كان الملتقى الإعلامي العربي (١٣)، الذي دعانا لحضوره مشكوراً صديقنا ماضي الخميس مطلع هذا الأسبوع، فرصة لتجديد الهواء في رئتنا كمشتغلين في الشأن الإعلامي.
الطاقة الإيجابية التي يتحلى بها "بوعبدالله" اكتست بها جلسات الملتقى وحواراته المختلفة.أثبتت المداخلات أهمية الإعلام في زمننا الحاضر، وارتباطه اللصيق بحياتنا اليومية، خاصة عبر الانفجار المعرفي الذي جاء إلى كرتنا الأرضية من خلال التقنيات العبقرية التي حققت الوحدة البشرية من خلال جهازين اثنين يسكنان جيوب أبناء البشر في مختلف أطراف المعمورة (آيفون وسامسونغ) ومحتوياتهما الآتية من نخب العقول الإنسانية أمثال "بيل غيتس وستيف جوبز"، ومن حذا حذوهما من نجوم تقنيات وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، التي مثلت الرابط الرئيس بين أطراف الكرة الأرضية من خلال إعلام "الهاتف المحمول".أبهرني في هذا الملتقى، التعرف مثلاً على عقول فنانين عرب شباب أمثال بلقيس أحمد فتحي الإماراتية، وفهد الكبيسي القطري، وبشار الشطي وحمود الخضر الكويتيين، فبعد أن كنّا معجبين بهم كمطربين وفنانين مبدعين في عالم الغناء والإنشاد، اكتشفنا من خلال المحاورة معهم مخزونهم الثقافي الرفيع وتميزهم في التعبير، وفهمم الواعي لمعطيات عالم الإعلام، خاصة أنهم قد أجمعوا على قناعات، طالما تحدثت بها ودافعنا عنها أنا وغيري من منتسبي مدارس الإعلام التقليدي، وهي أن الفن الأصيل تنقله وسائل التواصل الاجتماعي ولكنها لم ولن تخلقه، والإبداع يكمن في مواهب المبدعين لا بتعليقات وتسويفات المدونين التي لن تهز مثلا عروش "العمالقة" أمثال "أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب وأحمد شوقي ونجيب محفوظ"، وغيرهم من قامات الثقافة والفن والإبداع قديماً وحديثاً، وأن العبقريات الفنية في الموسيقى والغناء والرسم والكتابة والشعر والأدب وجميع صنوف الثقافة، هي التي تثري وسائل التواصل الاجتماعي لا العكس، فهذه وسائل ناقلة وليست منشئة، كما أن حسابات التواصل الاجتماعي لبعض رؤساء الدول وكبار الساسة والمشاهير في العالم لم تُطلق بحثاً عن الشهرة بل سعياً نحو التواصل مع شرائح أوسع.الملتقى عرّفنا أكثر بمكنونات الطفل القطري المعجزة (غانم المفتاح) الذي قهر الإعاقة بعزيمته الخلاقة ورجاحة عقله وصفاء فكره وقوة إيمانه.الجلسات أكدت أن الإعلام في عالمنا اليوم أصبح لاعباً رئيساً في ملاعب الأحداث لا متفرجاً، وهو مُعمّرٌ إن أُحسِن استخدامه، ومدمّرٌ إن أسيئت طروحاته، وهو مؤثرٌ ومتفاعل لا ناقلٌ ومخبر فحسب، كما أن الإعلام المحمول أصبح مرهوب الجانب خاصة أن غالبية مستخدميه هم (الشباب) الفئة الأكبر من شعوب المعمورة.أفصحت الحوارات عن أن الإعلام التحريضي والمؤجج، ساهم إلى حد كبير في إذكاء حالة الاحتراب الدامي في عالمنا العربي من أقصاه إلى أقصاه، والذي إن لم يعد إليه وعيه ويتعاف من حالة الصرع المضطربة التي يعيشها فإن الصراع لن يؤدي إلا إلى المزيد من الدمار وسفك الدماء، والتخلف عن ركب الحضارة الإنسانية.شكراً للملتقى الإعلامي العربي وللأخ ماضي الخميس.
أخر كلام
6/6 : الإعلام المحمول
06-05-2016