بعد 33 عاماً من حكم الكويت عليه بالإعدام بتهمة تنفيذ سلسلة هجمات إرهابية عام 1983، اغتيل الرجل الثاني عسكرياً في «حزب الله» وخليفة قائده العسكري عماد مغنية، القيادي البارز مصطفى بدرالدين، المعروف في أوساط المقاومة باسم «السيد ذوالفقار»، وفي الكويت باسم «إلياس صعب»، في انفجار استهدف أحد مراكز الحزب قرب مطار دمشق الدولي.

Ad

وفي حين لم تتحدد طبيعة الانفجار وأسبابه بعد، وما إذا كان ناتجاً عن قصف جوي أو صاروخي موجّه، حضرت إسرائيل بقوة في المشهد، ذلك أن تاريخ بدرالدين العسكري وسوابق تل أبيب في ملاحقة كوادر الحزب، تجعل منها المتهم الرئيسي في الجريمة، وهو التطور الذي سيبقى محل متابعة ورصد دقيق لكل كلمة أو موقف، سواء من الحزب، أو من إسرائيل، التي اكتفت تعليقات صحافتها بنقل الخبر، وسط غياب تام للكلام الرسمي.

وأعلن نائب الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم، أن «الحزب سيكشف بالتفاصيل خلال الساعات المقبلة عن الجهة المسؤولة عن اغتيال القيادي في الحزب مصطفى بدرالدين».

وقال أثناء تشييع بدرالدين، في روضة «الحوراء زينب» في منطقة الغبيري أمس: «تلّمسنا خطوات واضحة تؤشر إلى الجهة والأسلوب في اغتيال بدرالدين».

وأشار إلى أن «إسرائيل والتكفيريين تلقوا ضربات موجعة من بدرالدين»، وقال متوجهاً إلى الأخير بالقول: «تاريخك حافل، وقد حارت إسرائيل معك، وتلقى التكفيريون ضربات».

وتابع: «أيها القائد لقد تحرر لبنان معك وتلقى الإرهاب التكفيري خسائر كبيرة، وقد أذهل ذلك العالم». وأضاف: «سنكون حاضرين في المكان والزمان والأسلوب بما يحمي مشروع المقاومة حتى النصر».

وبرز اسم بدرالدين بعد اتهامه من قبل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان باغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، كما اعتقل في الكويت عام 1983، بتهمة تفجير السفارة الأميركية لدى البلاد، حيث دخل بجواز سفر لبناني تحت اسم إلياس صعب، وكان عضواً في حزب «الدعوة»، واعتقل مع 17 من المشتبه بهم بعد شهر واحد من سبعة انفجارات في الكويت وقعت في يوم واحد، في 13 ديسمبر 1983.