«لوياك» احتفلت بختام معرض «الفن والسلام» وكرّمت المتطوعين
الغانم: الكويت بلد العطاء وليست برميل نفط يرتفع وينخفض
قال الغانم إن الشراكة المجتمعية مهمة لبناء البلد، فالوزراء والنواب وحدهم لا يمكنهم حل جميع المعوقات، لافتاً إلى أن قيمة الكويت والكويتيين تتجسد في العطاء السخي والدعوة للسلام وليست في برميل نفط يباع ويشترى ويرتفع سعره وينخفض.
أكد رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم اهمية المشاركة المجتمعية في النهوض بالوطن، مضيفا أنه لا يمكن لـ 16 وزيرا و50 نائبا اعادة بناء الدولة وتحقيق النهضة ومعالجة كل المشاكل وإنما يتحقق ذلك من خلال شراكة المجتمع بجميع شرائحه.جاء ذلك خلال حضوره حفل ختام معرض "لوياك" بعنوان "الفن للسلام" في مقرها مساء أمس الأول بحضور وزير الاعلام وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ سلمان الحمود، ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ محمد العبدالله والنائب راكان النصف، وعدد من الشخصيات والسفراء.وقال الغانم ان المشاركة والعمل برغم بساطته في الحملة لكنه حمل بصمة ابداع، اذ يشيع ثقافة الجمال وينشر ما يستحق الثناء والاعجاب، موضحا ان الجميل في مبادرة لوياك "الفن للسلام" انها اصابت اكثر من عصفور بحجر واحد من خلال الحفاظ على البيئة بتدوير المخلفات الصناعية وابداع الفنون بمشاركة ابناء البدون ونشر الوعي والثقافة بين شبابنا بدورهم تجاه الانسانية في بلاد امير الانسانية.وأوصى الغانم الشباب بأن يبدأوا بأنفسهم في التغيير كما قال غاندي "كن انت التغيير الذي تريد ان تراه في العالم"، أي ان "نبدأ بأنفسنا وسط ما نراه في الاقليم الملتهب خارجيا من حروب ودمار وتوتر، وداخليا من دعوات اجندات خاصة تدعو للإحباط والقنوط لتأتي مبادرة لوياك وتثبت ان الكويت بلد جميل وبلد عطاء لا فساد وكسل وترف كما يحاول ان يشيع الاخرون، فهكذا كان اباؤكم وهكذا ستكونون الى ابد الابدين فانتم ثمرة غرسهم".وأضاف: انني اتشرف برعاية مثل هذه المشاريع التي تؤكد وتجسد المشاركة الاجتماعية الفاعلة لمؤسسات المجتمع المدني مثل ما قامت به لوياك لأنها تساهم في استقطاب الشباب الكويتي لأنشطة تبعده عما قد يصيبه من سوء ان ترك بدون توجيه.وقال ان لوياك جهد تطوعي مستمر منذ اكثر من 14 عاما ونتمنى الاستمرار لمدة اطول، وحضوري لهذه الفعالية لاقول لهم شكرا وكذلك شكرا للشباب الكويتي وأضعف الايمان ان نقوم بتشجيعهم وحضور هذه الفعاليات فما قاموا به يبعث على الفخر.واضاف ان مشروع الفن للسلام يؤكد انسانية المجتمع الكويتي في بلاد امير الانسانية، ونتمنى لهم التوفيق مع بقية مؤسسات المجتمع المدني، فالوزراء والنواب لا يمكنهم وحدهم حل مشكلات وطن بدون المشاركة الاجتماعية التي جسدتها اليوم لوياك في حملتها، متمنيا من مؤسسات المجتمع المدني ان تحذو حذو لوياك.واعرب الغانم عن شكره وتقديره وعرفانه لكل القائمين على مشروع الفن للسلام من مشرفين ومتطوعين وفنانين والشباب الكويتي وغير الكويتي المقيم على ارض الكويت الذي اتخذ من الفن والعمل التطوعي الجماعي ادوات للتصدي لمشاعر اليأس والاحباط وثقافة الشكوى والتحلطم دون عمل بعد ان امن بأن ظلام العالم كله لا يمكن ان يطفئ شمعة.وأكد ان الشباب المشارك بالحملة نجح في تحقيق عدد من الاهداف اهمها انها جسدت معنى المشاركة المجتمعية لأنها اساس الحضارة والسبيل الوحيد لإعادة بناء الاوطان، لافتا إلى أن مشروع الفن للسلام احد اهم المشاريع التي تعكس الوجه الحضاري للكويت وتثبت ان قيمة الكويت والكويتيين ليست في برميل نفط يباع ويشترى ويرتفع سعره وينخفض بل تتجسد في عطاء سخي وفن راق ودعوة سلام.