بينما تواصلت موجة الحرائق الغامضة التي تضرب مناطق سكنية في القاهرة والمحافظات أمس، تعهد الرئيس عبدالفتاح السيسي بمحاربة العشوائيات، مطالباً وزارة الإسكان والقوات المسلحة بضرورة الانتهاء من الوحدات السكنية لساكني المناطق غير الآمنة، في وقت بدا واضحاً أن الإجازات البرلمانية قد تؤجل تمرير اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية.

Ad

تواصل أمس، مسلسل الحرائق الغامضة الذي يضرب العاصمة المصرية ومحافظات، إذ اندلع حريق في ديوان محافظة القاهرة الكائن في ميدان عابدين، وقالت وزارة الصحة إن «خمسة أشخاص أصيبوا في الحريق»، ولم يسفر الحادث عن وقوع حالات وفيات.

ويأتي الحريق ضمن سلسلة من الحرائق التي وقعت بصورة مريبة، دفعت المصريين لاستعادة مشاهد حريق القاهرة العام 1952، والذي أتى على قلب المدينة التجاري حينذاك، حيث شهدت العاصمة المصرية أخيراً سلسلة من الحرائق، كان أضخمها الاثنين الماضي، حينما نشب حريق في شارع الرويعي في منطقة العتبة، أدى إلى وقوع قتلى ومصابين، فضلا عن تدمير عدد كبير من المحال التجارية، والتهمت النيران عدة محال تجارية في منطقة الغورية بالقاهرة القديمة، فضلاً عن حرائق عدة ضربت أماكن في محافظات الجيزة والسويس والشرقية والقليوبية.

وتمكنت قوات الحماية المدنية بالقاهرة، من السيطرة على حريق ديوان محافظة القاهرة، بعدما انتقلت 6 سيارات إطفاء إلى مكان الحريق، وتم إخلاء المبنى من جميع الموظفين، فيما قال مصدر أمني بإدارة الحماية المدنية في وزارة الداخلية، إنه تم رفع درجة الاستعداد الأمني إلى الحالة القصوى على مستوى الجمهورية للسيطرة على أية حرائق فور نشوبها.

في الأثناء، قال مصدر في مديرية أمن المنيا إن مجهولين شنوا هجوماً، فجر أمس، على كنيسة العذراء في قرية بالإسماعيلية، فيما أعلنت مطرانية المنيا، أن الكنيسة تعرضت لهجوم من قبل متطرفين مجهولين، أشعلوا النار فيها، خاصة أن الكنيسة -وهي عبارة عن خيمة في قطعة أرض- كانت تقام فيها الصلوات بشكل مؤقت.

مشروعات

من جهته، لم يعلق الرئيس عبدالفتاح السيسي على موجة الحرائق، أثناء افتتاحه 32 مشروعاً في مدينة بدر ومناطق أخرى، واكتفى بمطالبة وزارة الإسكان والقوات المسلحة بضرورة الانتهاء من الوحدات السكنية لساكني المناطق غير الآمنة، الذين قدّر الرئيس عددهم بنحو 850 ألف مواطن.

وطالب السيسي المؤسسات الحكومية بوضع رؤية واضحة لكيفية تسديد القروض المتحصل عليها من البنوك للصرف على المرافق العامة، ووجه رسالة إلى جموع الشعب، وقال: «لسنا في حاجة للاختلاف، لابد أن نكون جميعاً يداً واحدة، وهدفنا واحد وهو استقرار مصر. جميع مؤسسات الدولة وكذلك الإعلام، هدفنا واحد، وهو مصر بلدنا».

مضيفاً: «لا أحد فوق القانون، منذ نحو عدة شهور، حدث تجاوز في مؤسسة الرئاسة، فكان ردي أن الجميع يتحاسب، واللي غلط تتم محاسبته»، وشدد على أنه لا محاباة ولا محسوبية في الدولة المصرية.

