تلقى تنظيم القاعدة باليمن ضربة موجعة، وخسر 800 من عناصره وسط حملة غير مسبوقة يشنها الجيش اليمني والقوات السعودية والإماراتية المنضوية ضمن تحالف إعادة الشرعية، في حين تواصلت مفاوضات السلام بين الحكومة اليمنية والوفد المشترك لـ«أنصار الله» وحزب «المؤتمر» برعاية الأمم المتحدة في الكويت لليوم الخامس على التوالي.

Ad

أسفرت حملة مشتركة، للقوات الحكومية اليمنية المدعومة بقوات برية وغطاء جوي، من قبل التحالف الذي تقوده السعودية، لمطاردة واقتلاع تنظيم «القاعدة» من جنوب اليمن عن مقتل 800 من عناصر التنظيم المتطرف في غضون 12 ساعة.

وفي إعلان هو الأول من نوعه، أفادت وكالة الأنباء السعودية الرسمية، أمس، بمشاركة قوات برية خاصة سعودية وإماراتية تشارك ضمن «تحالف إعادة الشرعية» في قتال المتطرفين باليمن.

ونقلت «واس» عن قيادة التحالف أن العملية التي انطلقت أمس الأول «أسفرت في ساعاتها الأولى عن قتل 800 من عناصر «القاعدة» وعدد من قياداتهم وفرار البقية منهم».

وأوضح التحالف أن العملية تأتي «في إطار الجهود الدولية المشتركة لهزيمة التنظيمات الارهابية في اليمن ودعم الحكومة اليمنية الشرعية لبسط نفوذها وسيطرتها على المدن اليمنية التي سقطت تحت سيطرة تنظيم القاعدة، وأهمها مدينة المكلا التي تعد معقل التنظيم».

وتعد عملية التحالف الجديدة، التي استفادت من سريان اتفاق وقف إطلاق النار مع المتمردين الحوثيين، الأكبر ضد عناصر التنظيم المتطرف منذ بدء التحالف في مارس 2015، تدخله لدعم الرئيس عبدربه منصور هادي ضد المتمردين الحوثيين وحلفائهم الموالين للرئيس السابق علي صالح.

تقدم وتحول

وتمكنت القوات المشتركة، أمس الأول، من استعادة المكلا مركز محافظة حضرموت، والتي سيطر عليها تنظيم القاعدة في أبريل 2015 وفرض قوانينه بشكل صارم على سكانها، ودمر مزارات ومواقع أثرية فيها.

وذكر مسؤول عسكري يمني أن القوات دخلت وسط مدينة المكلا دون مقاومة من مقاتلي «القاعدة» الذين انسحبوا غربا في اتجاه صحراء حضرموت ومحافظة شبوة المجاورة لها.

وأوضح المسؤول الذي طلب عدم كشف اسمه، أن سكان المكلا المقدر عددهم بمئتي ألف طلبوا من الجهاديين تجنيب المدينة دمار المعارك.

وإضافة إلى استعادة المدينة، أوضحت مصادر عسكرية يمنية أن القوات المهاجمة تمكنت من استعادة مطار الريان في المكلا، ومعسكر للقاعدة قريب من المدينة، وميناء الضبا النفطي الذي يعد أكبر مرفأ نفطي في البلاد  شرق حضرموت. ويمثل هذا التقدم الخاطف تحولا في استراتيجية التحالف الذي تقوده السعودية التي تركز منذ عام على الحوثيين المدعومين من إيران، والذين يسيطرون على العاصمة صنعاء، بعد أن أخرجوا الحكومة منها.

وفي وقت سابق، حققت القوات الحكومية بدعم من التحالف تقدماً على حساب «القاعدة»، ونجحت في تطهير مديرية المنصورة بعدن من عناصره وتقدمت باتجاه مدينة زنجبار عاصمة محافظة ابين.

