المخرج تامر بسيوني: «فص ملح وداخ» أهم أفلامي وتعرّض لمؤامرة
يُتابع المخرج الشاب تامر بسيوني ردود الفعل حول أحدث أفلامه {فص ملح وداخ}، الذي يعتبره أحد أهم أعماله في مشواره الفني القصير.
عن التحضير للعمل والتصوير والأزمات التي واجهها الفيلم بعد رفعه من بعض دور العرض، كان لنا مع بسيوني هذا الحوار.
عن التحضير للعمل والتصوير والأزمات التي واجهها الفيلم بعد رفعه من بعض دور العرض، كان لنا مع بسيوني هذا الحوار.
كيف جاءت فكرة العمل؟
يملك الفنان كريم الحسيني، وهو صديق عزيز، ورشة كتابة. أطلعني على فكرة الفيلم فأعجبتني جداً وطلبت منه قراءة السيناريو كاملاً. عرضنا الأخير على المنتج فتحمس للعمل، ثم بدأت رحلة البحث عن بطل.تدور القصة حول شاب يهوى التمثيل يشتري مسرحاً كبيراً لتقديم أعمال ذات قيمة فنية عالية كما يحلم، إلا أن خاله المتحكم فيه يُقرر تحويل المسرح إلى ملهى ليلي لأنه يحقق ربحا ًأكبر. ولكن المسرح يُصيب كل من يُقدم فيه أعمالاً تافهة أو يغيّر نشاطه المسرحي بلعنة. من هنا، تحدث المواقف الكوميدية.معنى ذلك أن عمرو عبد الجليل لم يكن موجوداً في العمل من البداية؟فعلاً، عُرض العمل على أكثر من نجم، حتى وصل إلى عمرو عبد الجليل، وكان لديَّ تخوف من عدم موافقته لأن الفيلم جديد عليه ومختلف فهو فانتازيا ويعتمد على كوميديا الموقف، وهو أمر بعيد عن عمرو إلى حد ما. ولكن بعد موافقته أجرينا بعض التعديلات على السيناريو ليناسبه، خصوصاً أن الترشيحات السابقة كافة كانت في اتجاه بعيد عنه.ماذا عن اختيارك هبة مجدي ومنحها البطولة؟كان الاختيار الأول لشيري عادل، وفعلاً تعاقدت وشاركت في جلسات التحضير وبعض التمرينات، لكن انشغالها بأكثر من عمل جعلها تنسحب. وكان الاختيار الثاني هبة مجدي لأنها مناسبة أكثر للشخصية التي تتسم بالرومانسية والرقة.هل أضفتم الأغنية بسبب وجود هبة مجدي في العمل؟فعلاً، كانت لديَّ مساحة حركة، أريد استغلالها وتغيير مزاج الجمهور بأغنية مثلاً. ومع انضمام هبة مجدي إلى العمل، قررنا استغلال صوتها وكانت الأغنية جيدة ونالت إعجاب الجمهور، لأنها تصبّ في إطار العمل الذي يتحدث عن ضرورة الحفاظ على كل ما له قيمة (المسرح كرمز) مهما كانت المُغريات والمكاسب وعدم استبدال الرخيص (الكباريه كرمز) به بحثاً عن المادة. كذلك يتناول ضرورة التمسك بالحلم رغم صعوبات قد تواجه الإنسان، بل عليه السعي دائماً وراء تحقيقه، وهو ما حدث مع بطل العمل الذي كان حلمه التمثيل وتقديم مسرح هادف.رأى البعض أن فكرة اللعنة التي تصيب من يقترب من المسرح مقتبسة؟إطلاقاً، كانت الفكرة موجودة عند كريم الحسيني من البداية، وأضفنا لعنة المسرح مع تعديلات أجريناها على السيناريو. عموماً، {ثيمة} اللعنة موجودة في حياتنا من زمن طويل ومنها لعنة الفراعنة، وأفكار كثيرة تناولتها السينما، لكن الأساس يكمن في المعالجة. وأعتقد أن العمل لم يُشابه أي فيلم مصري أو أجنبي في هذا التناول.