التأنّي يغلق باب الندم
تضع نبيلة عبيد خلطة للتوازن بين الندم الذي خلفه عدم الإنجاب بسبب انشغالها بالتمثيل، والنجاحات التي حققتها في مسيرتها الفنية ووصولها إلى النجومية في وقت قياسي، مشيرة إلى أنها، رغم ندمها، تعتبر نفسها محظوظة بتحقيقها شيئاً ولم تفقد كل شيء. ولا تنكر أنها ندمت على بعض الأفلام من دون تحديدها، عازية ذلك إلى تغير في خطة العمل أو الرؤية الفنية في صورتها النهائية، فضلا عن مشاكل طارئة.
بناء الشخصية«اختصار المسيرة الفنية مرتبط ببناء الشخصية الفنية المتميزة، برأي رندا البحيري، وهي واحدة من أصعب المراحل ما يمر به الفنان، لا سيما أنها تأتي بعد مرحلة نضج يتخبط خلالها بين الأدوار ويصعب عليه حفر ملامح مسيرته.تضيف أن الفنان الذي تخطفه أجواء العمل ولا ينتبه إلى تجاوز مراحل البدايات ويلتفت إلى ضرورة التنوع لوضع إضافات إلى مسيرته وبالتالي اختصارها، سيدخل سريعاً دوامة النسيان الفني ويصبح مجرد مشارك في الساحة وليس فناناً صاحب مسيرة.في ما يخص الندم، تشير إلى تعاونها في السابق مع شركات إنتاج وليدة، جلبت لها مشكلات أثرت على أعمالها الفنية، إلا أنها تعتبر تلك التجربة إضافة واستفادة لها لأنها تعلمت كيفية اختيار شركات الإنتاج التي ستتعاون معها.تعتمد حورية فرغلي على اختيار سيناريو مناسب لتحقيق خطوات أسرع وأنجح في مسيرتها الفنية، واتباع رؤية المخرج الشاملة للعمل، والأهم عدم الاستعجال وكسب مساحة من الوقت للاختيار بين ما هو معروض عليها.تؤكد ألا نجاح من دون تعب وبحث وشقاء، وبالتالي تدرّج الفنان في مسيرته الفنية، منظومة تحكمها ضرورة التعامل الجاد وعدم الاستسهال. وتلفت إلى أن مشهداً مثيراً في فيلم {كلمني شكراً} الذي شهد ظهورها الأول مع المخرج السينمائي خالد يوسف، أحد الأمور التي تندم عليها في مسيرتها، إذ كلفها حصر موهبتها في دور فتاة مثيرة، ما استلزمها مزيداً من الجهد لإبراز مواهبها التمثيلية بشكل أوضح وبعيداً عن الإثارة.رغم اعترافها بندمها الشخصي على بعض الأعمال، فإن غادة عبد الرازق تفضّل عدم التطرق إليها، معتبرة أنها تجربة غير مفيدة أعاقت مسيرتها الفنية لفترة قصيرة، لكنها سرعان ما تجاوزتها، معتبرة أن تلك التجارب حفزتها على تقديم الأفضل وتجاوز العقبات التي كانت تواجهها.تضع غادة لنفسها شرطاً للتقدم في مسيرتها الفنية والحفاظ على النجومية وإسقاط الندم سريعاً من تفكيرها، حتى لا تظل تحت رحمة الحزن، بل تؤدي عملها بجدية، خصوصاً أن حياتها مليئة بلحظات حلوة تريد تذكرها.إصرار وسعييعتبر أحمد صفوت ان اختصار المسيرة الفنية سريعاً يتطلب إصراراً على الموقف وسعياً إلى تقديم مستوى متميز في الأعمال الفنية، رغم كثرة المستويات المتدنية والسهلة، مؤكداً أن الإصرار يوفر الاستمرار للعمل والممثل على حد السواء، وسيكون أفضل من تقديم أعمال فيها استسهال، على حد وصفه.في ما يخص الندم يوضح أن تمسكه بشروطه الفنية، وعدم تقديم عمل دون المستوى، يغلقان باب الندم، خصوصاً أنه لا يختار أي عمل، إلا بعد اقتناعه بدوره خصوصاً والعمل عموماً.بدورها تعتبر سوسن بدر أن لكل فنان طريقة في رسم مسيرته الفنية، لكن ثمة تشابهاً بين معظمها، خصوصاً أن مراحلها واحدة، تبدأ بما يسمى في الوسط الفني بـ}مرحلة الانتشار}، وبعد أن يثبت الفنان وجوده ويصبح له اسم تتغير بطبيعة الحال تطلعاته وطموحاته، ويبدأ التركيز في مرحلة أدوار البطولة، أو تعرض عليه أدوار تكون ذات طابع أكثر نجومية ومحورية في العمل الفني.توضح أن سنوات الخبرة تُكسب الممثل نجاحاً، لكنها لا تكفي وحدها لصنع مسيرة فنية ناجحة، ما يستدعي دخول الفنان في تحد وتمرد على أعماله السابقة لإحداث بصمته الخاصة، مؤكدة أن الفنان الواثق في خياراته لا يعرف الندم أبداً.