وبدأ التحالف في مارس الماضي للمرة الأولى باستهداف معاقل للجهاديين في عدن التي باتت لها رمزية محددة، لكون الرئيس هادي أعلنها عاصمة مؤقتة للبلاد بعد سقوط صنعاء.

مفاوضات الكويت

في موازاة ذلك، تواصلت مفاوضات السلام اليمنية التي ترعاها الأمم المتحدة بالكويت أمس بعد يوم من تلويح الوفد المشترك لجماعة «أنصار الله» الحوثية وحزب «المؤتمر الشعبي» بالانسحاب.

وكان وسيط الأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ قال في وقت متأخر مساء أمس الأول: «لا شك في أن هناك فروقات كبيرة في وجهات النظر، إلا أن إجماع المشاركين على إحلال السلام يجعل التوصل إلى الحل ممكنا» بين حكومة الرئيس هادي، والمتمردين الحوثيين وحلفائهم الموالين للرئيس السابق علي صالح.

ولم تحقق المباحثات التي بدأت الخميس الماضي بعد تأخير امتد ثلاثة أيام، أي تقدم جدي حتى الآن. ولايزال الطرفان يبحثان في سبل تثبيت وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في البلاد منتصف ليل 10-11 الجاري، إلا أن خروقات عدة شابته من جانب الطرفين.

واتفق الجانبان على تكليف مسؤول من كل طرف تقديم اقتراحات حول تثبيت وقف النار. ويصر الوفد الحكومي على ضرورة أن يشمل وقف النار خطوات لبناء الثقة، مثل فتح ممرات آمنة إلى كل المناطق المحاصرة والإفراج عن المعتقلين السياسيين والمحتجزين.

كما ترى الحكومة أن المباحثات يجب أن تستند إلى قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 الذي ينص على انسحاب المتمردين من المدن التي سيطروا عليها وتسليم أسلحتهم الثقيلة.

وكان انطلاق المباحثات أرجئ 3 أيام بعد امتناع وفد المتمردين بداية عن الحضور الى الكويت، معللين ذلك بمواصلة القوات الحكومية والتحالف خرق وقف إطلاق النار. إلا أن المتمردين عادوا وأبدوا موافقتهم على الانضمام للمباحثات، بعد إعلانهم تلقي ضمانات باحترام الهدنة.

هدنة جوية

من جهته، وصف رئيس وفد التفاوض الحكومي وزير الخارجية، عبدالملك المخلافي، عبر صفحته على «فيسبوك»، المباحثات بأنها «عقيمة»، لكنه شدد على تمسك حكومته بخيار السلام.

وقال المخلافي، إن «الحوثيين لا يريدون إلا وقفا لإطلاق النار من الجو فقط، لكي يخلو لهم الأمر لقتل العزل، مثلما يحدث في تعز، التي لاتزال تتعرض للدمار والحصار».

واتهم المخلافي الحوثيين بـ»المناورة» خلال 5 أيام من المفاوضات، وقال: «رفضوا اقتراحنا الذي أيده المبعوث الأممي بإصدار بيان يؤيد حملة الحكومة ضد تنظيم القاعدة، وتراجعوا عن مقترحهم الذي وافقنا عليه بالإفراج عن المعتقلين، ورفضوا الدخول في نقاش بشأن جدول الأعمال».

خيار عسكري

من جهته، حذر المتحدث باسم تحالف إعادة الشرعية العميد الركن أحمد عسيري والوفد المشترك مما اعتبره «مراوغة لكسب الوقت».

وقال عسيري: «إما أن هناك قرارا أمميا يجب أن يطبق ويحترم، أو أننا نعيش في عالم من الفوضى، ويجب أن يترك للخيار العسكري حسم الأمور على الأرض».

هدوء حدودي

إلى ذلك، عاد الهدوء إلى محافظات جازان السعودية بعد يوم من سقوط 4 قذائف في منطقة صامطة الحدودية مع اليمن.

(الكويت، عدن - أ ف ب، رويترز، د ب أ، يمن برس)