خاض الفنان والإعلامي العُماني طالب البلوشي تجربته الأولى في مجال الإخراج المسرحي عبر العرض المونودرامي «هذه المدينة لا تحب الخضار».
قدمت فرقة مسرح «الدن» للثقافة والفن من سلطنة عُمان الشقيقة العرض الثاني عشر وقبل الأخير في مهرجان الكويت الدولي للمونودراما – دورة الفنان القدير سعد الفرج، بعنوان «هذه المدينة لا تحب الخضار»، من تأليف محمد الرحبي، وسينوغرافيا وإخراج طالب البلوشي وتمثيل: محمد الضبعوني.وتدور فكرة العرض حول «ثورات الربيع العربي»، مقتبسة من أرض الواقع، وتحديداً ما حدث لبائع الخضار المتجول محمد البوعزيزي، الذي أضرم النار في نفسه احتجاجاً على مصادرة البلدية لعربته التي يبيع من خلالها الخضار والفواكه لكسب رزقه، وللتنديد برفض سلطة المحافظة قبول شكواه على الشرطية، التي صفعته أمام الناس.ماهية الرمزية والسرياليةوفي العرض، يقحم بائع الخضار في تجسيد شخصيات مسرحية، حيث كان ضعيفاً أمام المقابل المادي، الذي عرضه عليه مخرج العمل، وهو بدوره لا يعرف ماهية الرمزية والسريالية، ولا التمثيل أيضاً.بائع الخضار المتجول، يتمرد على الربيع العربي والحالة الموجودة، رافضاً مبدأ «أحرق نفسك من أجل الوطن»، قالوا له ستصبح عرضنا وستحمل على الأكتاف، إذا ما أحرق نفسه أمام عربته، لكنه يرفض القيام بذلكن فما نفع البطولة حينما تتم المتاجرة به، فثمة أناس يريدون ألا يتوقف العرض، سواء استمر الربيع أم توقف، فهناك أياد تحرك تلك الحالة.يتمرد بائع الخضار على ما حدث سالفاً وعلى الوضع الراهن، إضافة إلى ما سيحدث مستقبلاً، فالعرض مستمر، وهو ليس من صنعه، فليست أي سيطرة أو قوة أو حكم على إيقافه، فالكل ضحايا، ولعبة الخضار هنا تتحدث عن التضاد بين اللونين الأبيض والأسود، كما أن لألوان الخضار مدلولات كثيرة، فلون الخيار الأخضر مثل الأرض التي يحبها، والطماطم جنون أحمر.الشعارات الكاذبةلقد زُج به في لعبة التمثيل التي لا يجيدها، ولا علاقة له بالسياسة فهو مجرد بائع خضار، لكنه تورط، لينهي العرض بالقول إنه يحب النور، ولا يحب الفساد ولا النفاق، ينادي بعدم تصديق الشعارات لأنها كاذبة، فينسحب من اللعبة، التي زج فيها، مفاخراً بوطنيته وعروبته.أظهر هذا العمل إمكانات وقدرات جيدة لدى الممثل محمد الضبعوني، إضافة إلى حضوره الكوميدي الجميل، كما كسبنا طالب البلوشي مخرجاً استطاع أن يقدم رؤية جميلة لولا بعض الهنات في المؤثرات البصرية، وفي ملء الفضاء المسرحي، يمكنه تفاديها أثناء عرضها في المرة القادمة.
توابل
«هذه المدينة لا تحب الخضار»... مونودراما ترصد الربيع العربي
24-04-2016