تنتمي رواية «باب رزق» إلى «الواقعية الفجة». تدور وقائعها في حي عشوائي بالقاهرة يسمى «تل العقارب»، ويتحدث أبطالها ويتصرفون من واقع هذه البيئة الاجتماعية الصعبة، التي يصورها الكاتب صانعاً منها أجواء كابوسية  صادمة.

Ad

اعتبر نقاد وباحثون أن الرواية شهادة جارحة على واقع اجتماعي بائس، وتكشف جانباً من المأساة الاجتماعية في مصر الآن، حيث يزداد أصحاب الأعمال الهامشية، ويتوحش الفساد، ويعاني الناس وطأة التحالف بين الشرطة والخارجين على القوانين.

وقال الناقد الأدبي الدكتور محمد السيد إسماعيل إن الرواية تعبر بلغة فياضة وبناء لافت عن «فلسفة التحايل» التي تخوضها الطبقة الدنيا في المجتمع في سبيل تحصيل أي رزق يعينها على أن تبقى على قيد الحياة. وأضاف في ندوة عقدت لمناقشة الرواية أن «باب رزق» تصور حياة الفقراء والمهمشين سواء في القرى أو المدن المصرية، وبطلها مثل كثيرين يعتقدون أن بوسعهم أن يرتقوا بأحوالهم من خلال التعليم لكنه يكتشف أن معرفته قد زادته اغتراباً في هذا المكان العشوائي المخيف». في السياق نفسه، ذكر الباحث عيد خليفة إن «باب رزق» هي «رواية انكسار الحلم»، مؤكداً أنه رغم انتمائها إلى الواقعية الاجتماعية فإنها انطوت على مشاهد عدة تنتمى إلى العجائبية، التي صبغت أعمالا أخرى للكاتب.

حبّ وصراع

وتدور وقائع «باب رزق» في حي عشوائي بالقاهرة يسمى «تل العقارب»، حيث يتحايل الشباب على التقاط أرزاقهم بطرائق غريبة، وأعمال هامشية، ويحركهم كعرائس الماريونيت عجوز قعيد، كان محارباً سابقاً، له في المكر باع طويل. وسط هذا البؤس تولد قصة حب ناقصة، وصراع دامٍ ضد البلطجية وسارقي القوت والفاسدين في جهاز الشرطة والمتطرفين دينيا. لكن ذلك كله لا يبدد آمالاً عريضة بالخروج من الأزقة الغارقة في العوز إلى براح عالم زاخر بالنعمة والراحة.

في منتصف الطريق، تتوالى المفاجآت لتحدد مصائر بشر متعبين، وتوزعهم على مصائر لا تخطر ببالهم، وأولهم بطل الرواية الذي جاء من صعيد مصر معتقداً أن بوسعه أن يغير حاله وأحوال من معه إلى الأفضل، لكنه يقع في الفخ، ويكتشف أن قدراته أوهن من أن تمكنه من أن يحقق هذا الحلم المستحيل.

تدق الرواية ناقوس خطر محذرة من خطورة الفئات المهمشة التي من الضروري الاهتمام بها وادماجها في المجتمع بشكل إنساني كي لا تكون نواة للإرهاب والإدمان.

حين سئل عمار عن الأسباب التي دفعته لكتابة هذا العمل قال: «لا بد للكاتب من أن يوسع عالمه وينوعه، وإلا سيسقط في فخ التكرار، ويتآكل مشروعه الإبداعي بمرور الوقت».