فازت أوكرانيا ليل السبت الأحد بمسابقة يوروفيجن الغنائية في ستوكهولم بأغنية سياسة الطابع متقدمة على أستراليا التي اختارتها لجان التحكيم المحترفة والمشارك الروسي الذي كان الأوفر حظاً بحسب مكاتب المراهنات.

Ad

وكانت أوكرانيا التي تعاني من نزاع في شرقها ومن ضم روسيا المجاورة لشبه جزيرة القرم في العام 2014، جعلت من هذه المسابقة منصة سياسية فعلية باختيار المغنية جامالا.

فقد تناولت المغنية الأوكرانية التترية البالغة 32 عاماً في اغنية «1944» ترحيل شعبها من قبل ستالين، وقد استوحت من روايات جدة والدتها التي عاصرت تلك المرحلة المأسوية في التاريخ السوفياتي.

وأكدت المغنية لدى تسلمها الجائزة «أريد فعلاً أن أغني أغنية عن السلام والحب، وهذا ما أتمناه للجميع: السلام والحب».

وكتب الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو الأحد في تغريدة «أجل!!! أداء وفوز مذهلان! كل أوكرانيا توجه لك الشكر الجزيل، جامالا».

وكانت لجان التحكيم المحترفة في المسابقة اختارت أولاً الأسترالية دامي ايم صاحبة الصوت الجميل جداً المولودة في كوريا الجنوبية قبل 27 عاماً.

إلا أن المشاهدين أحدثوا منافسة مثيرة بعد ذلك من خلال منحهم عدد العلامات الأقصى إلى بلدين خصمين، فقد رفعت أوكرانيا أولاً رصيدها إلى 543 نقطة أي أكثر من أستراليا التي جمعت 511 نقطة، ولم يبق إلا روسيا في المنافسة قادرة على تجاوزها في النهاية، إلا أن مشاركها سيرغي لاتزاريف لم يتمكن من ذلك جامعاً 491 نقطة.

وقد هنأ معلقو التلفزيون الروسي العام «روسيا 1» جامالا من دون التطرق إلى تتر شبه جزيرة القرم مشيرين فقط إلى أن الأغنية تتناول «أقاربها» من دون أي تفاصيل أخرى.

وقال مصطفى نايم أحد كبار قادة الثورة الشعبية في ساحة ميدان التي نجحت في فبراير 2014 بالإطاحة بالرئيس الأوكراني السابق فيكتور ياناكوفيتش في تغريدة «سنكون قد أحقننا الحق إن أقمنا مسابقة يوروفيجن المقبلة في القرم في أوكرانيا أرض أجداد جامالا».

وقال رفعت تشوباروف زعيم مجلس تتر القرم الذي صنفته موسكو «منظمة متطرفة» في أبريل عبر «فيسبوك» «بمشيئة الله سنجتمع كلنا مجدداً في القرم المحررة من الغزاة الروس».

حماس

ويتوقع أن تكون دورة العام 2016 من يوروفيجن جذبت أكبر عدد من المشاهدين منذ انشائها مع مشاركة النجم الأميركي حاستن تمبرلايك.

وكانت مقدمة الحفلة بيترا ميديه رحبت بالمشاهدين الأوروبيين والأميركيين والأستراليين والصينيين «في أكبر مسابقة للأغنية في العالم» في أجواء حماسية أمام نحو عشرة آلاف متفرج.

وقال مقدم الحفل مانس زيلميرلوف «أوروبا تمر بمرحلة قاتمة مجدداً، وهذا يظهر الأهمية الكبرى لهذه المسابقة»، مشيراً إلى بدايات هذه المسابقة في خضم الحرب الباردة في العام 1956.

وقد زخرت المسابقة كالعادة بكل مكونات نجاحها من عروض خارجة عن المألوف وأنغام راقصة ووسائل تقنية وافرة.

ويتوقع أن يسجل رقم قياسي لعدد المشاهدين والبالغ 197 مليوناً هذه السنة مع نقل المسابقة مباشرة في الولايات التحدة عبر محطة «لوغو» المكرسة للمثليين جنسياً.

وأدى جاستن تمبرلايك إحدى أغنياته الناجحة «روك يور بودي» ومن ثم للمرة لأولى أغنيته المنفردة الجديدة «كانت ستوب فيلينغ».

وحلت أستراليا ثانية في ثاني مشاركة لها في المسابقة وكادت تفوز، وعدم فوزها جنب القيمين على المسابقة معضلة تنظيم نسخة العام 2017 في بلد بعيد عن أوروبا.

وبثت المرحلة النهائية من المسابقة عبر يوتيوب ما يوفر لغوغل حصة من العائدات التي كانت مخصصة في السابق للمحطات الرسمية في أوروبا المنظمة للمسابقة.