ترامب وكلينتون يتأهبان للمواجهة المباشرة في السباق الرئاسي

نشر في 28-04-2016 | 00:03
آخر تحديث 28-04-2016 | 00:03
• الملياردير الشعبوي يعتبر نفسه «مرشحاً طبيعياً» للجمهوريين ويتهم منافسته باللعب بـ «ورقة المرأة»

• وزيرة الخارجية السابقة تكثف الحديث عن وحدة الديمقراطيين وساندرز لن ينسحب رغم اضمحلال فرصه
بات الطريق أمام هيلاري كلينتون ودونالد ترامب للتنافس مباشرة على الدخول إلى المكتب البيضاوي معبداً بالكامل، بعد «الثلاثاء الكبير» الرابع في الانتخابات التمهيدية الحزبية، حيث بدا المرشحان يتأهبان للمعركة الرئاسية، مع تصاعد حدة الاشتباك السياسي بينهما، وسط توقعات بأن تزداد المعركة حماوة. 

بعد "الثلاثاء الكبير" الرابع الذي شهدته الانتخابات التمهيدية في السباق الرئاسي الاميركي أمس الأول في 5 ولايات، تأكد أن الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية هيلاري كلينتون أصبحا المرشحين "مبدئياً" إلى السابق الرئاسي عن الحزبين، فيما بدا واضحاً أن المتنافسين الآخرين من الحزبين باتوا أكثر إصراراً على مواصلة معركتهم، بغض النظر عن عدد المندوبين الذين حصلوا عليهم.

والكل بات يراهن على ما يمكن أن يجري خلال مؤتمري الحزبين الجمهوري في كليفلاند في ولاية اوهايو، أو الديمقراطي في فيلادلفيا في ولاية بنسلفانيا في يوليو المقبل، رغم اختلاف الأجندات والتطلعات، فضلا عن التوقعات، ورغم أنه لا أحد يتوقع مفاجآت مزلزلة خلال المؤتمرين تغير المسار الذي تمكن ترامب وكلنيتون من رسمه بأصوات الناخبين.

الجمهوريون

الملياردير دونالد ترامب، الذي اكتسح بشكل كبير الولايات الخمس التي جرت فيها انتخابات أمس الأول في بنسلفانيا وميرلاند وديلاور وكونيتكت ورود ايلاند، محققا نسباً لم تقل في ادناها عن 55 في المئة من أصوات الناخبين، رفع عدد مندوبيه الى 951، فيما حصل كروز على مندوبين وبات لديه 561 مندوبا وكايسك على أربعة، ليرفع عدد مندوبيه الى 151.

إلا أن معركة ترامب لن تحسم طالما بقي عاجزا حتى اللحظة عن الحصول على 1237 الرقم السحري للفوز بترشيح الحزب الجمهوري. وهو يستعد لخوض مواجهة سياسية شرسة، ليس مع منافسيه تيد كروز وجون كايسك، بل مع قيادة الحزب التي لاتزال عاجزة عن عقد اتفاق واضح وصلب معه حول "رئاسته" والمشاريع والبرامج التي يعد لها.

استطلاعات رأي الناخبين الجمهوريين الذين أدلوا بأصواتهم في الولايات الخمس، أظهرت أن أكثر من 65 في المئة منهم يدعمون تسمية المرشح الذي يحتل المرتبة الأولى في عدد المندوبين، حتى لو لم يحصل على "الرقم السحري" أعلاه.

هذا المؤشر يعتبره البعض نقطة قوة رئيسية يسعى ترامب لاستثمارها في مؤتمر الحزب، خصوصا انه بدأ يعمل على تعزيز اتصالاته بالمندوبين المحسوبين على منافسيه المنسحبين أو على أولئك الذين يحتفظون بخياراتهم للمؤتمر.

ترامب اعلن بشكل واضح في خطابه بعد فوزه يوم الثلاثاء انه لم يعد يؤمن بأن مؤتمر الحزب هو الذي سيمنحه شرف التسمية مرشحا رئاسيا، بعد ان نال دعم القاعدة الحزبية .

ويدرك أيضاً ان استمرار كايسك مثلا في المعركة لم يعد له معنى انتخابي، بقدر ما هو جزء من المعركة التي يخوضها مع قيادة الحزب، في الوقت الذي يراهن فيه كروز على إدارة لعبة انتخابية وصفها ترامب بالرخيصة ولا تليق بالحزب الجمهوري، وتسعى الى خداع ملايين اصوات الناخبين الذين منحوه تأييدهم.  

