«حسن وبقلظ»!
![مجدي الطيب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1458322261627985900/1458322269000/1280x960.jpg)
لا يمكن، بالطبع، تجاهل الطرافة التي يفجرها وجود {توأم ملتصق} لكلُ منهما أسلوب حياة، وطريقة تفكير، وأهواء، ورغبات، كما يحدث عندما يتطلع {حسن} (كريم فهمي) إلى الالتحاق بكلية الشرطة بينما يتم استدعاء {بقلظ} (علي ربيع) لأداء الخدمة العسكرية، ويذهب الاثنان إلى اختبارات النادي الأهلي، وقد ارتدى الأول زي الأهلي بينما أعلن الثاني انحيازه إلى الزمالك، ويتأفف أحدهما من إصرار توأمه الملتصق على تعاطي البيرة، ومرافقة فتاة الليل (نسرين أمين) بينما هو راغب في الصلاة، ويستشيط {بقلظ} غضباً لأن {عدوية} لم يقل {سلامتها أم حسن وبقلظ}. لكن الطرافة تنقلب إلى سماجة و}تهريج}، بسبب العشوائية، والنفس القصير الذي عجز الكاتب بسببه عن تقديم جرعة مُشبعة من المواقف الكوميدية البعيدة عن الغلظة والخشونة، ومن ثم ترك المخرج الأمر لاجتهاد الممثلين، كما حدث مع نجوم مسرح مصر: علي ربيع، مصطفى خاطر، محمد أسامة ومحمد أنور. لكن الرهان عليهم فشل وخسروا جميعاً، بسبب المبالغة، واستدرار الضحكات ببعض {الإفيهات} القبيحة (كحديث فتاة الليل عن الأندروير بدلاً من مترو الأندرغراوند والبيراميدز بدلاً من البريود ودق العضو الذكري بالشاكوش)، وإطلاق العنان للطبيب (بيومي فؤاد) للسفسطة الطبية، والابتعاد عن الدقة العلمية، وافتعال خط درامي ثقيل الظل، وسخيف، يرتاب فيه {حسن} بعلاقة حبيبته {كاميليا} (يسرا اللوزي) ورجل الأعمال الغامض (أحمد فؤاد سليم) قبل أن يتأكد أنه مهووس أصيب بلوثة عقب خيانة زوجته، وتدور بينهما حرب عصابات عبثية، تنتهي بانتصار {حسن وبقلظ}، والزج بعظة أخلاقية تقول: {الالتصاق قوة والانفصال ضعف}، على شاكلة الفيلم الأميركي، الذي اتفق فيه البطلان، أثناء طفولتهما، على ألا يجذب أحدهما الآخر إلى الوراء، وأن يشكلا فريقاً قوياً، وهي الرسالة الفجة التي أساءت إلى الفيلم بأكثر مما خدمته!{حسن وبقلظ} نوعية من الأفلام تحتاج إلى براعة في الكتابة والإخراج، لم تتوافر مطلقاً لكريم فهمي ووائل إحسان، فثمة مشاهد دخيلة على السياق، كالربط بين {كاميليا} و}السندريلا} و}الشاطر حسن}، واغتصابها ثم خطفها بشكل هزلي، والفتور أصاب التجربة بصقيع، والزعم أن الفيلم يتبنى رسالة أفسده، بينما أدى الاعتماد على {الاسكتشات الارتجالية}، والاجتهادات الشخصية للممثلين، فضلاً عن تهميش وسطحية بعضهم، إلى دغدغة المتابع بغلظة، وأصابته بالوجوم، بأكثر مما فجر ضحكاته. وكانت النتيجة أن عجز علي ربيع عن تقديم نفسه كممثل تراجيدي، وفشل كريم فهمي في تقديم نفسه كممثل، بسبب تواضع قدراته، وأساء أحمد فؤاد سليم إلى نفسه، ووضحت انتهازية آل السبكي في ما يتعلق باستثمار {نجوم مسرح مصر}، فهي المرة الثانية خلال موسم واحد، التي يجري تقديمهم فيها من دون تأهيل أو نص يفجر طاقاتهم، ففي فيلم {أوشن 14} وقف {محمد السبكي} وراء التجربة التي انتهت بفضح إمكاناتهم المتواضعة، وها هو شقيقه {أحمد} يُجهز عليهم بفيلم {حسن وبقلظ}. مهما قيل عن نجاح الفيلمين في تحقيق إيرادات كبيرة، فالإفلاس الفني والإبداعي سيؤثر سلباً على الجميع، والمقبل سيكون أسوأ، والثمن سيُصبح فادحاً، لكن أسوأ ما بشرنا به {حسن وبقلظ} أن ثمة تفكيراً في تقديم جزء ثان منه!