الجفاف الإثيوبي يهدد «هبة النيل» بالعطش
تحذيرات من انخفاض مخزون السد العالي وتوقعات بأزمة
حذَّر خبراء في موارد المياه من تقلص حصة مصر المائية من نهر النيل، خلال الفترة المقبلة، جراء موجة الجفاف القاسية التي تضرب إثيوبيا حالياً، ولم تشهد مثيلاً لها منذ نحو 50 عاماً على خلفية تراجع معدلات الأمطار، بسبب تغيرات مناخية.القلق المصري من احتمالات الشُح المائي، عزّزته تصريحات إعلامية أطلقها نائب رئيس الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي صلاح بيومي، الأربعاء الماضي، قال فيها إن «مصر ستواجه أزمة في المياه خلال الفترة المقبلة، وإن فيضان النيل العام الحالي كان الأقل على مدى 45 سنة مضت».
أستاذ المياه والتربة في جامعة القاهرة، نادر نورالدين قال إن مياه النيل الواردة إلى مصر من الهضبة الإثيوبية خلال العام المائي الحالي تشهد انخفاضاً إلى الثلث، بما يقرب من 60 مليار متر مكعب، مضيفاً لـ«الجريدة»: «إذا استمرت فترة الجفاف حتى أكتوبر المقبل وتزامن ذلك مع بدء ملء خزان سد النهضة، سيؤدي ذلك إلى انخفاض مخزون بحيرة السد العالي». فيما قال وزير الري الأسبق، محمود أبوزيد: «إذا امتدت موجة الجفاف حتى شهور الأمطار الرئيسية على الهضبة الإثيوبية من يوليو إلى أكتوبر، فسوف يؤثر ذلك على إيراد النيل الأزرق»، مشيراً إلى أن أي نقص في تدفقات الهضبة الإثيوبية سيؤثر بشدة على مخزون بحيرة السد العالي، لأن النيل الأزرق الذي ينبع من الهضبة الإثيوبية يمثل أكبر روافد نهر النيل ويسهم وحده في نحو 68% من المياه.بدوره، قال وزير الري الأسبق، محمد نصر علام، إنه عندما يحدث جفاف ينخفض معدل تدفق الأنهار الثلاثة «النيل الأزرق والسوباط وعطبرة» والتي تمثل مجتمعة نحو 85% من تدفق نهر النيل الوارد إلى مصر»، مضيفاً: السنوات المقبلة ستشهد فيضانات منخفضة، بما سيؤثر على مخزون السد العالي، وبالتالي تراجع قدرته على توليد الكهرباء، مؤكداً أن الأزمة ستتضاعف إذا بدأت إثيوبيا ملء سد النهضة خلال سنوات الجفاف.أما مستشار وزير الري الأسبق، نائب رئيس المركز القومي لبحوث المياه، ضياء القوصي، فقال إن هناك نتائج تترتب على موسم الجفاف الإثيوبي ولابد أن تستعد لها مصر، وأبرزها انخفاض مياه النيل، مضيفاً لـ»الجريدة»: «الجانب الإثيوبي سيضطر إلى مواجهة الجفاف، ما سيؤثر على تصرفات النهر، وسيؤدي إلى تحكم إثيوبيا في كميات المياه، لذلك لابد أن تصر مصر على تطبيق قواعد القانون الدولي بشأن الأنهار العابرة للحدود، واتفاقية الأمم المتحدة الموقعة عام 1972 وتم تفعيلها في 2014»، لافتاً إلى أنه في فترات الجفاف سيقوى الموقف الإثيوبي في التفاوض، بشأن سد النهضة.