لماذا اخترتم وضع كتب نور الشريف ومقتنياته في «مكتبة الإسكندرية»، ولماذا لم تحتفظوا بها لديكم في المنزل؟

Ad

كانت رغبة زوجي الراحل نور الشريف الأساسية أن تكون هذه الكتب متاحة للجميع وللعامة بعد وفاته، لأنه كان مهتماً بالثقافة وكان يريد أن تستفيد من هذه الكتب أجيال جديدة من الشباب. وفعلاً، نفذنا رغبته ووصيته وتم تخصيص جناح كامل لمكتبته وأغراضه ومقتنياته داخل «مكتبة الإسكندرية» التي كان يعشقها، وكان يقدر قيمتها الكبيرة كمنارة للعلم والثقافة في العالم.

كيف جاءت هذه الفكرة؟

جاءت الفكرة عندما رحل زوجي تاركاً مكتبة «عبقرية» تحتوي على عدد ضخم من الكتب، وخفنا أن نخفق في الحفاظ على هذه الثروة الكبيرة، مع العلم أن فيها نسخات نادرة كثيرة لا تقدر بثمن، وخسارة كبرى أن يأخذها أحد ولا يحافظ عليها أو أن تظل في المنزل حبيسة الأدراج ولا يستفيد منها أحد. فكانت الفكرة أن نهديها لمكتبة الإسكندرية حيث يستطيع المسؤولون الحفاظ على هذه الثروة وعرض مخطوطات الشريف وكتاباته الخاصة للجمهور بشكل لا يجعلها تتهالك أو تنتهك، خصوصاً أنهم يجيدون هذه المهمة تماماً ويقومون بها باحترافية شديدة للغاية.

ألم يعترض أحد  على هذه الفكرة أو يعتبرها تفريطاً في تراث النجم الراحل الكبير؟

لم يرفضها أحد، خصوصاً أن نور الشريف طلب منّا قبل أن يرحل أن نفتتح مكتبة عامة لبيع الكتب يكون فيها ركن للكتب الخاصة باسم «ركن نور الشريف» ويكون مجانياً. من يريد أن يقرأ هذه الكتب عليه أن يأتي إلى المكتبة ليقرأ ما يريد من دون أية رسوم، لأن الشريف كان يرغب ويتمنى أن يكون الشعب المصري مستنيراً ومثقفاً.

لماذا لم تفتتحن هذه المكتبة؟

لأنها عملية شاقة للغاية ولن نستطيع الوفاء بالتزاماتها، خصوصاً أننا كأسرة كل واحدة منا مشغولة بأمور كثيرة، ومثل هذه المشروعات يحتاج إلى التفرغ التام كي لا يفشل أو يُسرق بعض الكتب المهمة، أو يُغلق المشروع فيما بعد. جاءتنا فكرة «مكتبة الإسكندرية» ووجدناها الأفضل والأصوب وستكون استفادة المجتمع منها أكبر كثيراً.

لو كان يعيش بيننا النجم الكبير نور الشريف راهناً، هل كان سيختار وضع مقتنياته داخل «مكتبة الإسكندرية» أم كان سيفضل أن تحتفظن بها؟

أعتقد أنه إذا سئل عن هذه الجزئية فإنه كان سيختار «مكتبة الإسكندرية» فهو يعرف دورها وقيمتها ولم يكن سيبخل عليها بكتبه، خصوصاً أن رغبته الأساسية كانت أن يستفيد الناس من مقتنياته لأنه كان يعلم قيمة وأهمية هذه الكتب، لذلك توجهنا إلى مكتبة الإسكندرية حيث يعمل محترفون في الحفاظ على الكتب وأرشفتها، بالإضافة إلى أنها ستكون متاحة للجميع كي يطلع عليها. ومتأكدة أنه لو ظل حياً حتى الآن فإنه كان سيشعر بسعادة بالغة لأنه شخص كريم لم يبخل على أحد بمعلومة أو بنصيحة طوال حياته، لذلك وجدنا أن الأفضل هو استكمال رسالته في العطاء من خلال مكتبته وعرضها لكل الأجيال من العرب والأجانب من راغبي الثقافة والعلم.

ما أبرز مقتنيات نور الشريف التي أرسلتموهما إلى «الإسكندرية»؟

أبرز هذه المقتنيات مكتبة تضم الآلاف من الكتب في جميع المجالات، وعدد كبير جداً منها دوّن الشريف عليه بخط يده ووضع عليه ملاحظاته، بالإضافة إلى مجموعة من الصور الفوتوغرافية المهمة مع كثير من الزعماء والفنانين وأثناء تكريمه في عدد كبير من المهرجانات والمحافل، ناهيك بصور عائلية وألبوم زفافنا، وكثير من الجوائز الحاصل عليها.

عشت بجوار نور الشريف فترة طويلة... ألم يحدث بينكما في يوم من الأيام خلاف على أحد الأدوار، خصوصاً أن كثيراً من الزيجات الفنية لا تكتمل لهذا السبب؟

كانت العلاقة بيننا أكبر من ذلك بكثير لأننا كنا نحبّ بعضنا بعضاً للغاية ولم تحدث بيننا أية مشادات على أي دور قدمته أو جسده هو، لذلك استطعنا أن نعيش سوياً طوال هذه المدة، وعندما انفصلنا فترة قصيرة كنا نحترم بعضنا أيضاً ولم يتجاوز أحدنا حق الآخر حتى عدنا مجدداً. والأهم من ذلك كله أننا لم نكن نتدخل في عمل بعض، إلا إذا طلب أحدنا المشورة أو التعليق على أية تفصيل، وكان نور لا يبخل عليّ إطلاقاً بأية نصيحة لأنه كان ممثلاً لا يتكرر بموهبته، مطلعاً على كل ما يدور حوله من حراك ثقافي عربي وعالمي، لذلك كانت نصيحته غالية ومهمة بالنسبة إلي.