وسط مشهد سياسي جامد بسبب عطلات الأعياد، تشهد مصر إجراءات أمنية مشددة لتأمين احتفالات عيد شم النسيم، في وقت يصل وفد إيطالي جديد إلى البلاد لمتابعة قضية ريجيني.

Ad

يستقبل ملايين المصريين اليوم عيد شم النسيم، والذي يعود بأصوله إلى العصر الفرعوني المبكر، ويعتبره البعض أقدم الأعياد احتفالا بالربيع على ظهر الأرض، ويندفع مئات آلاف من المصريين إلى الحدائق والمتنزهات العامة للاحتفال، وسط إجراءات أمنية مكثفة من أجهزة الدولة لتأمين الاحتفالات التي تأتي غداة احتفال المسيحيين المصريين بعيد القيامة المجيد.

وأعلنت وزارة الداخلية الاستنفار لتأمين احتفالات المصريين، بخاصة في محيط مراسي المراكب بنهر النيل والحدائق العامة، وهي الأماكن التي تشهد إقبالا كبيراً من المواطنين، بينما دفعت هيئة الإسعاف بسيارات مجهزة للانتشار بالمحافظات استعداداً لأي طوارئ. وحذرت وزارة الصحة المواطنين من تناول الأسماك المملحة بكثافة بسبب احتوائها على نسبة كبيرة من الأملاح، بالإضافة إلى ضرورة تجنب تناول أحشاء الأسماك نظراً لتركز السموم بها.

وفد إيطالي

وفي مساعٍ لإعادة العلاقات المصرية الإيطالية إلى سابق عهدها، بعد توتر شابها عقب العثور على جثة الطالب الإيطالي جوليو ريجيني، كشف مصدر رفيع المستوى لـ«الجريدة» أمس الأحد، أن وفداً أمنياً إيطالياً يصل مصر نهاية الأسبوع الجاري، للاطلاع على التحقيقات الجديدة التي تجريها الأجهزة الأمنية المصرية، على أن يعقد الوفد الإيطالي الذي يضم شخصيات أمنية وقضائية لقاء مع المسؤولين المصريين.

وتشهد العلاقات المصرية الإيطالية توتراً منذ اختفاء ريجيني في 25 يناير الماضي، ثم العثور على جثته وعليها آثار تعذيب وانتهاكات في منطقة صحراوية 3 فبراير الماضي، لتتهم بعض منظمات حقوق الإنسان أجهزة الأمن المصرية بالضلوع في قتل ريجيني، وهو ما تنفيه القاهرة بشدة، لكن روما دخلت على الخط وقررت الشهر الماضي استدعاء سفيرها في مصر للتشاور احتجاجا على عدم تعاون السلطات المصرية، وربط وزير الخارجية الإيطالي بين عودة العلاقات وتعاون السلطات المصرية.

المصدر المصري قال إن إيطاليا أعطت مصر مهلة حتى نهاية مايو الجاري، لتقديم نتائج جديدة في التحقيقات التي يجريها الجانب المصري، وأن الوفد الإيطالي يسعى لتبادل المعلومات مع الجانب المصري لدفع التحقيقات في اتجاه حل القضية بشكل نهائي، وأشار إلى أن روما أبلغت الجانب المصري بأنها ستراجع جميع الاتفاقيات الاقتصادية بين البلدين بناء على الضغوط التي تتعرض لها من البرلمان والرأي العام الإيطالي.

البرلمان

اتخذت الحكومة المصرية وأجهزة الدولة من الإجازات الرسمية المواكبة لعيد العمال وشم النسيم فرصة لالتقاط الأنفاس والصمت، إذ يفترض أن يعاود البرلمان نشاطه بداية من الغد الثلاثاء، بدخول لجانه النوعية الـ25 في سلسلة من الاجتماعات واللقاءات لمناقشة العديد من الملفات الطارئة، لإنجازها قبل انتهاء دور الانعقاد الأول والمقرر نهاية يونيو المقبل، وسط اتهامات للبرلمان بعدم تفعيل قدراته التشريعية رغم مرور نحو أربعة أشهر على انعقاده.

وبينما تعقد لجنة الصناعة اجتماعها الأول غدا لمناقشة خطة عملها، تعقد لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية، اجتماعًا بعد غد الأربعاء، لمناقشة مشروع قانون بتعديل بعض أحكام قانون الكسب غير المشروع.

النائبة البرلمانية آمنة نصير، قالت لـ«الجريدة»، إن هناك أكثر من 100 قانون تم طرحها للمناقشة خلال الفترة الماضية، لا سيما قوانين الصحافة والإعلام وبناء الكنائس، وهذه القوانين سيتم اتخاذ القرارات بشأنها سريعا، مؤكدة أن البرلمان لن يبدأ الإجازة الصيفية إلا بعد الانتهاء من حزمة تشريعية، بخاصة تلك التي نص الدستور على الانتهاء منها في دور الانعقاد الأولن ما يعني ان هناك اتجاها لتمديد دور الانعقاد الاول.

تضييق أمني

وفي عيد العمال، قالت رئيسة النقابة المستقلة للعاملين بالضرائب، فاطمة فؤاد، لـ«الجريدة»، إن الأمن منع مؤتمر «نقابات العمال المستقلة»، الذي كان مقرراً بمقر نقابة الصحافيين أمس الأحد، للمطالبة بإقرار قانون الحريات النقابية، بعدما أغلق الأمن الطرق المؤدية إلى النقابة، ومنع العمال من الدخول أو تنظيم وقفتهم الاحتجاجية والتي كان مقررا لها أن تتم في الثانية عشرة ظهراً، لكن تم منعهم من الاقتراب من مقر نقابة الصحافيين حتى عصر أمس.

بدوره، قال القيادي العمالي هشام فؤاد عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إن قوات الشرطة أغلقت شارع عبد الخالق ثروت المؤدي إلى نقابة الصحافيين، ومنعوا المرور بالشوارع المؤدية للنقابة، فيما قال عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، القيادي العمالي كمال عباس لـ«الجريدة»، إن التحركات العمالية تطالب بإصدار قانون الحريات النقابية، وفقا للمادة 76 من الدستور، وإشراك العمال في خطة تطوير القطاع العمالي.

مقتل إرهابيين

وفي سيناء، أعلن مصدر أمني مسؤول نجاح القوات الجوية، أمس الأحد، في استهداف عدة معاقل إرهابية لتنظيم «أنصار بيت المقدس» في جنوب مدينة الشيخ زويد، وأفاد المصدر أن حوامات الأباتشي تمكنت من تدمير نحو 15 بؤرة إرهابية، ما أسفر عن مقتل نحو 25 إرهابياً وإصابة 30 آخرين على الأقل.