ميشال حوراني: «فريد الأسمر» مفترق طريق مسيرتي المهنية

نشر في 06-05-2016 | 00:01
آخر تحديث 06-05-2016 | 00:01
No Image Caption
رغم انهماكه بين التربية المسرحية والتدريب على مهارات التواصل، وانشغالاته التعليمية المكثفّة، لم يغب الممثل والمخرج ميشال حوراني عن الشاشة الصغيرة محققاً نقلة نوعيّة في دور {فريد الأسمر} في مسلسل {مثل القمر} الذي عُرض عبر MTV اللبنانية، على أن يبدأ تصوير الجزء الثاني بعد عودته من مهرجان المسرح الجامعي في المغرب.
حول دوره في {مثل القمر} والمهرجان المسرحي العربي وتقديم البرامج تحدث إلى {الجريدة}.
أين تتمحور نقاط القوة والضعف في الجزء الأول من مسلسل {مثل القمر}؟

يحدد الجمهور، برأيي، مكامن الضعف والقوة في أي عمل، وفي هذا الإطار ثمة انقسام في الرأي، بعضهم يحدد الضعف في أداء ممثلين معيّنين، فيما بعض آخر يشير إلى الإخراج والقصة. على كلٍ، طالما تابع جمهور واسع هذا العمل، فذلك يعني أنه يستحقّ الاعتراف بقدرته على الجذب وأنه قابل للنقد.

إذا تحدثنا عن نقاط قوة نلاحظ أن القصة شكّلت عاملاً أساسياً في جذب الناس الذين يحبون متابعة صراع الفقير والغني والصراع في الحبّ والانتقام من الماضي وممن سبّب أذىً، فضلاً عن تركيبة الممثلين المنوّعة بين مخضرمين وصاعدين ومن أجيال مختلفة.

أمّا بالنسبة إلى نقاط الضعف التي من الطبيعي توافرها في أي عمل، فتكمن في القصة المكسيكية الأساسية التي يغيب المنطق عن بعض أحداثها. بطبيعة الحال،  يتمتّع المنتج مروان حداد بحدس تجاه الأعمال الدرامية، أي أنه يعي كيفية اختيارها ومدى جذبها الجمهور.

هل ستؤخذ نقاط الضعف في الاعتبار لدى تنفيذ الجزء الثاني؟

صحيح أن بعض النقد يفتقر إلى معايير فنيّة موضوعية، إنما ثمة نقد بنّاء أيضاً يجب أخذه في الاعتبار لتصحيح ما يمكن في الجزء الثاني وتدارك أخطاء سابقة.

 

شخصية «فريد الأسمر» التي جسّدتها محورية وغيّرت مجريات أحداث الجزء الأول، فأي دور ستؤدي في الجزء الثاني؟

هذه الشخصية المحورية والمركّبة والنافرة ذات الحضور القوي والطاغي أثرت في الجمهور، وشكّلت ظاهرة في طريقة كلامها ومشيتها وحملها العصا. عملت على التفاصيل كافة في تركيبها وعشت إحساسها وشكلها. سيكون لها حتماً دور أساسي في أحداث الجزء الثاني، خصوصاً أن ثمة تحوّلا شهدناه في نهاية الجزء الأول، فهذا الأرستقراطي المتسلّط والمتعجرف الذي اعتاد الحصول على كل شيء بماله، لم يتقبّل أن ترفضه «قمر»، لكنه في مكان ما شعر بأنه بدأ يُغرم بها، وهذا إحساس جديد عليه، فوقع في صراع مع ذاته من جهة ومع «جهاد» زوج «قمر» من جهة أخرى ومعها هي لتقبل به.

