في الفترة ما بين 2029 و2035 سيتم اغلاق العشرات من المفاعلات النووية الأميركية التي يبلغ عددها 99 مفاعلاً.

Ad

 تواجه الطاقة النووية التي تسهم في توفير ما يصل إلى 19 في المئة من احتياجات الولايات المتحدة من الكهرباء محنة قاسية في السنوات المقبلة، وخاصة في وجه منافسة حادة من جانب مصانع الطاقة الشمسية والرياح التي تحصل على مساعدات فدرالية وتستخدم الغاز الطبيعي المنخفض السعر.

ويقول تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز، إن مصنع روبنسون للطاقة النووية في كارولينا الجنوبية سيتوقف عن العمل بحلول عام 2030 بعد أن استمر في الإنتاج أكثر من ستة عقود.

وفي الفترة ما بين 2029 و2035 سيتم اغلاق العشرات من المفاعلات النووية الأميركية التي يبلغ عددها 99 مفاعلاً وتشكل ما يصل الى أكثر من ثلث طاقة التوليد في هذه الصناعة، وذلك بسبب انتهاء مدة الترخيص الممنوح لها. ويشكل أي اغلاق لمصادر الطاقة الأميركية ضربة مؤلمة للحكومة، لأنه يؤثر على قدرتها على تنفيذ تعهدها بخفض الانبعاثات الغازية بموجب محادثات المناخ في باريس في السنة الماضية- ولا تصدر المفاعلات النووية انبعاثات ثاني أكسيد الكربون أو أي من غازات بيوت الدفيئة الاخرى.

تأمين بدائل

ويقول التقرير، إن بعض تلك المصانع ستتوقف عن العمل ويتعين تأمين بدائل لها من أجل توفير المصادر اللازمة للتعويض عن الطاقة المفقودة. وقد تتمكن المصانع النووية الحالية من الحصول على فرصة للعمل عن طريق تمديد الترخيص الممنوح لها مدة لا تتجاوز العشرين سنة من لجنة التنظيم النووي أو العمل على بناء مصانع أكبر حجماً قد تحقق الغاية نفسها.

وتعلق هذه الصناعة ووزارة الطاقة الأميركية الآمال على تطوير تصاميم غير تقليدية تكون أرخص وأكثر أمناً، اضافة الى سهولة في التشغيل. وعلى الرغم من ذلك ليس من الواضح ما اذا كان بالامكان تحقيق هذا الهدف في الوقت المناسب للتعويض عن الطاقة المفقودة نتيجة الاغلاق المشار اليه.

ويشعر البعض بتفاؤل، ومنهم شركة ساثرن التي أعلنت في يناير الماضي أنها ستتلقى 40 مليون دولار من وزارة الطاقة لتطوير مفاعل متقدم يستخدم الملح المصهور بدلاً من الماء في عملية التبريد الحالية المثيرة للجدل.

مخاوف من السلامة

وأضاف التقرير أن الهدف هنا هو بلوغ مرحلة تتسم بخيار تجاري متقدم بحلول سنة 2030، ولكن بعض الخبراء في صناعة الطاقة يقولون، إن الجدول الزمني غير واقعي في ضوء المخاوف الناجمة عن السلامة والحاجة الى اجراء اختبارات عملية على التصاميم الجديدة قبل الحصول على موافقة من الجهات المختصة.

ويقول مايكل ماك غوف، وهو المدير التجاري لشركة نيو سكيل باور: "إنها عملية ستستمر 25 سنة في كل الظروف"، وتستخدم هذه الشركة الماء في عملية التبريد كما أنها تعمل على وضع تصاميم تقليدية بقدر أقل. وتخطط الشركة لصنع مفاعلات ذات مواصفات أمنية متقدمة يمكن صنعها في معامل خاصة ما يعني توفير المال ويمكن تركيب 12 منها في موقع واحد.

ويعلم ماك غوف جيداً المسائل المتعلقة بالجداول الزمنية، وقد بدأ العمل في التصميم الذي سوف تطرحه شركته منذ سنة 2000. وقد حصلت الشركة على أول عميل محتمل لها وهي يوتاه أسوشيتد ميونيسيبال باور سيستمز التي تعمل في المناطق الجبلية في الغرب الأميركي، وتأمل أن تتمكن من تركيب اثني عشر مفاعلا من المفاعلات الصغيرة في أحد مواقع آيداهو بحلول منتصف حقبة الـ2020 على أبعد تقدير. ويضيف ماك غوف "من غير المحتمل بالنسبة لي أن نشهد أي تصميم جديد يتم تطويره أو ترخيصه في فترة زمنية أقصر من هذه التي نعمل فيها".

وتجدر الإشارة إلى أن شركة نيو سكيل باور كانت تقوم بإجراء اختبارات عملية وعلمية على تصاميمها منذ أكثر من 13 سنة، وهي تستخدم نماذج غير نووية لهذه الغاية. كما أن الشركة تخطط لتقديم طلب تفصيلي في وقت لاحق من هذه السنة إلى لجنة التنظيم النووي من أجل الحصول على ترخيص لتصميمها الجديد.