«دعم سورية» تحدد أول أغسطس موعداً مفترضاً للمرحلة الانتقالية

نشر في 18-05-2016 | 00:05
آخر تحديث 18-05-2016 | 00:05
No Image Caption
● كيري لإقصاء منتهكي الهدنة

● لافروف: لا ندعم الأسد بل الجيش السوري

● أيرولوت: «جنيف 3» بداية يونيو

●الجبير: التجاوب مع الهدنة أو حلول أخرى

● أبوحطب رئيساً للحكومة

● النظام يحشد لداريا و٥٣ قتيلاً في الغوطة
في أول اجتماع لها منذ إعلان اتفاق وقف إطلاق النار المتداعي في سورية، حاولت مجموعة الدعم الدولية وضع الأمور المنفلتة على المسار الصحيح، عبر تثبيت الهدنة، وإيصال المساعدات، كخطوة تمهيدية لإعادة إطلاق مفاوضات السلام، التي لم تحقق ثلاث جولات منها أي تقدم قبل تعليقها في أبريل، بسبب استئناف القتال بحلب.

في محاولة لإعادة إطلاق مفاوضات «جنيف 3»، التي اصطدمت الشهر الماضي بانتهاكات الهدنة وعرقلة المساعدات الإنسانية، اجتمعت أمس المجموعة الدولية لدعم سورية، برئاسة الولايات المتحدة وروسيا، وعضوية 17 بلداً وثلاث منظمات دولية، في فيينا، بهدف «تعزيز وقف الأعمال القتالية، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى جميع الأنحاء، وتسريع الانتقال السياسي»، وفق خريطة طريق توصلت إليها المجموعة في فبراير، ووافق عليها مجلس الأمن.

وفور انتهاء الاجتماع، حدد وزير الخارجية الأميركي جون كيري، خلال مؤتمر صحافي مشترك، جمعه مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، ومبعوث الأمم المتحدة ستيفان ديميستورا، بداية أغسطس موعداً مفترضاً لبدء المرحلة الانتقالية في سورية، داعياً جميع الأطراف لإعطاء الأولوية للسلام.

ووفق كيري، تعهدت المجموعة بوقف إطلاق نار شامل، والدفع لتثبيته، وإقصاء منتهكيه، مطالباً «جميع الأطراف» بالابتعاد بنفسها عن «داعش» و»جبهة النصرة».

واتهم كيري الرئيس بشار الأسد، بانتهاك القرار الدولي، ومهاجمة حلب، وإبرام صفقات مع «داعش»، مؤكداً «وجود خيارات كثيرة للتعامل معه، إن لم يلتزم بالحل السياسي».

المعتقلون و«النصرة»

وإذ أشار كيري إلى أن ديميستورا سيعمل على التوصل لاتفاق بشأن المعتقلين، أفاد لافروف بأن مجموعة دعم سورية أكدت القاعدة القانونية للتسوية بالكامل دون حذف أي بنود، مجدداً رفضه لاستثناء أي طرف، خصوصاً الأكراد، من المفاوضات المقبلة، ومطالباً «الشركاء الغربيين بإقناع المعارضة المعتدلة بالتنصل من جبهة النصرة».

وأكد لافروف أن العسكريين الروس والأميركيين على اتصال يومي، للتعامل مع الخروقات، موضحاً أن معاقبة النظام تعقد الأوضاع، وخاصة الإنسانية.

وأضاف أن «روسيا تحارب التنظيمات الإرهابية، وفقا لقرارات الأمم المتحدة، ولا تدعم الأسد، لكن تدعم الجيش في مواجهة الإرهاب».

وقبل الاجتماع، اعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أن «محادثات فيينا فرصة لتأكيد ضرورة الالتزام الكامل بالهدنة»، لافتاً إلى أنه «لا حل عسكرياً للأزمة، خلافاً لمحاولات بعض الجماعات الإرهابية وحماتها الإقليميين والدوليين».

«جنيف 3»

وفي حين نبه ديميستورا إلى أنه لا موعد محدداً لاستئناف «جنيف 3»، مطالباً بضرورة العودة إلى وقف شامل للأعمال العدائية، بعد تراجع التزام الجهات إلى 50 في المئة، أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرولوت، أن هدف المجموعة الدولية استئناف الجولة الجديدة من «جنيف 3» في بداية يونيو.

وفي وقت سابق، أوضح وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، أن وزراء خارجية القوى العالمية والإقليمية اتفقوا على أنه يتعين على الأمم المتحدة استئناف الجولة المقبلة من مباحثات السلام في أسرع وقت ممكن، وكلفت الأمم المتحدة بالقيام بعمليات إنزال جوي لتوصيل المساعدات للمناطق الأكثر تضرراً، وتشجيع المعارضة على العودة إلى «جنيف» بتحسين الظروف لوقف إطلاق النار.

