إجراءات مُشدَّدة في مطار «شرم»... والرحلات محدودة
الركاب خلعوا أحذيتهم مرتين... وسائقو الأجرة ينتظرون بالساعات
عندما هبطت الرحلة رقم 329 لشركة "مصر للطيران"، عصر السبت الماضي، في مطار شرم الشيخ قادمة من القاهرة، لم يكن بها سوى نحو 6 مقاعد شاغرة، ما أعطى انطباعا بأن حركة السياحة ربما تكون قد تحسنت نسبياً، مع دخول فصل الربيع، في حين كانت المفاجأة التي أصابت العديد من ركاب الطائرة فور وصولهم بوجود 3 طائرات فقط في أرض المطار، اثنتان تتبعان الخطوط الجوية السعودية إحداهما مقبلة والأخرى مغادرة، وثالثة من شركات طيران الشارتر، كانت قد وصلت قبل قليل من إحدى المدن الأوروبية.في مثل هذا التوقيت في الأعوام الماضية، كان مطار شرم الشيخ يزدحم بالطائرات التي تُقل مصريين وسائحين أجانب، يبغون قضاء عطلتهم في المنتجع السياحي العالمي، لكن حادث سقوط الطائرة الروسية "إيرباص" أواخر أكتوبر 2015، بعمل إرهابي أجهز نهائياً على آمال القطاع في العودة لكامل النشاط، حيث تستمر روسيا وإنكلترا في حظر السفر إلى مصر، ويتسع مطار شرم الشيخ لوجود 45 طائرة في نفس التوقيت.
في صالة الوصول، أنهى الركاب الواصلون إجراءاتهم سريعا بسبب خلو صالة الجوازات من الركاب الوافدين، وهو نفس ما ينطبق على رحلات المغادرة، التي أصبحت محدودة، فعلى مدار اليوم لا تغادر في المعتاد أكثر من 5 رحلات دولية بعدما كانت تصل معدلات الرحلات إلى أكثر من 40 رحلة يوميا بخلاف الرحلات الداخلية من مختلف المدن المصرية التي لا تزال تعمل لكن نسب إشغالاتها أقل من سابقيها رغم التخفيض الذي قامت به شركة مصر للطيران على أسعار التذاكر، لإنعاش حركة السياحة.في صالة المغادرة يختلف الوضع كثيرا، فالإجراءات الأمنية المشددة تدفع رجال الأمن لتدقيق التفتيش في هويات المسافرين بشكل كبير وتمريرهم عبر جهاز التفتيش الإلكتروني وخلع أحذيتهم مرتين، قبل الوصول إلى الطائرة، ما يعكس تغيّر الإجراءات المتبعة في المطار، في حين يعتذر رجال الأمن بلطف للسائحين عن الإجراءات التي تطبق على جميع المصريين بمن فيهم من رجال الأعمال والمسؤولين السابقين.أمام المطار اصطفّت سيارات التاكسي تبحث عن زبائن لا تجدهم بسهولة، فالرحلات المحدودة ومحدودية السياحة الوافدة جعلت سائقي التاكسي ينتظرون ساعات للعثور على زبائن غالبيتهم مصريون، وهو ما أشار إليه عادل محمد وهو شاب يعمل على سيارة والده الأجرة، قائلا: "تراجع السياحة أثر كثيرا علينا، حتى إن السائحين الوافدين يسعون لتوفير أموالهم من خلال ركوب الميكروباصات بديلا عن التاكسيات وغالبيتهم من الصين والهند".