اليمن: مراوحة في المفاوضات و«الخروقات» تطول السعودية

نشر في 25-04-2016 | 00:00
آخر تحديث 25-04-2016 | 00:00
No Image Caption
«القاعدة» يخسر 10 في غارة للتحالف على أبين... والقوات الحكومية تتراجع بزنجبار وتستعد لتحرير حضرموت
لم تحقق مفاوضات السلام اليمنية - اليمنية بالكويت تقدماً يذكر أمس، في يومها الرابع بشأن الاتفاق على آليات لتثبيت الهدنة السارية، وتعدت خروقات وقف إطلاق النار المناطق اليمنية بعد سقوط قذائف على مناطق حدودية بالسعودية.

اختتمت الأطراف اليمنية يومها الرابع من التفاوض الذي ترعاه الأمم المتحدة بالكويت لبحث التوصل إلى اتفاق سلام ينهي الصراع باليمن، من دون تحقيق تقدم يذكر.

ووفق مصادر قريبة من المفاوضات، فإن جلسة المشاورات التي عقدت أمس بين وفد حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي ووفد المتمردين الحوثيين وحلفائهم من أنصار الرئيس السابق علي صالح لم تنجح في التوصل إلى تفاهم على طريقة لتعزيز وقف إطلاق النار الهش الموقع في 11 الجاري، والذي يتعرض للخرق باستمرار.

وذكرت تقارير، أمس، أن الوسيط الأممي إسماعيل ولد الشيخ اضطر لرفع جلسة المحادثات التي انعقدت بقصر بيان أمس، بعد رفض المتمردين مناقشة جدول أعمال المفاوضات الذي يتضمن خمس نقاط رئيسة من بينها انسحاب الميليشيات من المدن وتسليم السلاح لأجهزة الدولة.

وكانت الأمم المتحدة صرحت في بيان نشر مساء أمس الأول أن الوفدين تحدثا خلال اليوم الثالث من المفاوضات عن «أهمية تطوير قنوات الاتصال» بين اللجان المحلية المكلفة الإشراف على الهدنة، و«جددا التأكيد على التزامهما بوقف الأعمال العدائية»، إلا أن ما رشح عن مفاوضات اليوم الرابع أكد أن الخلافات قائمة.

وعلى الرغم من تفاؤل ولد الشيخ بما اعتبره «مناخا واعدا» يسيطر على المفاوضات التي تهدف لبناء قاعدة أساسية مشتركة لوقف القتال وبدء مسار سياسي سلمي في اليمن، فإن الاتهامات المتبادلة بخرق الهدنة بين الطرفين، إضافة إلى اتهام الوفد الحكومي للحوثيين بالمراوغة عبر المطالبة بإدخال بنود جديدة على جدول المفاوضات تلقي بظلال من الشك على إمكان نجاح المفاوضات التي انطلقت الخميس الماضي.

مطالب وتشكيك

ويطالب الوفد الحكومي بأن يشمل وقف إطلاق النار فتح معابر أمنية إلى كل المناطق المحاصرة وإطلاق سراح السجناء.

كما يطالب بأن تبدأ المحادثات حول انسحاب المتمردين من كل المناطق التي سيطروا عليها منذ عام 2014 وإعادة الأسلحة الثقيلة إلى الدولة، كما ينص قرار مجلس الأمن 2216. في المقابل، يطالب المتمردون مسبقا بمباشرة عملية سياسية وتشكيل حكومة وحدة وطنية.

ويصرون على وقف فوري للضربات الجوية من قبل التحالف العربي بقيادة السعودية الذي يدعم الحكومة اليمنية.

في غضون ذلك، شكك الناطق الرسمي للحوثيين، رئيس وفد وفد المتمردين، محمد عبدالسلام، في إمكان نجاح المفاوضات، وقال على «فيسبوك» إن «استمرار الغارات الجوية واستهداف الطرق والجسور والبيوت كما حدث أمس الأول السبت، يؤكد أن الإعلان عن وقف الأعمال العسكرية مجرد كلام عار عن الصحة، وأن مسار المشاورات في ظل العدوان لن يختلف عن الجولات السابقة».