وشدد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير على أنه إذا لم يتجاوب الأسد مع متطلبات الهدنة، يجب التفكير بحلول بديلة.

الحكومة المؤقتة

في هذه الأثناء، انتخبت الهيئة العامة في الائتلاف الوطني في اجتماع استثنائي د. جواد أبوحطب رئيساً للحكومة المؤقتة، خلفاً للدكتور أحمد طعمة، بأغلبية 54 صوتاً، من أصل 99.

ووفق الهيئة، فإن أبوحطب، وهو طبيب أطفال من مواليد 1962 بريف دمشق، سيعمل على إعادة هيكلة وعمل الحكومة المؤقتة، التي سبق رئيس الائتلاف أنس العبدة، وأكد أن تشكيلتها الجديدة تعتمد التكنوقراط، والالتزام بعلاقة جيدة مع المجالس المحلية والفصائل في الداخل السوري المحرر.

حلب وحماة

ميدانياً، انتهك النظام الهدنة بحلب مجدداً الليلة قبل الماضية وقتل ثلاثة أشخاص، بينهم سيدة وطفلة، في قصف على منطقة في حي السكري، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أشار أيضاً إلى مقتل ثمانية، بينهم أربع سيدات وثلاثة أطفال، في بلدة بداما بريف جسر الشغور الغربي في محافظة إدلب.

وفي حماة، سيطرت الفصائل على مواقع استراتيجية بأطراف بلدة حربنفسه، بينها حواجز البنايات والمساكن والمحطة، الذي يتخذه النظام مركزاً أساسياً لعملياته، وبتحريره أصبحت الطريق بين قريتي الزارة وحربنفسه محررة بالكامل.

هجوم داريا

وعلى مشارف دمشق، حذر مقاتلو ومسؤولو المعارضة في مدينة داريا المحاصرة من أن النظام يستعد لشن هجوم كبير، بعد أن رفض دخول أول قافلة مساعدات أممية إليها الأسبوع الماضي.

وأكد المتحدث باسم «لواء شهداء الإسلام» أبوسامر، أن أعدادا كبيرة تتحرك من المطار ومن بلدة أشرفية صحنايا إلى الجنوب، موضحاً أن الفصائل تستعد لصد الهجوم، لكنها تخشى مصير المدنيين المحاصرين.

وقال قائد اللواء النقيب سعيد نقرش، إن «النظام» يواصل إدخال المزيد من المعدات والمقاتلين ويخطط لشيء ما.

وأكد عضو المجلس المحلي لداريا أبويامن، أن مثل هذه الحشود من القوات لم تحدث منذ سريان اتفاق وقف الأعمال القتالية.

الغوطة و«الشاعر»

ورغم الاتفاق مع «جيش الفسطاط» و»فيلق الرحمن» على وقف الاقتتال، الذي أوقع مئات القتلى خلال الأسابيع الثلاثة الفائتة، اقتحم «جيش الإسلام» بالدبابات، أمس، بلدتي مديرا والأشعري في الغوطة الشرقية، ما أسفر عن مقتل ٥٣ من الطرفين وسط حالة من الاستنفار بين جميع الفصائل وانتشار القناصين على أسطح الأبنية على طريق مسرابا– دوما.

وفي حمص، هزت انفجارات ضخمة مساء أمس الأول استهدفت آبار حقل الشاعر، وأكد المرصد أن «داعش»، الذي استولى على الحقل الغني بالغاز في مايو، هو المسؤول عنها، وسط أنباء عن تقدم لقوات الأسد مع الميليشيات المتحالفة معها، لاستعادة المنطقة.

جيش الشمال

في غضون ذلك، اعتبرت صحيفة «الوطن» الموالية للأسد، أمس، أن «النجاح لم يكتب لجيش الشمال، الذي حاولت الحكومة التركية تأسيسه في ريف حلب الشمالي، بذريعة طرد تنظيم داعش من المناطق المتاخمة لحدودها الجنوبية، وإقامة المنطقة الآمنة»، موضحة أن «آخر اجتماع لفصائل المعارضة في غازي عنتاب مطلع الأسبوع الجاري، أخفق في التوصل إلى صيغة توافقية على توزيع أدوار كل منها في التشكيل المرتقب المزعوم، بسبب عدم دعوة جبهة النصرة، التي أبلغت عبر حركة أحرار الشام، رفضها تأسيس الجيش، ما لم تشارك فيه بقوة، خلافاً لرغبة واشنطن».

back to top