هل يمكن اعتبار شخصية {ميمو} في مسلسل {سمرا} نقلة نوعيّة لك أداءً؟
إنها إحدى أصعب الشخصيات التي أديتها حتى الآن لأنها نقيضة شخصيتي الحقيقية. منذ قرأتها على الورق تخيّلت تعابير وجهها التي توحي بالغباء والبساطة، وهي التي تصدّق كل ما يُقال لها. فضلاً عن أن تعبيرها الدائم بالوجه وبحركات الجسد منهك جداً. كذلك شعرت بضغط نفسي كبير خلال تصوير مشهد اغتصابها من صديقيْ حبيبها، وكان مشهداً شبيهاً باغتصاب {فاطمة} في المسلسل التركي. كذلك تلقيت صفعات حقيقية على وجهي خلال التصوير ووقعت مراراً على الأرض، ما إضطرنا إلى الانتظار قليلاً حتى يخفّ الورم في يدي قبل استئناف التصوير.نشرت كتاباً عن تعنيف المرأة، فكيف تصفين تصوير مشهد اغتصاب جماعي؟مهما تأثّرنا بقراءة قصص عن تعنيف المرأة أو مشاهدة هكذا حالات عبر الشاشة، لا يضاهي ذلك قساوة الموقف في الحقيقة، لقد تعبت نفسياً كثيراً في أثناء التصوير. مع الإشارة إلى أن هذا المشهد مهمّ جداً لأنه سيغيّر مجرى حياة {ميمو} التي تتحوّل إلى امرأة قوية تعمل في الدعارة للانتقام من نفسها.نوّعت في الشخصيات رغم أعمالك القليلة، إلام تعزين ذلك؟أعزو ذلك إلى الفرص الجيّدة التي أتيحت لي وإلى الانتقائية في خياراتي كوني لم أبحث عن مساحة الأدوار بل عن نوعيّتها واختلافها عن أدواري السابقة والتحدي الذي تضعني أمامه وقدرتها على التأثير في الشخصيات الأخرى وفي أحداث المسلسل. إلى ذلك أقرأ النصّ كله قبل الموافقة على العرض لأعرف المسار الدرامي لشخصيتي في العمل.هل تعوّضين من خلال أدوارك المركّبة عدم تخصصك الجامعي في التمثيل؟ثمة أمران مهمّان في التمثيل، الشغف والإحساس. إنها موهبة ربّانية لا تحتاج إلى تقنيات، بل إلى الإحساس أولا للقدرة على التعبير بشكل يخرق الحاجز بيننا وبين الناس. أعمل على تحسين مخارج الحروف والإلقاء، وقد ساعدتني الممثلة القديرة منى واصف خلال تصوير {سمرا} لأنها كانت تلاحظ الهفوات وتطلب إعادة التصوير. ألا تشعرين بضرورة مشاركتك في ورش تمثيل بهدف التطوير؟طبعاً، سأستفيد من وجود المدرّب المصري الذي سيُعنى بتدريب الفنان سعد لمجرد في أثناء تصوير مسلسل {بيانو}. لم أشعر حتى الآن بضرورة خضوعي لورش تدريب في هذا الإطار لأنني أؤدي وفق رأي متخصصين بعفوية من دون تصنّع، وأعزو ذلك إلى أنني عندما أقرأ دوري أعيش الشخصية بكل صدق حتى تصبح جزءاً منّي.فيلم قصيرما دورك في الفيلم القصير «أعمى الكاتدرائية» الذي سيشارك في مهرجان «كان»؟إنه فيلم قصير عن الحرب الأهلية مقتبس من رواية فرنسية كتابة فرج الله حايك وإخراج نادين الأسمر. أؤدي شخصية فتاة مراهقة مسلمة ( 14 عاماً) تمرّ يومياً أمام كاتدرائية فتُعجب بشاب مسيحي أعمى يعيش هناك. شاءت المصادفات أن يتزامن مرورها مع اندلاع الحرب الأهلية فيمضيان معاً يومين في عليّة الكاتدرائية. حاولت حمايته عبر نقله إلى مكان إقامتها مع عائلتها لكنها لم تستطع كونه مسيحياً، فقررت إحضار والدها لمساعدتها، إنما ما إن ابتعدت عن المكان حتى سمعت خلفها طلقة نارية لتكتشف أنهم قتلوه.ما أهمية مشاركته في مهرجانات عالمية منها «كان»؟لم أتوقع مشاركته في مهرجانات مثل هوليوود وسان فرنسيسكو والأردن وكندا والصين. يحلم أي ممثل في الذهاب إلى «كان»، لذا أعتبر أنني حققت حلماً من خلال هذا الفيلم القصير على أمل مشاركتي مستقبلاً بفيلم طويل.هل يحمّلك ذلك مسؤولية أكبر تجاه خياراتك الفنيّة؟لكل إنسان طموحه، وطموح أي ممثل الوصول إلى هوليوود. أحد لا يعرف من أين تأتيه الفرص في الحياة. ما دمت استطعت بهذه الفترة القصيرة مهنيّاً الوصول إلى {كان} ربما أتعرف هناك إلى أناس مهمّين يؤمنون لي فرصاً جديدة نحو هوليوود. أمّا بالنسبة إلى خياراتي، فأنا أختار بدقّة دائماً لأنه ممنوع بعد بطولة {علاقات خاصة} العودة إلى الوراء.ما رأيك بالمستوى السينمائي اللبناني؟نتطوّر سينمائياً بفضل كمية الإنتاج التي تنّمي لدى الجمهور حسّ الاختيار ما بين العمل الجيّد والسيئ. صحيح أن النوعية متفاوتة إنما ثمة إنتاجات تتحسّن من عام إلى آخر وكلما زادت كمية الإنتاج تطوّرنا بتفادي الأخطاء السابقة على أمل تحقيق الصناعة السينمائية. من الطبيعي أن أطمح إلى الظهور عبر الشاشة الكبيرة إنما في عمل يشبهنا وذات مستوى.