هل ترى أن توقيت عرض الفيلم كان مناسباً؟لم نحدد منذ البداية توقيتاً لعرض الفيلم، وتركنا الأمر حتى الانتهاء من التصوير والمونتاج لنرى أي موسم أقرب وأنسب. وفعلاً، انتهينا قبل {شم النسيم} بفترة وقررنا طرح الفيلم في هذا التوقيت، وأعتقد أنه مناسب جداً. دعاية ومؤامرةماذا عن الدعاية، هل كانت محدودة نوعاً ما؟{فص ملح وداخ} هو العمل الأول للمنتج، وما قام به من دعاية في حدود التجربة الأولى له كان مناسباً بشكل عام. صحيح أن ثمة تقصيراً في الترويج للعمل على مواقع التواصل الاجتماعي، وفي إعلانات الشوارع لكن في المجمل كانت الدعاية مرضية.لماذا التصريح بأن العمل تعرض لمؤامرة من أصحاب دور العرض؟منذ طرحه في يُواجه الفيلم مؤامرة وحرباً لصالح أحد الأعمال المعروضة الآن، إذ قيل للجمهور مراراً إن العمل غير موجود في الدار، وثمة أكثر من صالة رفعت الملصق كي لا يسأل عنه الجمهور، في حين تم منح شاشات عرض أكثر لأحد الأفلام المعروضة بدلاً من فيلمي.لكن يفسر البعض ذلك بأن الفيلم لم يحقق النجاح الذي يسمح له بالبقاء في دور العرض؟لم يُسمح للفيلم بالتواجد كي يُثبت نجاحه أو فشله. لو حدث وانصرف عنه المشاهدون بعد أيام من نزوله كان عليَّ أن أحترم رأي الجمهور لأنه هو الأساس في عملنا. لكن الفيلم لم يأخذ حقه في العرض، وبالتالي لم يفشل، وفي جميع أفلامي السابقة لم يحدث هذ الأمر، ومن بينها {يا أنا يا أنت}، وهو عمل غير تجاري ومع ذلك حقق إيرادات جيدة ولم يتعرض له أحد.هدف صاحب دار العرض تحقيق الربح مع أي فيلم، وبالتالي من حقه رفع العمل الذي لم يحقق إيرادات.فعلاً، من حقه البحث عن إيرادات ونجاح، لكن ليس على حساب الآخرين، فما حدث أن الفيلم رُفع من دور العرض من دون علمنا، كذلك تم رفع الملصق في بعض الدور.في رأيك، ما الهدف من محاربة الفيلم؟لا أعرف. قد يكون الهدف منع أي منتج جديد من الدخول إلى الصناعة، وقد يكون تحالفاً بين أصحاب دور العرض والموزعين، وبالتالي يخسر من هم خارج هذا التحالف. المؤكد أن لدينا أزمة كبيرة في صناعة السينما بسبب الاحتكار، تتعلق بأن الموزع صاحب دور العرض هو المنتح أيضاً وهو من يتحكم في غرفة صناعة السينما، ويعرض أفلامه في الدور التي يملكها على حساب باقي الأفلام، كذلك يعرض الأفلام التي يوزعها في صالاته على حساب الآخرين... وفي النهاية كل هذا ضد صناعة السينما.ما الحل في رأيك؟تدخل فوري وسريع من الدولة للقضاء على الاحتكار. ليس ضرورياً أن تشارك الدولة في صناعة السينما بالإنتاج المباشر، الأهم أن تُشارك في التنظيم والإدارة لهذه الصناعة المهمة، ليس من المعقول أن تكون لدينا صناعة بهذا الحجم، تعتبر مصدر دخل قومي للدولة، ولها دور ثقافي وتنموي، وتأثير في أجيال وفي مجتمع بالكامل، ونتركها في يد المنتج يتحكم فيها وفقاً لمصالحه الخاصة من دون تدخل من الدولة.