كلما تعقدت قضايانا السياسية استقطبت الباحثين من أهل العلم والمعرفة لمحاولة معرفة أسباب استمرار النزاعات أو نشوب حالات اللا استقرار. وقد توصلنا من خلال مقالات عديدة إلى واقع جديد وهو حاجتنا كباحثين عرب إلى أسلوب جديد للتنبؤ بمستقبل العلاقات الإقليمية والدولية بل حتى الأحداث المحلية، فهل يمكننا ابتكار مفاهيم جديدة للعلاقات الدولية والمجتمع الدولي؟ لا أعني هنا التقليل من شأن المدارس الفكرية في السياسة الدولية ومنها الواقعية والمثالية وغيرها والتي تعود إلى فترة ما قبل الزمن الإغريقي القديم.
نتحدث لأبنائنا الطلبة عن المثالية ونحن نعلم أن مفهوم المثالية لم يعد قائماً في عالمنا العربي، ولم يعد بالإمكان تفادي الحروب، وإن كان عالمنا العربي قد انتفض أمام الاحتكار فقد يفاجأ بعودته عبر الاقتصاد بل حتى جمعيات النفع العام.عودة للعلاقات الدولية ومحاولات نزع فتيل الحرب والعنف، فقد فشلت في الماضي عصبة الأمم في نزع فتيل الأزمات التي تسببت في اندلاع الحرب العالمية الثانية، وعاد أغلب باحثي العلاقات الدولية رغم استعانتهم بتعاليم هوغو غروتيوس "قانون الحرب والسلام" الذي عاصر الحرب البلوبونيزية الإغريقية، واستطاع التغلغل في أساليب ودوافع العنف، فما الحل؟ هل نحن بحاجة لغروتيوس عربي؟ ولمَ لا، لعله يكتب لنا ألف باء أخلاقيات الاختلاف والنزاع في العالم العربي؟!عام 2011 فوجئنا بأخبار الانتفاضات في الدول العربية، وتابعناها عبر القنوات الأجنبية قبل العربية، وتابعنا بحذر بعض الكتّاب العرب وتحليلهم المحمل بالمجاملات، وتابعنا العدد الأكبر من الكتّاب الأجانب والمستشرقين الذين عاصروا الأحداث بالماضي، فتوصلنا إلى نتيجة هي افتقارنا إلى الأسس التحليلية التي تناسب منطقتنا، والمبالغة بلغة المجاملات التي أضافت "رتوشاً" مزيفة للحقائق، وتسببت في المتاهة التي نشعر بها في عالمنا العربي الغامض.أسئلة طلبتنا مستمرة، مستفسره عن إمكانية تفادي الأزمات قبل وقوعها، ومدى مقدرتنا على إيجاد آلية فاعلة نستند إليها لقراءة مستقبلية لمستقبل منطقتنا، وسط انتشار حالات من عدم الاستقرار في عدد من الدول العربية ووسط تعثر الجهود الدولية في إيجاد صيغة للتدخل الإنساني والحل السياسي لدعم الاستقرار، فلعلنا نستطيع تحليل السلوكيات الخليجية الخاصة بالحرب والسلام، كما عاد المصريون إلى العهد الفرعوني لقراءة تاريخ الحروب بالمنطقة.وللحديث بقية.كلمة أخيرة: انتشرت في الآونة الأخيرة عبر "تويتر" مواقع إخبارية تحمل شعار دولة الكويت، بعضها جيد والبعض الآخر يضيف كلمات غير لائقة للمادة الإخبارية، ومنا إلى وزير الإعلام.وكلمة أخرى: مجموعة شبابية تحمل اسم "مدينة" استطاعت أن تستقطب محبي المشي للتعرف على قلب مدينة الكويت بأحيائها وشوارعها، فشكراً لهم، واللافت للنظر امتعاض الكثيرين من تغيير الدولة المستمر لأسماء الشوارع والمدارس، والمقترح هو الاحتفاظ بالاسم القديم وإضافة الجديد مع ذكر السنة، على سبيل المثال، بعد تغيير اسم ثانوية الدعية إلى أحمد البشر الرومي علينا الاحتفاظ بالاسمين معاً، بالاضافة إلى الشارع أو الحديقة التي للأسف أزيلت أسماء الشهداء منها.
مقالات
نحن بحاجة إلى «غروتيوس» عربي
11-05-2016