قضايا إنسانيةمن جانبه، قال الوزير الحمود ان دعم السلام من خلال الفن وتبني القضايا الانسانية التي نشعر تجاهها بالاسى والحزن الكبير وبمشاركة مجتمعية وشبابية نستطيع تحقيق الكثير من المعاني و"لوياك" لديها دور كبير في هذه المسؤولية بما لديها من مشاريع ناجحة تقدمها للشباب.وأكد الحمود ان مساهمتنا في دعم اشقائنا في سورية واليمن لابد ان تكون السمة الاساسية التي نسعى اليها من خلال هذه الفعاليات وما تقدمه لوياك شيء يدعونا لشد ازرهم ونتمنى تكثيف جهود المجتمع المدني لترجمة معاني السلام والمحبة والعطاء وتعكس ان الكويت البلد المعطاء وفي نفس الوقت تحقيق الجهود لحماية ووقاية شباب الكويت ونشئها وعملنا جميعا مع العالم العربي لنرى مستقبلا جميلا بعيدا عن الحروب والنزاعات.وأعرب عن شكره لرئيس مجلس الامة على رعايته وحضوره لهذه الحملة الانسانية التي تترجم ان الكويت مركز للعمل الانساني وان سمو الامير قائد للعمل الانساني.وحول اجتماع الهيئة العامة للرياضة الذي خصص للارتقاء بالنشاط الرياضي، قال الحمود: اننا كنا نتمنى ان يصدر بيان عن النتائج والتوصيات التي اسفر عنها الاجتماع لاعطاء الفرصة لكل وسائل الاعلام، مضيفا انه تم اعتماد موضوعين رئيسيين: الاول اعتماد رؤية تطوير الرياضة الكويتية من منظور شامل والتي اعتمدها مجلس ادارة هيئة الرياضة، والثاني اعتماد لائحة المشاركات الخارجية لمضاعفة المخصصات المالية للرياضيين والفنيين الكويتيين المشاركين في البطولات والفعاليات الدولية.واشار الى انه منذ عام 98 كان هناك اعداد لائحة وكانت المخصصات تناسب المشاركة والمعيشة في دول العالم وحرصا من الدولة ورئيس مجلس الوزراء كان الموضوع محل اولوية لدعم ابنائنا الرياضيين لتحقيق انجازات اكبر تسجل لصالح الرياضة الكويتية.تمكين الشباب بدورها، اكدت رئيسة مجلس إدارة لوياك فارعة السقاف أن المؤسسة بصدد افتتاح مركز للاطفال على الحدود السورية التركية وتحديدا في انطاكيا في شهر رمضان المقبل لتمكين الشباب وتحقيق استفادة 400 طفل لاجئ سوري في تركيا.وقالت السقاف ان المنطقة العربية اشتعلت بنيران الطائفية والتعصب والإرهاب ومازالت تشتعل وهي قريبة جداً منا، وشظاياها وصلتنا ومستنا العام الماضي، متسائلة: هل سنقف متفرجين أم سيحمل كل منا دلوه وإن كان صغيراً ويبادر بإطفاء ما استطاع؟وأوضحت ان الوضع العربي كارثي، والطفل العربي وأمه يتألمان ولكن لعظم الألم ولشدة قسوة المشهد ولبشاعة الفاجعة التي ألمت بهما حُبست الصرخة، ولشدة خجلي ليس هناك من كلمة تستطيع أن تواسيهما، نحن لسنا بساسة أيها الحضور الكريم وليس لدينا من النفوذ ما يسمح لنا بوقف هذه الحروب اللاإنسانية بل الوحشية في الحال، إلا أنّنا قادرون أن نتحرك ضمن دائرة تأثيرنا وإن كانت محدودة ونحمل دلونا الصغير ونقدم ما نستطيعه لنحافظ على إنسانيتنا وعلى وجودنا أيضاً ولنرفع بعض الأسى عن البعض منهم.وأوضحت انه منذ أن أسسنا لوياك في عام 2002 كانت رؤيتنا تتمحور حول السلام والرخاء في المنطقة. والشباب وحده القادر على ضمان ذلك فتوجهنا إليهم لتمكينهم ليقوموا بدورهم من أجل السلام والرخاء المنشود. لذلك ولأننا استطعنا أن نرى ونتلمس مخاطر الوحش القادم من بعيد الذي زين للشباب العربي ثقافة الموت والدمار تبنينا مشروع السلام وأخذنا على عاتقنا مسؤولية نشره وتعزيز ثقافة الحياة ثقافة الفرح ثقافة المحبة والتسامح والاحتفاء بالمختلف، فاختلافنا إن كان بالفكر أو المعتقد أو اللون أو الجنس أو الدين إنما هو شيء جميل يدعو للفرح والاحتفاء لا للقتل والإقصاء والتكفير.