كيف تحضّرت لهذه الشخصية غير النمطية؟

ليست شخصية مسطّحة بل ذات أبعاد، وهي لا تشبهني. قرّرت ألا تكون نمطية بل تطغى لديها السلطوية والكبرياء، لكن في داخلها يقبع إنسان ينتظر لحظة إحساس وحب. عملت على تفاصيل لغة الجسد أي طريقة الوقوف والسير والأكسسوارات التي أصبحت جزءاً من الشخصية. ليس «فريد الأسمر» شخصاً شريراً في المطلق، لذا كسب محبة الجمهور الذي رأى فيه رجولة وسلطة وشغفاً. منحته صورة الارستقراطي الراقي والمحترم غير المؤذي في سعيه إلى الحصول على ما يريد. عشقت هذه الشخصية واستمتعت بأدائها وبتفاصيلها وبإنضاجها، خصوصاً أن التصوير واكب فترة العرض، ما يعني أنني استفدت من آراء الناس وتعليقاتهم لتطويرها.

ما أهمية التفاصيل التي عملت عليها لجعل الشخصية حقيقية يصدّقها الناس؟

من غير المسموح ألا يعمل الممثل على تفاصيل أي شخصية يؤديها، لأن لكل إنسان تفاصيله الخاصة أي طريقة معيّنة في المشي والكلام والكتابة... بالتالي يجب أن تكون لكل شخصية تمثيلية تفاصيلها لتكون واقعية وحقيقية بنظر الجمهور.

ألا يحتاج ذلك إلى إلمام بالتقنيات الأكاديمية؟

نطالب دائماً بأن يكون الممثل المناسب في المكان المناسب. ثمة متخصصون في معهد الفنون وآخرون موهوبون من دون اختصاص طوّروا أداءهم التمثيلي،  يستطيعون بناء الشخصيات بتفاصيلها لإقناع الجمهور بها. يحتاج التمثيل إلى محترفين على غرار أي مهنة أخرى، وأنا متعصّب للأكاديميين بالدرجة الأولى، والموهوبين الذين طوّروا أنفسهم بالدرجة الثانية.

ليست المرة الأولى التي تقدّم دوراً مركّباً، لكننا شعرنا بأنه نقلة نوعيّة في مسيرتك.

صحيح، لأنه تزامن مع عرض مسلسل «قلبي دق» الذي قدّمت فيه شخصية مختلفة. قدّر الجمهور التغيير بين الشخصيتين والأداء، خصوصاً أن هذا المسلسل حقق لي انتشاراً ومحبة وتقديراً، ليضيف بعدها «فريد الأسمر» تقديراً أكبر لي كممثل، مشكّلا مفترق طريق في حياتي الفنية، كونه ليس دوراً سهلا بل حمّلني مسؤولية في اختيار العروض المقبلة. صحيح أننا لا نتلقى دائماً عروضاً مماثلة لكنني سأقدّم طبعاً أعمالا ذات حرفية وصدق واحترام النفس.

هل تشعر بمتعة أكبر حين تؤدي شخصية بعيدة كليّاً عن قناعاتك الحياتية ومبادئك؟

لا أنتمي إلى مدرسة الممثلين الذين تتعبهم الشخصية وترهقهم خارج إطار التصوير، لأنني أتركها هناك ما إن أغادر الموقع. طبعاً ثمة متعة في أداء شخصية بعيدة عنّا لأننا لا نختبرها في حياتنا العادية كما أننا نستطيع، من خلالها، الدخول إلى مساحات جديدة في التعبير. ليست المرة الأولى التي أؤدي فيها شخصية صعبة ومركّبة لكنني أصبحت أكثر نضجاً بعد تراكم الخبرات الحياتية.

ما دورك في المسلسل الذي يروي سيرة رئيس الوزراء الشهيد رفيق الحريري؟  

تجربة جميلة، نظراً إلى حرفية المنتج والمخرج نديم مهنّا ونص الكاتب شكري أنيس فاخوري، ولأنه مسلسل طويل يروي سيرة شخصية وطنية، بالتالي كانت المشاركة فيه مهمّة خصوصاً أنني أؤدي دوراً محورياً ومؤثراً في حياة الرئيس الشهيد. سأطل بشكل مختلف وشخصية بعيدة عن أعمالي السابقة. سيكون لهذا العمل وقعه الخاص على الساحة الدرامية وسيثير جدلا.