مسلسلانما تفاصيل مسلسل «المحرومين»؟المسلسل من كتابة غريتا غصيبة وإخراج فؤاد سليمان والبطولة لثنائيتين ولم تتحدد هوية الجميع بعد. لا يمكننا البوح بتفاصيله لأننا لم نبدأ التصوير بعد. لكن يمكن القول بأن دوري مختلف جداً عن أدواري السابقة. يطرح هذا العمل القضايا بطريقة جديدة تشبه واقعنا وحياتنا اليومية، وهو أمر مهمّ لأنه يعرّف الجمهور العربي إلى عاداتنا اليومية وحياتنا الاجتماعية بصدق وواقعية بدلاً من إظهار الشقق الفخمة والسيارات الفارهة التي توحي وكأن المجتمع اللبناني بأسره غني.لماذا تطغى برأيك الأعمال المنفصلة عن مجتمعنا عن تلك التي تحاكي الشارع اللبناني بعمقه؟تنقصنا النصوص الجيّدة لأن النصّ هو الأساس. للأسف، نرى شخصيات وأحداثاً غير مترابطة في بعض الأعمال كما نسمع حواراً غريباً عن لغتنا اليومية.حقّق معظم الممثلين اللبنانيين انتشاراً عربياً ولديهم جمهور عربي واسع، فما الذي يحول دون عرض أعمالنا المحلية عبر الفضائيات؟علمت أن ثمة تواصلاً بين المنتج زياد الشويري ومحطة فضائية عربية لبيع «المحرومين» على أساس أن يضم الممثلين اللبنانيين الذين حققوا انتشاراً عربياً من خلال الأعمال العربية المشتركة. لذا لم يعد لدينا هاجس عدم تسويق العمل اللبناني عربياً، لكن التسويق لا يزال خجولاً.ما الجديد في مسلسل {بيانو}؟سيكون من بطولة الفنان سعد لمجرد الذي أظهر في كليباته أنه يتمتع بحسّ التمثيل، خصوصاً أن لديه حضوراً قويّاً أمام الكاميرا. العمل كتابة باسم طه ونور الشيشكلي، وهو سيشكّل نقلة نوعية على صعيد الإنتاج اللبناني الصرف، كونه يضم ممثلين من مختلف الدول العربية. فضلاً عن أن دوري سيكون شريراً ومختلفاً جداً عن شخصياتي السابقة.صحيح أنه ليس الفنان الأول الذي يؤدي بطولة مسلسل درامي، إنما ما أهمية مشاركته على صعيد الترويج للمسلسل؟إنه فنان محبوب لديه جمهور عربي واسع، وما دام هذا العمل هو مسلسله الدرامي الأول أعتقد أن الجمهور سيكون فضولياً لمتابعته.ليست تجربتك الدرامية الأولى إلى جانب بطولة فنّان، فهل تسرق نجوميته الأضواء عن سائر الممثلين؟أبداً. لا أظنّ أن أحداً يستطيع التعتيم بنجوميته على الآخرين لأن لكل شخص أسلوبه ودوره في العمل. من جهة أخرى، أرى أن مشاركته في هذا العمل ستقدّمني إلى جمهوره الواسع لأنه بطبيعة الحال أكثر انتشاراً منّي عربياً.أعمال مشتركة... ومحليةثمة شركات إنتاج محلية تُنفّذ أعمالا عربية مشتركة بكلفة أكبر بكثير من إنتاج عمل محلي صرف، كيف تفسرين ذلك؟يفكر المنتج دائماً بمبدأ الربح والخسارة، لذا عندما ينفّذ عملاً محلياً يفكر بالمخاطرة وبعملية البيع للمحطات الأرضية، بينما تسويق العمل العربي المشترك عربياً يردّ كلفة الإنتاج الضخمة ويؤمن له الربح الإضافي. لذا أتمنى أن تُفتح الأبواب أمام العمل المحلي عربياً لأنه سينعكس حتماً على نوعية الإنتاج المحلي.هل أنت مقتنعة بما قدّمت حتى الآن؟طبعاً. أعتقد أنني أسير على الخط الصحيح. لم أقدّم كلّ ما أصبو إليه لكنني أطمح بتحقيق كل ما أتمناه.تعاونت مع مخرجين كثيرين، فكيف يتميّز كل منهم؟لكل مخرج أسلوبه الخاص في التقطيع الدرامي، لكنني ارتحت كثيراً مع رشا الشربتجي كونها من المخرجين الذين يديرون الممثل في موقع التصوير، أي أنها تتابع أداءه وتبدي الملاحظات. بالتالي، يكفي أن أكون حافظة للحوار حتى أسلم نفسي لها لأنني أثق بأنني سأقدم بمعيّتها أداءً متكاملاً. نعتبر رشا وأنا أننا فريق عمل، من ثم سنكون معاً في كل تعاون جديد.هل تعتبرين أن المسلسل اللبناني مقبرة للممثل أو ركيزة انطلاقته؟هو ركيزة دائمة لانطلاقته لأنه إذا لم يكن معروفاً في وطنه ونجماً فيه لن يقدّروه في الخارج. شخصياً، لا أبحث عن الماديات. إذا عُرض عليّ عمل عربي مربح مادياً وفي الوقت نفسه دور محلي جميل ببدل مادي ضئيل لكنه يلّبي طموحاتي الفنيّة، عندها أختار العمل المحلي.
توابل
الممثلة اللبنانية آية طيبة: حقّقت حلم «كان» تمهيداً لهوليوود
18-05-2016