أزمة الصحافيين

إلى ذلك، ووسط مساع لحل أزمة نقابة الصحافيين ووزارة الداخلية، إثر اقتحام قوات الأمن مقر النقابة، أثار وزير الخارجية سامح شكري موجة من الاستياء بين صفوف الصحافيين، عقب تصريحاته على هامش مشاركته في اجتماعات مجلس الأمن لمناقشة سبل مواجهة التطرف في نيويورك الأربعاء الماضي، قال خلالها إن الصحافيين اللذين تم إلقاء القبض عليهما حرضا على اغتيال الرئيس السيسي.

تصريحات شكري أثارت استياء واسعاً بين الصحافيين لتضمنها معلومات غير دقيقة حول الأزمة، إذ قالت عضو نقابة الصحافيين، حنان فكري، إن مذكرة الاتهام الموجهة للزميلين عمرو بدر ومحمود السقا، لم يرد فيها الاتهام بالتحريض على اغتيال السيسي، فيما نفى المستشار القانوني للنقابة، سيد أبو زيد، اتهام شكري، مؤكداً لـ «الجريدة»: «اتهامات النيابة للصحافييْن تنحصر في الانتماء لجماعة يسارية تهدف لقلب نظام الحكم».

تأجيل

برلمانياً، شكلت الإجازات أحد معالم أداء البرلمان الذي انطلق في 10 يناير الماضي، فبإجماع المراقبين، شاب أداء النواب البطء الشديد، إذ لم ينجز البرلمان أي مشروع قانون رغم مرور نحو أربعة أشهر، ما يرجح تعثر النواب في إصدار عدة تشريعات نص عليها الدستور في دور الانعقاد الأول، الذي ينتهي نهاية الشهر المقبل.

وأعلن رئيس مجلس النواب علي عبد العال، عن إجازة جديدة للبرلمان تستمر حتى 22 مايو الجاري، ما يعني عمل المجلس 35 يوماً فقط وحصوله على 94 يومًا كعطلات وإجازات منذ تاريخ انعقاده، ما أعطى سببا لتأخر البرلمان في مناقشة عدة ملفات حيوية، وفي مقدمتها مناقشة اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية، والتي تنازلت بموجبها الأولى للثانية عن جزيرتين في البحر الأحمر.

وأصدرت الأمانة العامة لمجلس النواب «دراسة بحثية» حول جزيرتي «تيران» و«صنافير»، وتولت توزيعها على النواب بهدف النظر فيها والاستفادة من مجموعة الآراء المختلفة بداخلها، دون أن ترفق معها المستندات الرسمية الخاصة بالاتفاقية، أو خرائط ومراسلات حكومية متعلقة بصميم الاتفاقية، وسط ترجيحات بأن يتم تأجيل مناقشة الاتفاقية بسبب الإجازات البرلمانية.

وانتقد عدد من النواب تأخر عرض الاتفاقية رغم مرور وقت طويل على توقيعها من جانب الحكومة، مطلع أبريل الماضي، إذ قال النائب سمير غطاس إن «مجموعة العطلات الطويلة التي انقطعت على أثرها الجلسات العامة للبرلمان، كان من الممكن استغلالها لنظر البرلمان لبنود الاتفاقية، وبدء المناقشات والسجالات حولها وهو ما لم يحدث»، منتقداً طريقة التعامل الحكومي مع ملف يشغل الرأي العام المصري، مطالباً بسرعة تسليم المستندات الخاصة بالاتفاقية إلى البرلمان.

مقتل مجندين

وفي سيناء، قتل مجندان من قوات الجيش، خلال تبادل إطلاق نار مع عدد من العناصر التكفيرية التابعة لتنظيم «أنصار بيت المقدس»، في رفح شمالي شبه الجزيرة المصرية، مساء الأربعاء الماضي، وقال مصدر أمني لـ «الجريدة» إن أحد المجندين قتل أثناء تبادل لإطلاق النار، بينما قتل الثاني نتيجة لانفجار عبوة ناسفة زرعتها تلك العناصر على طريق القوات.