ما تفاصيل مسرحية «العائلة توت» التي ستعرضونها في المغرب؟

شاركت عبر الجامعة الأنطونية بمعية طلابي في نادي الدراما في «مهرجان المسرح الجامعي» الدورة 11 في مدينة «فاس» التاريخية في المغرب. وهذا اللقاء الثقافي العربي مهمّ خصوصاً للطلاب اللبنانيين الذين سيختبرون الاختلاط الثقافي مع طلاب من دول عربية عدّة. المسرحية كوميديا سوداء من إعدادي وإخراجي والنص للمجري اسطفان أوركيني.

ما أهمية هكذا مشاركة عربية للمسرح اللبناني؟

نحن موجودون بقوة على الخارطة المسرحية العربية، لأن ثمة مشاركة سنوية مهمّة لفرق مسرحية محترفة في مهرجانات مسرحية عربية، وهذا دليل على حضورنا الثقافي بمبادرات فردية على الصعيد العربي.

أطليت خلال رمضان الماضي في ثلاثة مسلسلات «قلبي دق» و{24 قيراط» و{درب الياسمين»، هل من عمل رمضاني مرتقب؟

كلا، لأنني انتهيت للتوّ من تصوير الحلقات الأخيرة من الجزء الأول لمسلسل «مثل القمر»، وأرغب في تسليط الضوء، في المدى القريب، على شخصية «فريد الأسمر»  خدمة للجزء الثاني من المسلسل.

انطلاقاً من خبرتك المهنية في إعداد الممثلين، ما أهمية توافر شخص مماثل أثناء التصوير؟

من غير المسموح عدم توافره في موقع التصوير، فإمّا يتولى المخرج هذا الدور إن كان متمكّناً أكاديمياً، أو يوكل إلى شخص آخر إدارة الممثل، فيضبط أداء الممثلين ويراقبهم.

تقديم البرامج

هل من مشروع مرتقب لتقديم البرامج؟

اشتقت إلى المحاور في داخلي، تراجعت في الفترة الأخيرة بسبب ضيق سوء العمل الإعلامي وضعفه. لكن لدي مجموعة من الأفكار التي يمكن تنشيطها في أي وقت لابتكار برامج.

 

هل يفتقد الإعلاميون إلى مهارات التواصل؟

مهمة المضيف هي الإضاءة على ضيفه لا أن يكون نجماً. لدينا مشكلة في ثقافة الحوار وثقافة الإصغاء. فنحن لا نصغي ونحاول كمقدمين أن نكون نجوماً، وهذه ليست مقاربتي وثقافتي، لأن مهمة المحاور الإضاءة على ضيفه وتقديم حلقة مفيدة  للناس تحترم عقولهم وذوقهم الفنيّ.

أي طابع يطغى على برامج اليوم؟

يمكن تشبيه الأمر بالفسيفساء. ثمة الجميل والضعيف والسخيف والسفيه الذي يميل الجمهور إليه، للأسف، إضافة إلى عرض الحياة الخاصة للفنان ونقاشها، وهذا أمر غير محبّذ لأن لا إفادة في طرح الحياة الخاصة والإشاعات بل يجب تقديم مادة راقية وحقيقية.

هل ينطبق هذا التوصيف على الدراما؟

حتى لو كانت الدراما تنقل قضايا واقعية تحوي بعضاً من الإسفاف، يجب تقديمها بطريقة راقية ومحترمة، أداءً وجوّاً، وإن كنا ننقل أبشع الشخصيات والمواقف الإنسانية. لأنه يجب الإضاءة على الوفاء والبشاعة برقي واحترام.

رغم أدوارك المركّبة والجميلة لم تنل بعد حظوظك الدرامية على صعيد النجومية.

أحوّل السؤال إلى المنتجين والمخرجين، طالما أنا موجود وطاقتي تتطوّر يومياً وظاهرة في أعمالي، وأتميز، بإجماع الناس، بصفات النجم والبطل الأول شكلا وأداء. سوق العمل ضعيف جداً ولا إنتاجات كبيرة وأعمالي المقبلة ستكون أهمّ.

back to top