كلينتون تفوز في كنتاكي... وساندرز وترامب في أوريغون
المرشح «الاشتراكي» يؤكد بقاءه في السباق حتى آخر بطاقة اقتراع... والقيادة الديمقراطية مستاءة
يعيش الحزب الجمهوري أزمة على خلفية رفض شرائح واسعة دعم ترشيح الملياردير الشعبوي دونالد ترامب، الذي تمكن من إقصاء جميع منافسيه، وازدادت اجواء الأزمة مع اصرار المرشح الاشتراكي بيرني ساندرز على البقاء في السباق حتى النهاية. وقد فاز ساندرو وترامب، أمس الأول، في ولاية اوريغون، في حين تمكنت الديمقراطية الأوفر حظا هيلاري كلينتون من الفوز في كنتاكي.
نجحت هيلاري كلينتون في قطع الطريق على انتصارات منافسها الاشتراكي الديمقراطي بيرني ساندرز، بعد فوزها غير المتوقع عليه في الانتخابات التمهيدية في ولاية كنتاكي.وعلى الرغم من ضيق هامش هذا الفوز، حيث حققت 46.8 في المئة من الاصوات مقابل 46.3 في المئة لساندرز، إلا أنه أثبت أنها قادرة على قلب التوقعات أمام جمهورها وحملتها الانتخابية على السواء حين تقرر بذل جهود خاصة، كما فعلت في كنتاكي .استطلاعات الرأي، كانت تتحدث عن نصر شبه أكيد لساندرز في تلك الولاية، الامر الذي كان سيتيح له توظيفه في إبقاء حملته على قيد الحياة رسميا.لكن قرار إدارة حملة كلينتون بقلب الطاولة في كنتاكي، تُرجم حملة اعلامية مكثفة و11 احتفالا انتخابيا، أجرتها كلينتون في أقل من أسبوع، وهو ما سمح لها بتحويل خسارتها المتوقعة الى فوز له دلالة سياسية اكثر منه حسابية.وفازت كلينتون عمليا بـ30 مندوبا من اصل 55 في كنتاكي، فيما حصل ساندرز على 25 مندوبا، ومع فوزه في ولاية اوريغون بـ53 في المئة، مقابل 47 في المئة لكلينتون، يتوقع ان يحصل على 35 مندوبا من أصل 61، مقابل 26 مندوبا لكلينتون.وسيرفع ساندرز عدد مندوبيه بعد انتخابات كنتاكي واوريغون الى 1522 مندوبا، بينهم 41 مندوبا كبيرا، في حين ستحصل كلينتون على 2289 مندوبا، بينهم 521 مندوبا كبيرا.ورغم خطابه المتفائل الذي ألقاه في احتفال انتخابي في ولاية كاليفورنيا، بعد اعلان نتائج ولايتي اوريغون وكنتاكي، إلا ان الحسابات "الباردة" لحظوظه في الفوز على الاقل بغالبية المندوبين في الولايات المتبقية، لا تسمح بمواصلة هذا التفاؤل، في ظل تمكن كلينتون من الاحتفاظ، ليس فقط بأكثرية المندوبين، بل تحقيق نتائج قوية، حتى في الولايات التي تخسرها مقابل ساندرز.وأعلن ساندرز في خطابه، بشكل صريح، انه سيبقى في السباق حتى آخر بطاقة اقتراع، وأنه يرغب في تعديل التوازنات داخل الحزب الديمقراطي، داعيا الى افساح المجال امام المستقلين للمشاركة ولعب دور في "تطويره".وقال بلغة مبطنة تحمل تهديدا ضمنيا، ان "الحزب الديمقراطي قد لا يكون قادرا على الفوز بالسباق الرئاسي أمام دونالد ترامب، وقد لا يكون موحدا، اذا لم يسمح له بأن يكون مرشحه في المؤتمر في فيلادلفيا في يوليو المقبل.خطابه هذا، قرع اجراس انذار متعددة، وخلط اوراق الكثير من التحليلات، التي حاولت تصوير استمرار ساندرز في حملته الانتخابية على انها دليل قوة للحزب الديمقراطي.وخرجت أصوات ديمقراطية متوازنة، سواء من المؤسسة الحزبية أو من أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب، تحذر من نتائج الحملات التحريضية، التي يشنها ساندرز، ليس على كلينتون فقط، بل على المؤسسة الحزبية، ومجموعات الضغط والتمويل التي تتولى الانفاق على الحملات الانتخابية.