اجتماع جديد للقوى الكبرى لمحاولة انقاذ محادثات السلام حول سورية

نشر في 17-05-2016 | 12:22
آخر تحديث 17-05-2016 | 12:22
No Image Caption
تحاول القوى الكبرى الثلاثاء في فيينا إعادة إطلاق مفاوضات السلام حول سورية التي اصطدمت على الأرض مؤخراً بانتهاكات للتهدئة وعرقلة ايصال المساعدات الإنسانية.

وبدأت المجموعة الدولية لدعم سورية برئاسة الولايات المتحدة وروسيا والتي تضم 17 بلداً، اجتماعها في الساعة التاسعة (7,00 ت غ) في العاصمة النمساوية.

وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن الأهداف الثلاثة المحددة للاجتماع هي «تعزيز وقف الأعمال القتالية وضمان ايصال المساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء البلاد وتسريع الانتقال السياسي».

واصطدمت جولات عدة من التفاوض في جنيف بالنقطة الأخيرة، وتنص خارطة طريق وافق عليها مجلس الأمن بعد اتفاق روسي أميركي، على انشاء هيئة حكم انتقالية سورية في الأول من أغسطس، لكن مراقبين يرون أن هذا الموعد غير واقعي.

وترى المعارضة السورية أن المرحلة الانتقالية يجب أن تستبعد الرئيس بشار الأسد، بينما تتمسك الحكومة بأن مصير الرئيس يقرره السوريون في صناديق الاقتراع.

وأكد وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير لدى وصوله إلى فيينا الأثنين أن «لا مستقبل مديداً لسورية بوجود الأسد»، وأضاف «لذلك يجب أن نناقش برعاية الأمم المتحدة وسائل إقامة حكومة انتقالية ووضع الأمور في المسار الصحيح».

وأكد مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية لصحافيين في فيينا أن «الهدف المحدد لشهر أغسطس هو وجود إطار متفق عليه من أجل انتقال سياسي».

وأضاف أن ائتلاف المعارضة السورية بدا أكثر انفتاحاً على أساليب التفاوض، بينما لم ينخرط نظام دمشق فعلياً مع إنه يؤكد رسمياً إنه يدعم المفاوضات، وقال أن «النظام غائب بكل بساطة وأعتقد أن هذا هو لب الموضوع».

وقال مصدر دبلوماسي فرنسي أن «روسيا وايران، بدعمهما السياسي والعسكري والمالي لسورية، تسمحان للنظام فعلياً بالبقاء على حاله وبعدم الدخول في مفاوضات».

ويشكل دور بشار الأسد موضوع الخلاف الرئيسي بين القوى الكبرى والإقليمية في مجموعة دعم سورية -- 17 بلداً وثلاث منظمات دولية -- بينها الولايات المتحدة وروسيا والسعودية وايران والاتحاد الأوروبي.

وتساند موسكو وطهران الجهد الدبلوماسي الذي تقوم به مجموعة دعم سورية لكنهما تقدمان في الوقت نفسه دعماً عسكرياً حاسماً للسلطات السورية على الأرض.

بعد

ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن وزير الخارجية سيرغي لافروف قوله الأثنين «ما زلنا بعيدين عن خط الوصول»، وأضاف «لكن إذا طبق كل ما تقرر برعاية المجموعة الدولية لدعم سورية ومجلس الأمن الدولي بنزاهة، فهناك فرصة قوية بألا يبقى الوضع على حاله».

ميدانياً، تتعرض هدنة بين النظام ومقاتلي المعارضة بدأ تنفيذها في نهاية فبراير الماضي بضغط روسي وأميركي، لانتهاكات متكررة ما تطلب اقرار تهدئة مرات عدة، لا سيما في حلب في شمال البلاد.

وانتهكت هذه الهدنة مجدداً الليلة الماضية، فقد قتل ثلاثة أشخاص بينهم سيدة وطفلة في قصف لقوات النظام على منطقة في حي السكري الواقع تحت سيطرة فصائل المعارضة، كما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.

في محافظة ادلب (شمال غرب)، قتل ثمانية أشخاص بينهم أربع سيدات وثلاثة أطفال في قصف لقوات النظام ليل الاثنين الثلاثاء على مناطق في بلدة بداما بريف جسر الشغور الغربي، ويسيطر تحالف من فصائل عدة أبرزها جبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة في سورية، على محافظة ادلب، ولا يشمل اتفاق وقف اطلاق النار جبهة النصرة وتنظيم داعش.

وحصلت ثلاث جولات من المحادثات السورية غير المباشرة برعاية الأمم المتحدة منذ مطلع العام الجاري في جنيف بدون أن تحقق أي تقدم، وعلقت آخر جولة في أبريل بسبب استئناف القتال في حلب.

وأوقع النزاع في سورية منذ مارس 2011 أكثر من 270 ألف قتيل وخلف دماراً هائلاً وأدى إلى نزوح نصف السكان داخل وخارج البلاد.

back to top