شهد لبنان، أمس، المرحلة الثانية من الانتخابات البلدية والاختيارية، التي جرت في محافظة جبل لبنان، وشهدت إقبالاً مرتفعاً، خصوصاً في المناطق المسيحية، على عكس العاصمة "بيروت".

Ad

وبعد نهار انتخابي طويل، لم تتخله إشكالات أمنية، أعلنت وزارة الداخلية والبلديات أن نسبة الاقتراع وصلت في محافظة جبل لبنان إلى38.7 في المئة، وتوزّعت على الشكل التالي: جبيل (أغلبية مسيحية): %43، المتن (أغلبية مسيحية): %35.2، الشوف (أغلبية درزية): %37، كسروان (أغلبية مسيحية): %46، عاليه (أغلبية درزية): %38 وبعبدا (مختلط): %33. أما في سن الفيل فقد بلغت نسبة الاقتراع 42 في المئة وفي بعبدات 53 في المئة.

وكانت صناديق الاقتراع فتحت أمام الناخبين الذين بلغ عددهم 834768 ناخباً، عند السابعة صباحاً وسط إجراءات أمنية متوسطة خارج أقلام الاقتراع، وعلى الطرق العامة.

وفتحت صناديق الاقتراع وسط موجات من الاستعدادات الحزبية والعائلية لاحتلال كل جهة أكبر عدد من مقاعد المجالس البلدية والاختيارية استعداداً لانتخابات نيابية محتملة.

واتجهت الأنظار الى جونيه، عاصمة الموارنة، نظراً إلى ما ستحمله نتائج معركتها البلدية من رسائل سترسم معالم الانتخابات النيابية المقبلة وخريطة التحالفات المسيحية.

وأخذت المعركة البلدية في جونية طابع الانتخابات السياسية بامتياز في معركة لا تقل سخونة عن زحلة، واستثمار نتائجها في الانتخابات النيابية المقبلة، في لعبة تحديد أحجام الكبار في قضاء كسروان الممثل بخمسة نواب موارنة في الندوة البرلمانية.

ومنذ انبلاج فجر أمس، نفذ المندوبون انتشاراً قبالة مراكز الاقتراع وتوزعوا على لائحة جوان حبيش المدعوم من "التيار الوطني الحر" في وجه اللائحة المقابلة، التي يقودها نعمت افرام، وبدعم من النائبين السابقين منصور غانم البون وفريد هيكل الخازن، في حين تشير المعلومات إلى أن "القوات اللبنانية" طلبت من محازبيها الاقتراع للائحة افرام.

وتبادلت اللائحتان الاتهامات بدفع الرشا وتشويه العملية الديمقراطية وشراء أصوات المجنّسين. ونفذت الأجهزة الامنية، وفي مقدمها وحدات من الجيش، إجراءات مشددة منعاً لحصول أي فوضى، وفضّ أي إشكال قد يقع بين المتنافسين، بسب ارتفاع حرارة الانتخاب.

وأكدت مصادر مطلعة سعي رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية، من خلال رجل الأعمال جيلبير شاغوري، إلى دعم لائحة افرام، في محاولة لكسر عون في عاصمة الموارنة، مما يضعف حجته الإعلامية في معركته الرئاسية.

وأشارت المصادر إلى أن "حزب القوات اللبنانية بدعمه غير المعلن للائحة المواجهة للائحة التيار الوطني الحرّ يسعى إلى فرض نفسه لاعباً أساسياً في الانتخابات النيابية المقبلة في كسروان، وإلزام التيار بأخذ مرشح قواتي على لائحته".

في المقابل، سيسجل "التيار" في حال فوزه في جونية نصراً كبيراً على باقي الأطراف المسيحية، إذ سيُكرس نفسه زعيماً مسيحياً أول في لبنان من دون أي منازع، الأمر الذي سيخدمه في الانتخابات النيابية والرئاسية.

وكانت أكدّت معلومات خاصة بقناة "أو.تي.في" أنّ "الشاغوري جال منذ أسابيع على مدن ساحلية ملتقياً برؤساء بلديات حاليين ومفترضين عارضاً عليهم أمواله شرط التنسيق معه"، ولفتت المعلومات إلى أن "الشاغوري أعرب عن استعداده دفع عشرات ملايين الدولارات لعدة لوائح أبرزها لائحة نعمة فرام شرط إسقاط زعيم المسيحيين المشرقيين في لبنان العماد ميشال عون".

وثمة سخونة في إقليم الخروب، وأكثر من قرية شوفية، وأبرزها في دير القمر حيث يعاني رئيس حزب "الوطنين الأحرار" النائب دوري شمعون والوزير السابق ناجي البستاني في صد هجوم ثنائي "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر".

إلى ذلك، اعتبر وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أن البلاد تحتاج إلى رئيس للجمهورية أكثر مما تحتاج الى انتخابات نيابية. وفي تصريح له من الغبيري في الضاحية الجنوبية، أوضح المشنوق أن "النظام ينقصه رئيس ليكتمل النصاب الدستوري".

إعلامية ضحية رئيس بلدية الحازمية!

تعرض رئيس "لائحة الحوار والقرار" رئيس بلدية الحازمية جان الأسمر لمراسلة "إل.بي.سي" ندى أندراوس عزيز أثناء قيامها بواجبها الإعلامي. فبينما كانت عزيز تأخذ حديثا من الأسمر، اقترب زياد عقل نائب رئيس لائحة "كرامة الحازمية"، وهي اللائحة المنافسة المدعومة من "التيار الوطني الحر"، من عزيز منتظرا دوره لإعطاء تصريح لعزيز، إلا أن الأسمر اعترض على وقوف عقل بجانبه، فعلا صوته وبدأ يطلق الشتائم بصوت مرتفع، ويتهم عزيز بالتحيز، محاولا أخذ الميكروفون من يدها.