قد يكون فيلم Viva نسخة مقنّعة منRocky  لكنه نقل أحداثه إلى هافانا. يبدو الفيلم معلّباً لكنّ أسلوبه فاعل على نحو مفاجئ لأن المخرج بادي بريثناش وكاتب السيناريو مارك أوهالوران لا يغلّفان واقع الحياة على الجزيرة.

Ad

يجسد كل من المخرج بادي بريثناش وكاتب السيناريو مارك أوهالوران الطبيعة القاسية لحياة الشخصيات في قصةRocky : تتطابق الرؤية الإيرلندية بشكلٍ غير متوقع مع كوبا (طرحت إيرلندا الفيلم كعمل مرشّح لحفل جوائز الأوسكار في عام 2015).

كانت قصة خيسوس (هيكتور ميدينا)، شاب مثلي يتخلى عن أحلامه بالغناء لإرضاء والده الصارم (خورخي بيروغوريا)، لتتحول في أي فيلم آخر إلى حكاية عن خوض مراحل انتقالية في الحياة. لكن في Viva، تحمل مشاكل خيسوس معنىً إضافياً: كان تقديم عرض ثابت في نادٍ ليلي، حيث يكون معظم العملاء من السياح الأثرياء، وسيلة للصمود أو خياراً مختلفاً عن جني المال من تصفيف الشعر أو الاضطرار أحياناً إلى الجوء إلى الدعارة.

لا يكتفي بيروغوريا، نجم فيلم Strawberry and Chocolate (الفراولة والشوكولاتة) الذي ترشّح لجوائز الأوسكار، والممثل الشاب الجذاب ميدينا، بأداء دور أب وابنه يخوضان صراعاً مستمراً، بل إنهما يعكسان أيضاً الاختلافات بين الأجيال والمواقف الشائعة تجاه كوبا في حقبة ما بعد الثورة. يقول الأب، ملاكم سابق خرج للتو من السجن، إنه يحلم بمغادرة الجزيرة كل يوم. أما الابن الذي لم يعرف شيئاً إلا الفقر، فيقول إنه لم يفكر يوماً بالعيش في مكان آخر. فقد تعلّم أن يتكيّف مع ظروفه.

تم تصوير فيلم Viva في موقع خاص كشف عن جانبَي كوبا: الفساد القذر في الأحياء الفقيرة والمواقع الجاذبة للسياح. يعجّ الفيلم بعوامل ترضي المشاهدين، لكنه لا يتجاهل الجانب المظلم الذي يشكّل جوهر القصة. يَعْلق خيسوس في شدّ حبال بين والده البيولوجي الذي يريد إجباره على قمع طبيعته والنجم «ماما» (لويس ألبيرتو غارسيا) الذي يشجّع خيسوس على الإصغاء إلى قلبه. لكن يؤدي تحوّل ميلودرامي إلى إنهاء ذلك الصراع بطريقة متوقعة. يبدو الفيلم فظاً لكن بأسلوب فكاهي وظريفاً على نحو مفاجئ أحياناً. وعلى عكس أفلام كثيرة صُوّرت في كوبا، لا يتجاهل Viva شخصياته للتركيز في السياسة.