من نقطة تفاهم» بشأن تجديد وقف إطلاق النار بما في ذلك مدينة حلب، وهي تفاهمات أكدها رئيس المركز الروسي لتنسيق الهدنة الجنرال سيرغي كورالينكو، الذي سبق أن أعلن تمديد التهدئة في الغوطة الشرقية للمرة الثانية يومين إضافيين دون التطرق إلى تلك المعلنة في 30 أبريل بريف اللاذقية الشمالي وانتهت أمس.

تهدئة شاملة

من جهته، شدد الجبير، أمس، على أن «التهدئة يجب أن تشمل كل المناطق في سورية»، مؤكداً «بذل كل جهد لضمان حدوث انتقال سياسي لا يشمل الأسد»، الذي تجاهل كل ما يحدث، وأصدر أمس مرسوماً بأسماء الفائزين بعضوية مجلس الشعب للدور التشريعي الثاني وعددهم 250.

واتهم الجبير الأسد بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في حلب، وخيره مجدداً بين الرحيل من خلال عملية سياسية وعبر عن أمله في أن يفعل ذلك وإلا فستتم الإطاحة به بالقوة.

«دعم سورية»

وفي باريس، دعا المتحدث باسم الخارجية الفرنسية، رومان نادال، لاجتماع وزاري سريع للمجموعة الدولية لدعم سورية «لإعادة تثبيت الهدنة» في حلب، مطالباً حلفاء دمشق الروس والإيرانيين الى ممارسة ضغوط على النظام السوري «لإسكات الأسلحة».

تجدد القصف

وعلى الأرض، تعرضت الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة المعارضة بحلب وبينها بستان القصر وصلاح الدين والميسر والكلاسة لغارات جوية عنيفة طوال ليل الأحد- الاثنين، شملت الصواريخ وقوارير الغاز، ما أسفر خلال الأيام العشرة الماضية عن مقتل أكثر من 250 مدنياً بينهم 50 طفلا.

وفي حين قصف طيران النظام لأول مرة حي «باب الحديد» في المدينة القديمة، استهدف منطقة صالات الليرمون، ومحيط بلدة كفر حمرة، وطريق الكاستيلو، وهو منفذ الإمداد الوحيد للمدينة.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن «مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة العشرات بجروح، من جراء سقوط قذائف محلية الصنع أطلقتها الفصائل الإسلامية والمقاتلة» على الأحياء الغربية، وبينها الخالدية وشارع النيل.

سجن حماة

وعلى جبهة ثانية، شهدت حماة تطورا كبيرا مع تمكن معتقلين من السيطرة على السجن المركزي أمس بعد إقدام قوات النظام على نقل عدد منهم إلى سجن صيدنايا بريف دمشق لتنفيذ حكم الإعدام بحقهم.

وكان سجن حماة المركزي شهد عدة استعصاءات كان آخرها في أغسطس العام الماضي، حيث خضع لمطالب السجناء، وذلك عقب عصيان شارك فيه أكثر من 1200 احتجاجا على المعاملة غير اللائقة.

وفي ريف دمشق، أعلن «فيلق الرحمن» أمس وقفا لإطلاق النار ضد «جيش الإسلام» في الغوطة الشرقية، لمدة 24 ساعة «كمبادرة لبداية الحل»، مؤكدا في بيان الاستمرار في التعاون مع اللجان المشكلة لمتابعة القضايا العالقة، ودعا «جيش الإسلام» إلى الاستجابة للقرار.

توغل ومباغتة

وفي حمص، أفاد المكتب الإعلامي لولاية «حماة» التابع  لتنظيم «داعش» أمس الأول بسيطرته على كل منطقة حويسيس في الريف الشرقي، بعد معارك عنيفة مع قوات النظام، قتل خلالها العشرات من عناصر تلك القوات هروب البقية.

وفي القنيطرة، قتل 7 من عناصر النظام بينهم ضابط إثر عملية وصفت بالانغماسية نفذتها «ألوية الفرقان»، إحدى تشكيلات «الجبهة الجنوبية»، في مدينة البعث إحدى أهم معاقل قوات النظام وميليشياته في المحافظة.

رد تركيا

وفي أكبر رد على مقتل نحو 18 بمنطقة كيليس في إطلاق الصواريخ بشكل متكرر من داخل سورية، قصفت المدفعية التركية مواقع لتنظيم «داعش» وشنت طائرات من دون طيار (درون) تابعة للائتلاف الدولي بقيادة واشنطن غارات، ما أسفر عن مقتل أكثر من 60 من مقاتليه.

وأوضحت وكالة أنباء «الأناضول»، أمس، أن المدفعية التركية المتمركزة على الحدود السورية قتلت 34 من مقاتلي التنظيم، مشيرة إلى أن أربع طائرات بلا طيار أقلعت من قاعدة إنجرليك الجوية قتلت 29 من المتطرفين.