وأشارت الى انه في عام 2014 عندما اشتدت وحشية الحروب في المنطقة وانتشرت الكيانات السامة في عدد من الدول العربية المحيطة بنا أطلقنا حملة لوياك للسلام لنتذكر ونذكِّر بقنوات السلام الهامة كالتطوع، فبادرنا بحملة لجمع التبرعات للمساهمة في تجهيز مستشفى الكويت في الوهط بجنوب اليمن، وأسسنا لوياك (اليمن في عدن) التي قامت بدور إنساني هام أثناء الحرب ومازالت. وعندما ازدادت الأمور سوءاً أطلقنا حملة الفن للسلام لنذكِّر بأهمية الفنون ودعونا 16 فناناً من الشباب ليشاركوا في الحملة واستجابوا متحمسين للفكرة التي تحولت إلى مشروع ناجح أتى بثماره بسبب إيمانهم بأهمية دورهم ووعيهم بمسؤوليتهم الإنسانية والمجتمعية.واشارت الى ان مشروع الفن للسلام التنموي البيئي الإنساني يجمع عدداً من الأهداف الهامة التي تصب في مصلحة بناء الإنسان كالتوعية بأهمية المحافظة على البيئة وتفعيل دور الفنانين وتعزيز إنسانية الفرد بمساهمته الفاعلة في الأعمال الخيرية الإنسانية، قد نجح وبامتياز في تحقيق جميع أهدافه.وأوضحت انه إذا كان الله قد من علينا بأن يكون النفط هو مصدر ثروتنا ورخاؤنا فبه استطعنا أن نمكّن شبابنا ونمد يدنا بالخير لمن حولنا، فاستحقت بلادنا أن تكون مركزاً للإنسانية. وإذا كان النفط مصدراً ناضباً فسينتهي في يوم من الأيام فبحاوياته الخاوية نحن قادرون على الاستمرار بثروة أبدية أكبر وأهم وهي شبابنا. لذلك سنستمر في هذا المشروع وسنسعى لأن يكون أساساً لخلق قطاع اقتصادي جديد يجمع بين الفنان والحرفي في مشروع واحد يستفيد منه الجميع. كما يستفيد منه الطفل والمرأة العربية بتجيير جزء من دخله لمشاريع إنسانية في تلك الدول التي تعاني ويلات الحروب.النصف: مجلس الأمة داعم لكل الأنشطة التطوعية والشبابيةأكد النائب راكان النصف أن مؤسسة «لوياك» من المؤسسات التطوعية التي استطاعت خلال فترة بسيطة انتزاع شرعيتها وانتشارها داخل المجتمع الكويتي، لافتا إلى أنه من الواجب دعم المؤسسة والمتطوعين العاملين فيها لما يقومون به من جهود لخدمة المجتمع بكل اطيافه.وأضاف النصف: «لا نسمح بالتشكيك في هؤلاء المتطوعين والقائمين على مؤسسة «لوياك» ووجودنا اليوم في الاحتفالية لتقديم الدعم والمساندة للمؤسسة والقائمين عليها وكذلك للمتطوعين الذين يضحون بأوقاتهم وجهودهم دون أي مقابل لتقديم خدمات للمجتمع وتحقيق الشراكة المجتمعية مع بقية المؤسسات الحكومية والخاصة.واشار إلى أن ما يقدمه الشباب من جهود تطوعية وخدمية ينبغى أن يلقى الترحيب والتشجيع لاستثمار هذه الطاقات الشابة في تطوير المجتمع والارتقاء به، فالمجتمعات تبنى بسواعد أبنائها من الشباب لأنه هم الثروة الحقيقية للوطن.القامس: اختصاصيو علاج سلوكي لتأهيل أطفال اللاجئينقالت مديرة البرامج الدولية في «لوياك» نينار القامس ان وفدا من «لوياك» زار مدينة انطاكية التركية في ديسمبر الماضي ووجد فيها أكثر من 2.7 مليون لاجئ سوري ونحو 200 الف في منطقة الحدود السورية.وأوضحت القامس انه من خلال ريع حملة الفن للسلام استطاعوا أن يؤمنوا مبنى لتأسيس مركز «لوياك» الشامل للأطفال والشباب. وكشفت انهم سيقومون أيضا بتعيين اختصاصيين في العلاج السلوكي وسيقومون بتدريب معلمين محليين، لمساعدة وتأهيل الأطفال والشباب من خلال مشاركتهم في نشاطات فنية تعيد بناء أذهانهم..