وتتساءل تلك الاوساط عن جدوى استمرار ساندرز في حملته، اذا لم يكن بالإمكان توظيفها في تقوية الحزب الديمقراطي، وتوحيد جمهوره الحزبي والمستقل، إذا ما كانت الرسائل التي يخرج بها تطغى عليها السلبية، وتساهم في تغذية الخطاب المعادي لـ(الاستابلشمنت). وما جرى في ولاية نيفادا خلال مؤتمر للحزب الديمقراطي، الاحد الماضي، أثار الكثير من ردود الفعل الغاضبة والشاجبة لما قام به أنصار ساندرز.فقد هاجم هؤلاء مندوبي كلينتون، وتهجموا على القيادة السياسية المحلية والوطنية، وقام أفراد منهم بتهديد عدد من مندوبي الولاية، لثنيهم عن تأييد كلينتون، وتغيير ولائهم خلال المؤتمر.وتقول بعض الأوساط إن الازمة السياسية التي يعاني منها الحزب الجمهوري تنطبق معاييرها على الحزب الديمقراطي ايضا، إضافة إلى ان الجمهوريين الذين دخلوا السباق بـ 17 مرشحا تمكنوا من حسم السباق على جبهتهم، قبل أكثر من 3 أشهر، في حين مازالت المعركة على الجانب الديمقراطي مستمرة، وتستعر المواجهة فيها بين المرشحين الفعليين اللذين بدآ السباق، ولا يزالان عاجزين عن حسم السباق حتى اللحظة.وتحذر تلك الاوساط من ان المعركة مع ترامب قد لا تكون سهلة، إذا استمر الديمقراطيون بمهاجمة بعضهم البعض، فيما يواصل الجمهوريون مسيرة إعادة توحيد الحزب، ولو بخطوات لا تزال بطيئة.ومع فوز ترامب في ولاية اوريغون بأكثر من 61 في المئة، يستعد لكسب تأييد مزيد من قيادات الحزب الجمهوري، فيما يعلن ممولون من كبار ثرياء الحزب الجمهوري عن استعدادهم لمنح حملته التمويل اللازم للفوز في نوفمبر المقبل.ترامب منفتح على الحديث مع زعيم كوريا الشماليةقال المرشح الجمهوري لرئاسة الولايات المتحدة دونالد ترامب أمس الأول، إنه يعتزم الحديث مع زعيم كوريا الشمالية كيم غونغ أون، لمحاولة وقف برنامج بيونغ يانغ النووي، ليقترح بذلك تحولا كبيرا في السياسة الأميركية تجاه الدولة المنعزلة.وفي مقابلة مع "رويترز" تناولت قضايا متعددة، رفض ترامب الكشف عن تفاصيل خطته لعقد صفقة مع كوريا الشمالية، لكنه قال إنه منفتح على الحديث مع زعيمها.وتابع خلال المقابلة التي جرت في مكتبه ببرج ترامب في مانهاتن: "في نفس الوقت سأمارس الكثير من الضغوط على الصين، لأننا نملك قوة هائلة على الصين من الناحية الاقتصادية". والصين الداعمة الدبلوماسية والسياسية الوحيدة لبيونغ يانغ.وتحدث ترامب وهو يجلس في مكتبه المطل على "سنترال بارك" بشكل مطول عن أفكاره المتعلقة بالاقتصاد والسياسة الخارجية في المقابلة التي امتدت نصف ساعة. ويضع على مكتبه صورة لوالده الراحل فريد ترامب، بينما تنتشر صوره الشخصية على الحائط مع كثير من المشاهير، فضلا عن صوره على أغلفة المجلات.وقال الملياردير إنه يخطط لإصدار برنامج مُفصل خلال أسبوعين سيقترح فيه تفكيك جميع اللوائح الاقتصادية تقريباً في مجموعات إصلاحات مالية تعرف باسم "دود-فرانك"، تم وضعها خلال الأزمة المالية في الفترة من 2007 إلى 2009. قال ترامب إنه ليس مُعجبا باتفاق باريس للمناخ الذي يحدد خفض انبعاثات الكربون لأكثر من 170 بلدا. وقال إنه يريد إعادة التفاوض على الاتفاق، لأنه يعامل الولايات المتحدة بطريقة غير عادلة، في حين يمنح معاملة تفضيلية لدول مثل الصين.(نيويورك ـ رويترز)