كروز وكايسك حاولا عقد تحالف "الأضداد" لهزيمة ترامب أو على الأقل لمنعه من الفوز في الثلاثاء الرابع الكبير، لكنه لم يصمد اكثر من 24 ساعة، بعدما ظهر لكروز أن هذا التحالف سيكون على حسابه. وهو ما حصل على أية حال حيث اصيب بهزيمة مدوية خصوصا، وحل ثالثاً بعد كايسك.

خطاب فوز ترامب

وقال ترامب لدى إلقائه خطاب الفوز إنه يعتبر نفسه "المرشح الطبيعي" للحزب الجمهوري، مضيفا أن "السناتور (تيد) كروز والحاكم (جون) كيسيك يتعين عليهما الانسحاب من السباق".

وهاجم ترامب كلينتون وقال: "أعتقد أنها مرشح به عيوب، وسيكون من السهل هزيمتها"، مضيفا ان سجل عملها وزيرة للخارجية وتصويتها لدعم حرب العراق، عندما كانت عضوة بمجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك.

ورأى أن الميزة الوحيدة لكلينتون أنها امرأة تسعى لأن تصبح أول رئيسة للولايات المتحدة. وأضاف قائلا "بصراحة لو كانت هيلاري كلينتون رجلا فإنني لا أعتقد أنها كانت ستحصل على 5 في المئة من الأصوات".

الديمقراطيون

في الجانب الديمقراطي توقف المراقبون أمام كلام بيرني ساندرز بعد اعلان نتائج التصويت في الثلاثاء الرابع الكبير.  لم يعلن انه ذاهب لهزيمة هيلاري كلينتون في مؤتمر الحزب في يوليو المقبل، بل قال إن معركته مستمرة لجمع اكبر عدد من المندوبين من اجل فرض اجندة قادرة على تطوير برنامج الحزب.

في المقابل كلينتون لم تهاجم ساندرز بل شددت في خطابها امس الأول على أن ملايين الأصوات التي تدعمه ستساهم في خوضها مواجهات ناجحة مع سلطة المال وجماعات الضغط، وتوحيد الحزب في معركته أمام المرشح الجمهوري.

كلينتون حققت فوزا ساحقا في ثلاث ولايات هي ميرلاند وبنسلفانيا، وديلاور، وفوزا واضحا في كونيتكت، خسرت ولاية رود ايلاند لمصلحة ساندرز، ورفعت عدد مندوبيها الى 2156 بينهم 502 مندوب كبير، مقابل 1374 لساندرز بينهم 42 مندوبا كبيرا.

وأظهرت استطلاعات رأي الناخبين الذين ادلوا بأصواتهم في الولايات الخمس أن كلينتون حصلت على دعم نحو 70 في المئة من اصوات النساء، وعلى اكثر من 67 في المئة من أصوات السود والأقليات.

ومع أدائها الذي وصف بالجيد في انتخابات امس الأول، اعتبر المحللون أن فرص ساندرز حسابياً باتت مستحيلة لإلحاق الهزيمة بكلينتون، حتى لو تمكن من الفوز في الولايات العشر الباقية، في ظل صعوبة نجاحه أولاً في تحقيق مثل هذا الفوز، فضلا عن اقتسامها معه أصوات المندوبين تبعاً لنسبة الأصوات، وأخيراً عجزه عن إقناع المندوبين الكبار لتغيير ولائهم، خصوصاً أن معظمهم من أعضاء المؤسسة الحزبية ونواب الحزب في مجلس النواب وحكام الولايات.

خطاب فوز كلينتون

وفي خطاب الفوز الذي ألقته في فيلادلفيا تحدثت كلينتون عن ضرورة توحيد صفوف الحزب، وأشادت بدعوة منافسها لتحري الشفافية فيما يتعلق بأموال الدعم السياسي.

وقالت "سواء كنتم تدعمون ساندرز أو تدعموني فإن ما يوحدنا أكثر بكثير مما يفرقنا".

وهاجمت كلينتون ترامب لاتهامه لها بمحاولة "اللعب بورقة المرأة"، وقالت وسط تهليل الحاضرين "إذا كان العمل من أجل توفير الرعاية الصحية للمرأة ومنحها إجازة مدفوعة الأجر لرعاية الأسرة والمساواة في الأجر تلاعبا بورقة المرأة فليكن كذلك".

back to top