{مهرجانات بيروت الثقافية}... عروض ضخمة في الشرق لأول مرة «رواية بيروت» قصة مدينة والفورمولا واحد في شوارعه
تنطلق غداً «مهرجانات بيروت الثقافية» في دورتها الأولى بعنوان «نبض بيروت»، من تنظيم «جمعية بيروت الثقافية» برئاسة لمى سلام، عقيلة رئيس مجلس الوزراء اللبناني تمام سلام، وتستمر حتى 22 منه. تتضمن تظاهرات ثقافية وفنية منوعة تتم للمرة الأولى ليس في لبنان فحسب إنما في الشرق، تبدأ بـ «رواية بيروت»، وهي عرض ضخم يروي حكاية بيروت منذ الفنيقيين حتى اليوم، وذلك بهدف وضع بيروت على خريطة المهرجانات السياحية لهذا العام، بعد غياب عنها، إضافة إلى إنتاج دينامكية تؤثر إيجاباً على الحركة الاقتصادية فتجذب السياح.
لأنها بيروت لأنها لؤلؤة يزداد إشعاعها على مر الزمن، لأنها غادة حسناء تترامى دلالا على شاطئ البحر المتوسط، وينبض قلبها باستمرار حياة وشباباً رغم الظروف القاسية التي تواجهها وتحاول تشويه وجهها الحضاري... انطلقت فكرة تنظيم {مهرجانات بيروت الثقافية} لجعل العاصمة تضج حياة وفرحاً وتبقى قبلة الشرق والغرب كما كانت على مدى تاريخها.في أحد أيام 2015، تنادى مثقفون ومفكرون وفنانون من أبناء بيروت واجتمعوا في منزل لمى سلام، في نيتهم العمل على إعادة بيروت بوصلة الشرق ومنارة الفكر والإبداع، بعدما غطى غبار الأحداث وجهها المشرق، واتفقوا على إقامة عرض ضخم سمعي- بصري في ساحة النجمة وشارع المعرض في قلب بيروت التجاري، وبدأت التحضيرات على قدم وساق، لكن فجأة توقف كل شيء بعدما انطلقت تظاهرات الحراك المدني وتأجل المشروع إلى هذا العام.يهدف القيمون على مهرجانات بيروت الثقافية} إلى جعلها تقليداً سنوياً يفتتح المهرجانات في المناطق اللبنانية، لذا اختاروا مايو لإطلاقها لأن المهرجانات في المناطق اللبنانية (بيت الدين، بعلبك وجبيل) تنطلق في يونيو ويوليو، بالتالي ليس على روزنامة المهرجانات في لبنان أي نشاط في هذه الفترة بالذات.لا تتوقف مهرجانات بيروت عند 22 مايو، وليست موسمية، بل ستستمرّ على مدار العام من خلال دعم {جمعية بيروت الثقافية} النشاطات في العاصمة وفي المناطق اللبنانية، وعندما تخلو روزنامة بيروت من أي نشاط تبادر هي إلى ملء الفراغ بتنظيم احتفالات مختلفة. لذا لا تقتصر مهرجانات بيروت على منطقة بعينها، بل ستشمل الأحياء والزوايا من الأشرفية إلى عين المريسة إلى رأس النبع...رواية بيروتخشية أن يطرأ أي حدث يوقف الاستعدادات لـ {مهرجانات بيروت الثقافية}، تحديداً عرض {رواية بيروت}، اختارت الجمعية واجهة بيروت البحرية لتكون مسرحاً لعرض {رواية بيروت} والنشاطات الفنية، فاستوردت أكبر قبّة في العالم من الولايات المتحدة الأميركية، وشيدت داخلها ساحة النجمة بساعتها تماماً كما هي في الأسواق التجارية، ليتم فيها عرض «رواية بيروت» السمعي البصري، الأول من نوعه في الشرق من ناحية الضخامة وطريقة التنفيذ، ذلك أن الجمهور سيجلس داخل القبة في الوسط ويشاهد حواليه الصور الضخمة حول بيروت في حقباتها المختلفة.«رواية بيروت» من إعداد دانيال الجرّ وإخراجه، موسيقى غي مانوكيان، يهتم أميل عضيمي بالشقّ المرئي، وتشارك فيه أوركسترا ضخمة هي مزيج من الأوركسترا الفيلهارمونية اللبنانية واوركسترات عالمية، فضلا عن أكثر من مئة ممثل سيتفاعلون على المسرح مباشرة مع الموسيقى والمشاهد الضخمة.