يروي أحد معلمي اللغة العربية الموقف التالي: في إحدى السنوات كنت ألقي الدرس على تلاميذي أمام الموجه ورئيس القسم، وأثناء إلقائي الدرس قاطعني أحد التلاميذ قائلاً: أستاذ اللغة العربية صعبة جداً، وما إن أنهى التلميذ حديثه حتى تكلم أغلب تلاميذ الفصل مؤيدين زميلهم.

Ad

سكت المعلم قليلاً، ثم قال: اليوم ما في درس جديد، وسأستبدل الدرس بلغز، فرح التلاميذ بما قاله معلمهم وتجهّم وجه الموجه ورئيس القسم، فرسم المعلم على السبورة زجاجة وبداخلها دجاجة، ثم قال: من يستطيع أن يخرج الدجاجة من الزجاجة بشرط ألا يكسر الزجاجة ولا يقتل الدجاجة؟

بدأت محاولات التلاميذ التي باءت بالفشل جميعها، وفجأة صرخ أحد التلاميذ من آخر الفصل قائلاً: أستاذ الذي وضع الدجاجة داخل الزجاجة هو الذي يستطيع إخراجها! ضحك التلاميذ! ولكن المعلم قال صحيح هذه هي الإجابة الصحيحة، من وضع الدجاجة في الزجاجة هو وحده من يستطيع إخراجها.

كذلك أنتم وضعتم مفهوماً خاطئاً في عقولكم وزعمتم أن اللغة العربية صعبة، فمهما شرحت لكم وحاولت تبسيط المادة فلن أنجح إلا إذا أخرجتم هذا المفهوم بأنفسكم دون مساعدة.

يقول المعلم: انتهت الحصة وقد أعجب بي الموجه ورئيس القسم كثيراً، وفوجئت بتقدم ملحوظ للتلاميذ في الحصص التي بعدها وأحبوا اللغة العربية، فالتلاميذ وضعوا دجاجة واحدة في الزجاجة، يا ترى كم دجاجة وضعنا نحن في عقولنا؟

والشيء بالشيء يذكر، يروي مؤلف كتاب "دع القلق وابدأ الحياة" ديل كارنيغي الموقف التالي: طُلِب مني في أحد البرامج الإذاعية أن أجيب عن السؤال التالي: هل في حياتك درس لا يُنسى؟ وكان جوابي في غاية البساطة، فقد قلت فوراً: الدرس الذي وعيته ولن أنساه هو أن للأفكار المسيطرة على الإنسان تأثيراً عظيماً في تكييف حياته، إن أفكارنا هي التي تصنعنا، واتجاهنا الذهني هو العامل الأول في تقرير مصايرنا.

* آخر المقال:

"حياتك من صنع أفكارك"