نقيب الصحافيين الأسبق لـ الجريدة•: الصراخ وضعف القيادة ضاعفا الأزمة

نشر في 06-05-2016 | 00:01
آخر تحديث 06-05-2016 | 00:01
No Image Caption
«الملك عبدالله حث مبارك على رد الجزيرتين وكان رده: لا تحرجني الآن... والحكومة أخطأت بإخفاء الاتفاقية»
اتهم نقيب الصحافيين الأسبق، مكرم محمد أحمد، مجلس نقابة الصحافيين المصريين، بأنه يقف وراء تصاعد الأزمة بين النقابة ووزارة الداخلية، أخيراً، بسبب ضعفه واعتماد بعض أعضائه على الصراخ و«الشللية». وأضاف مكرم ـ خلال حوار مع «الجريدة»، أن ملكية جزيرتي تيران وصنافير تعود للجانب السعودي وفقاً للوثائق الموجودة حالياً، وهي قناعة يعرفها جيله... وإلى نص الحوار:

• كيف رأيت حصار النقابة واقتحامها من قبل قوات الأمن؟

ـ العلاقة الحالية بين الأمن ونقابة الصحافيين تتمثل في محاولة طحن الطرفين لبعضهما البعض، والذي لا شك فيه أن استهداف النقابة، يمثل صدمة كبيرة تعكس ضعف القيادة الداخلية للجماعة الصحافية، لأسباب كثيرة، أولها أنها أصبحت مجموعة من «الشللية» لا تعبر عن جموع الصحافيين، وأصبحت ردود الأفعال لا تتعدى الصراخ، لذلك من الضروري أن ترى قوات الأمن موقفا قويا من مجلس النقابة يستند إلى إجماع قوي للصحافيين حتى لا تتكرر هذه الممارسات التي تحمل وراءها استهانة صريحة بالنقابة وجموع الصحافيين، وتقديم البلاغات ضد وزير الداخلية لا يكفي لرد الاعتبار.

• هناك تراجع للحريات وغياب للمهنية تبدو كما لو كانت بسبب ضغوط الأجهزة الأمنية؟

ـ مع الأسف، الأمن يورط نفسه في معارك لن يجني من ورائها سوى التوتر، في ما يتعلق بالحريات، وأنا أرى أن الرئيس السيسي، يعود بنا إلى عصر صحافة الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر، بأن يجعل كل منابر التعبير عن الرأي تأخد شكلا شمولياً، وهو أمر مستحيل، حيث إن مصر أصبحت أوسع كثيرا من أن يتحكم فيها فرد واحد، ولم يعد في وسع السيسي أن يحشد جميع الأصوات لتأييده.

• كيف تقيم الأداء المهني للصحافي والإعلامي الآن؟

ـ أنا ضد دمج الإعلام والصحافة معا، وأسوأ ما حدث أن تخرج علينا نقابة الصحافيين بقانون يدمج الإعلامي والصحافي في قانون واحد، نظرا لاختلاف الوظيفة جملة وتفصيلا، ومشكلة الأداء الإعلامي تحديدا أن أغلب الإعلاميين يحاولون إثارة البلبلة والفرقة الإعلامية سعيا للشهرة، أما الصحافة فعلى القائمين عليها إعادة هيكلتها من الداخل أولا.

• ماذا عن التظاهرات التي احتجت على توقيع اتفاقية «تيران وصنافير»؟

ـ تلك التظاهرات غرضها الحقيقي ليس الاحتجاج على الاتفاقية المصرية - السعودية حول استرداد تيران وصنافير للجانب الثاني، بل هي تظاهرات في باطنها نوع من الثأر بين الجهات التي دعت للحشد وبين قوات الأمن، ومن قادوا تلك التظاهرات كان أبرزهم حركة ٦ أبريل، الاشتراكيين الثوريين، وفلول الإخوان، وبالطبع الجميع رأى الحشد الهزيل الذي برروه بضخامة حشود الشرطة، ولكن السبب الحقيقي وراء فشل تلك التظاهرات هو وضوح الحقيقة يوما بعد يوم.

• هل تعتقد أن الجزيرتين مصريتان؟

ـ الخطأ الأكبر للحكومة أنها أعطت الفرصة لمجموعات هدفها تخريب الدولة وإثارة الشغب، بسبب عدم الإفصاح عن الاتفاقية مسبقا، مما أثار المفاجأة والغضب، لكن جيلي بأكمله يعرف أن تيران وصنافير سعوديتان منذ أكثر من 70 عاماً.

• هناك من قال إن الرئيس الأسبق حسني مبارك رفض تسليم الجزيرتين للسعودية؟

ـ لم يحدث مطلقا، وما حدث تحديدا ولم يتم نشره مسبقا على لسان مدير المخابرات المصرية آنذاك، أن مبارك حاول المماطلة في تسليمهما، والقصة المنشورة تقول إن الملك عبدالله، بعث رسالة إلى مبارك يستحثه فيها الرد على ترسيم الحدود لاسترداد الجزيرتين، فرد مبارك قائلا: «لا تحرجني الآن»، وهكذا تم إغلاق الملف تماما.

• كيف استطاع النظام الحالي تمرير اتفاقية تيران وصنافير، رغم ما أثير عليها من جدل؟

- الاتفاقية تم تعليقها منذ عهد الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر، كيدا في الطرفين الإسرائيلي والسعودي، بعد أن أكد وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك بالوثائق أن الجزيرتين سعوديتان، حينها وعدت السعودية الجانب الإسرائيلي بأن تسلمها للجزيرتين لن يمس أمن وملاحة إسرائيل، لذلك الحديث عن أن تيران وصنافير مصريتان غير حقيقي، خاصة أن «الخارجية» المصرية وجهت مجهوداتها للبحث عن أي وثائق تؤكد ملكية مصر للجزيرتين ولم يجدوا ما يثبت ذلك، وفي مصر يوجد الخطاب الأصلي للملك فاروق والملك عبدالعزيز، يشار فيه إلى ملكية الجزيرتين للجانب السعودي.

• إذن بم تفسر وجود القوات المصرية على أرض تيران وصنافير، سنوات طويلة؟

ـ القوات المسلحة المصرية بقيت على الجزيرتين ٦٧ عاما لحمايتهما، بسبب أن مضيق جزيرة تيران يقع في منطقة شاطئ سيناء، ولكن الجزيرة تقع في منطقة مياه دولية بين الحدود السعودية والإسرائيلية، وحماية القوات المسلحة للجزيرتين كجزء أصيل من أمن مصر لا تعطينا الحق بأن ننتزع ملكيتهما من السعودية، لأنها مجرد وديعة حافظت مصر عليها، وآن الأوان لرد الوديعة.

back to top