وصف خبير مكافحة الإرهاب الدولي، اللواء رضا يعقوب، عملية اغتيال 8 من أفراد الشرطة، بينهم ضابط برتبة نقيب، في منطقة حلوان، الأحد الماضي، بأنها نقلة نوعية خطيرة للإرهابيين في مصر، بعد اقتراب عملياتهم من العاصمة المصرية، معتبراً أن حلوان تعد من المناطق المنتجة للإرهاب.

Ad

ولفت يعقوب، خلال مقابلة مع «الجريدة»، إلى أن العملية تشير إلى وجود اختراق لجهاز الشرطة، مطالباً وزارة الداخلية بالقيام بعملية تطهير ذاتي لأجهزتها من «العناصر الإخوانية» التي تسللت خلال عام حكم جماعة «الإخوان المسلمين»، لمنع تكرار مثل هذه الحوادث، وفيما يلي نص الحوار:

• هل تعني معرفة الإرهابيين خط سير شرطة حلوان أن «الداخلية» مُخترقة؟

- أولا هذه العملية كشفت عن وجود قصور أمني كبير في تدريب أفراد الشرطة على التعامل مع مثل هذه العمليات الإرهابية المفاجئة، كما أنه من غير المقبول أمنياً وجود سيارة بداخلها ثمانية من رجال الشرطة دون وجود سيارة تأمين أخرى خلفها، لتغطيتهم في حالة تعرضهم لأي اعتداء، أعتقد أنه يجب على القيادات الأمنية في وزارة الداخلية التوقف كثيراً أمام هذا الحادث الإرهابي، لأن أفراد الشرطة الذين كانوا داخل السيارة ارتدوا زياً مدنياً، وهذا يعيدنا إلى الحديث عن دخول بعض عناصر جماعة «الإخوان» الإرهابية إلى جهاز الشرطة، خلال فترة تولي هذه الجماعة حكم مصر، وتحديدا دفعة النقيب محمد حامد، أحد شهداء مذبحة حلوان، وبالتالي يجب على وزارة الداخلية أن تقوم بعملية تطهير ذاتي لأجهزتها في أسرع وقت ممكن حتى لا تكرر هذه الحوادث الإرهابية في المستقبل.

• ما الهدف من ارتكاب عملية حلوان الإرهابية في الشارع وعلى الملأ؟

- استهداف رجال الشرطة بهذه الطريقة يعد عملاً إرهابياً خسيساً، وهذه العملية تمثل تطوراً نوعياً خطيراً في سلسلة العمليات الإرهابية التي وقعت في الآونة الأخيرة، حيث استهدفت عدداً من أفراد الشرطة داخل النطاق الجغرافي للقاهرة، ويهدف الإرهابيون من ورائها إلى إيصال رسالة مفادها أنهم موجودون في كل مكان، وليس في سيناء فقط، إضافة إلى نشر حالة من الفوضى والذعر في قلوب المواطنين.

• لماذا وقع هذا الهجوم تحديداً في «حلوان»؟

- ارتكاب هذه العملية الإرهابية في منطقة حلوان تحديداً يجعلنا نحذر من وجود بيئات حاضنة للإرهاب، ومنها حلوان التي تعد منطقة ليست حاضنة للإرهاب فحسب، بل مُنتجة له أيضاً حيث إنها من بين المناطق التي سيطرت عليها الجماعات التكفيرية المتطرفة خلال حقبة التسعينيات من القرن الماضي، ومازال هناك تأثير ونفوذ لهذه الجماعات في تلك المناطق التي تحتاج إلى نظرة من الأجهزة الأمنية والدولة بصفة عامة.

• كيف تقرأ الأسلوب والأسلحة المستخدمة؟

- التكتيك المستخدم في تنفيذ الهجوم على سيارة الشرطة يشير إلى أن هناك خطة مُحكمة، وأن منفذي العملية تلقوا تدريباً عالياً ومكثفاً قبل الإقدام على هذا العمل، كما أن استخدامهم للأسلحة الرشاشة وكمية طلقات الرصاص التي تم إطلاقها على السيارة يوضح أنهم يتلقون تمويلاً ودعماً لوجستياً من الخارج.

• هل هناك ارتباط بين مذبحة حلوان واستهداف كمين أمني في العريش في اليوم التالي؟

- بالتأكيد هناك ارتباط قوي بين العملية الإرهابية التي وقعت في حلوان وما يحدث في سيناء بدليل وجود علم تنظيم داعش الإرهابي وهو يرفرف بالقرب من مذبحة حلوان، ولن يتم اجتثاث الإرهاب من جذوره إلا من خلال القضاء على مصادر تمويل هذه الجماعات المتطرفة في الخارج، وهذا لن يحدث إلا عن طريق قيام الحكومة المصرية بإعداد ملف قوي لوضع جماعة «الإخوان» وجميع المنظمات الإرهابية مثل «داعش» و«أنصار بيت المقدس» وغيرها على لائحة المنظمات الإرهابية في لجنة مكافحة الإرهاب الدولي في مجلس الأمن، وهذه الخطوة سيترتب عليها طلب توقيفهم ومحاكمتهم، وإنهاء الملاذ الآمن لهم في الخارج، إضافة إلى مصادرة أموالهم.