خروقات

في موازاة ذلك، وقعت عدة اشتباكات بين القوات الحكومية والميليشيات الحوثية وقوات صالح في أنحاء اليمن.

وتجاوزت خروقات الهدنة، أمس، الجبهات الداخلية لليمن وامتدت داخل الأراضي السعودية.

وسقطت 4 قذائف على محافظة صامطة ليل السبت - الأحد، دون خسائر بشرية أو إصابات، إلا أن بعض المنازل تضررت.

وردت القوات السعودية على مصادر إطلاق القذائف داخل الأراضي اليمنية.

يذكر أن قذائف أطلقت من الجانب اليمني على مدرسة ومقهى في محافظة صامطة الحدودية، قتلت، في وقت سابق من أبريل الجاري، مواطنين، وأصابت طفلا وأحد المقيمين.

وترددت أنباء عن اعتراض الدفاعات الجوية السعودية صاروخا أطلقه المتمردون من الأراضي اليمنية باتجاه جازان، من دون أن يسفر عن وقوع إصابات.

مطاردة «القاعدة»

في سياق منفصل، ومع تواصل الحملة العسكرية الكبيرة للقوات الحكومية المدعومة بمقاتلات التحالف ضد عناصر تنظيم «القاعدة» المنتشرة جنوب اليمن، خرجت القوات الحكومية من مدينة زنجبار، مركز محافظة أبين، بعد أن كانت دخلتها أمس الأول لمطاردة عناصر التنظيم المتطرف.

وقتل 7 جنود وجرح 14 آخرون في اعتداء بسيارة مفخخة استهدف قافلة عسكرية عند مدخل زنجبار، وأجبر القوات الحكومية على التراجع بعد ورود معلومات بتحضير عناصر التنظيم لهجمات مشابهة باستخدام سيارات مفخخة.

وشنت مروحيات «أباتشي» تابعة للتحالف ضربات جوية على مواقع للتنظيم في المحافظة في عملية عسكرية مشتركة مع القوات اليمنية تستهدف مسلحي التنظيم.

ووفق مصادر طبية وعسكرية، فإن 25 مقاتلا في «القاعدة» قتلوا خلال المعارك، في حين أسفرت غارات التحالف عن مقتل 10 عناصر للتنظيم.

وعلى خط مواز، شن طيران التحالف سلسلة غارات ليلية ضد مواقع لـ«القاعدة» في مدينة المكلا، كبرى مدن محافظة حضرموت، والتي يسيطر عليها تنظيم القاعدة منذ أبريل 2015.

واستهدفت الغارات القصر الرئاسي الذي تحول إلى مقر عام للتنظيم، إضافة إلى مقار لقوات أمنية تابعة للجهاديين وقصفت مستودعات أسلحة.

وأوضح ضابط أن «الغارات الجوية هي تمهيد لعملية برية في إطار هجوم واسع النطاق يعد له الجيش لطرد القاعدة من المكلا ومجمل محافظة حضرموت».

وتأتي هذه العمليات العسكرية بعد أعمال مشابهة قامت بها القوات الموالية لهادي وبدعم من طيران التحالف، وحققت فيها نجاحا في أحياء عدن، ثاني أكبر مدينة يمنية، وفي محافظة لحج.

وجاءت هذه الغارات في الوقت الذي يجري فيه ممثلون عن المتمردين وعن الحكومة اليمنية منذ الخميس مفاوضات سلام في الكويت.

تشييع

إلى ذلك، شيع الآلاف في مدينة ذمار، رئيس مجلس شورى حزب «التجمع للإصلاح»، حسن اليعري الذي اغتيل أمس الأول.

(الكويت، عدن - كونا،

back to top