ينطلق عرض «رواية بيروت» التاسعة مساء الثلاثاء 17 مايو داخل القبة، ويستمر حتى 19 منه، وهو عرض ثلاثي الأبعاد بأحدث التقنيات، يروي على مدى 70 دقيقة حكاية بيروت منذ الفنيقيين مروراً بالحقب المختلفة وصولاً إلى اليوم، وثمة محطة مؤثرة تتناول الحرب في لبنان، وتتخلله عروض مسرحية حية وترافقه مقطوعات موسيقية من وحي المدينة وتاريخها من توزيع غي مانوكيان، بعضها من تأليفه وبعضها الآخر من التراث.«رواية بيروت»، تحية وفاء إلى العاصمة، تروي قصصها الصغيرة والمصيرية في آن، وتأخذ الجمهور في نزهة افتراضية إلى عمق التاريخ، عبر 12 لوحة فنية مُجسّدة بتقنيّة مسح خرائط ثُلاثيّة البُعد تحوّل المُجسّمات غير المُنتظمة في شكلها وغير المُتحرّكة إلى أشكال قادرة على سرد حكاية بيروت. تبلغ مساحة القبة الدائرية العملاقة حوالى أربعة آلاف متر مربع، يتوسطها مجسّم لساعة العبد التاريخية في ساحة النجمة، وترتفع على جوانبها ست شاشات عملاقة تسمح للجمهور بعيش تجربة من 360 درجة، كل ذلك لإضفاء الكثير من الفرح إلى البلد». عروض مختلفةتتوجه «مهرجانات بيروت الثقافية» إلى كل أفراد الأسرة اللبنانية وتحاكي الأذواق كافة، لذا جمعت في برنامجها نشاطات فنية ورياضية مختلفة. بعد «رواية بيروت» تشهد القبة العملاقة في 20 مايو حفلة غنائية ضخمة لراغب علامة ونانسي عجرم، يرافقهما اثنان من المتأهلين إلى نهائيات برنامج المواهب XFactor. وتشهد ليلة 21 منه، سهرة راقصة بعنوانThe White experience يشارك في إحيائها DJs عالميون.كذلك يشمل البرنامج أنشطة تندرج ضمن رياضة المحركات، من بينها: رالي {كأس بيروت} للسيارات، عروض للدراجات النارية وأخرى في الـ{كارتينغ} والـdrifting ضمن قرية المحركات الميكانيكية، ويتوج بعرض لسيارة {فورمولا واحد} يحقق حلماً عمره 20 عاماً، إذ هو الأول من نوعه في لبنان، يقدّمه فريق Red Bull، على أن يقود السيارة السائق الإسباني كارلوس ساينز جونيور، نجل بطل العالم في الراليات مرّتين كارلوس ساينز.تفتتح {قرية المحرّكات} في الرابعة من بعد ظهر الجمعة 20 مايو بعرض لسيارات الـ{كارتينغ} مع النجوم من بينهم راغب علامة.أما استعراضات الدرّاجات الناريّة فتنطلق الأحد 22 مايو، هدفها تعريف الجمهور إلى كيفيّة قيادة الدرّاجة الناريّة والتجهيزات التي يجب أن يرتديها السائق.الفورمولا واحدفي المهرجانات مساحة للسيارات الكلاسيكية والقديمة ضمن قرية المحركات الميكانيكية. أما رالي {كأس لبنان} الاستعراضي، فسيشارك فيه {نادي فيراري} و{نادي بورش} و{نادي كمارو}، على أن تختتم المهرجانات مع {الفورمولا واحد}، وسيقدّم السائق كارلوس ساينز جونيور عرض سرعة مطابقة تماماً لسرعة سيّارات {الفورمولا واحد} خلال السباقات، يتخلله دوران استعراضي وقيادة استعراضيّة، على مسار يبلغ نحو 1.5 كلم، من نقطة الانطلاق عند الواجهة البحريّة حتى تمثال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، حيث تستدير السيارة وتتّجه نحو شارع أحمد الداعوق باتجاه بنك عودة.ستتوافر خمس شاشات ضخمة موزّعة على الزوايا، وسيتمكن المشاهدون على الطريق من يسارها ويمينها من مشاهدة {الفورمولا واحد} بالإضافة إلى مقصورة خاصة بالشخصيات، وسيتسنى لسكان المباني مشاهدة السيّارة من شرفات منازلهم.