ترامب لم يردم الهوة مع الحزب الجمهوري وتحركات لتعيين ساندرز نائباً لكلينتون

نشر في 14-05-2016 | 00:12
آخر تحديث 14-05-2016 | 00:12
No Image Caption
رغم وصف رئيس اللجنة الوطنية في الحزب الجمهوري رينس برايبوس اللقاء الذي جمع أمس الأول كبار قياديي الحزب بالمرشح الجمهوري المحتمل دونالد ترامب بـ«الممتاز»، فإن واقع الأمور لا يوحي بأن الهوة بين الطرفين يمكن ردمها بسهولة.

على الأقل، هذا ما كشفه رئيس مجلس النواب بول راين بنفسه في المؤتمر الصحافي، الذي عقده عقب اللقاء الذي حضره إلى جانب رئيس الغالبية بمجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، وقياديين آخرين.

وقال راين، الذي لم يمنح تأييده بعد لترامب، إن اللقاء كان خطوة أولى على هذا المسار، خصوصاً أن حجم القضايا الخلافية معه شاسع ومتشعب.

وتحدثت أوساط سياسية عن مساومات محمومة تجري علنا وفي الكواليس داخل الحزب الجمهوري، للاتفاق على ما يمكن أن يشكل أرضية مشتركة لخوض السباق الرئاسي، الذي يبدو أنه سيكون عسيراً في مواجهة خصم ديمقراطي استطاع حشد جمهور سياسي وعرقي وطبقي متنوع لم يسبق له مثيل.

وقالت تلك الأوساط، إن الرئيس الأميركي باراك أوباما يخوض نقاشات متواصلة، ويجري لقاءات متتالية لتوحيد جبهة الديمقراطيين. وتتصاعد التكهنات بأنه لا يمانع في استمرار السيناتور الاشتراكي بيرني ساندرز في حملته الانتخابية، ليس من أجل هزيمة هيلاري كلينتون، بل لتصليب «الخطاب التقدمي» الذي يطرحه، وبالتالي تشكيل قوة ضغط سياسية تسمح بتجديد الحزب الديمقراطي.

وأضافت أن نقاشاً يجري مع كلينتون نفسها، لتخوض السباق الرئاسي معلنة في مؤتمر الحزب، الذي سينعقد في يوليو المقبل، ساندرز نائباً لها، الأمر الذي لم يمانعه الأخير في مقابلات أخيرة جرت معه.

وتعتقد تلك الأوساط أن خوض كلينتون وساندرز للسباق معاً سيقطع الطريق على إمكانية استفادة ترامب والحزب الجمهوري من كتلة المستقلين الضخمة التي تدعم ساندرز، وسيسمح «للغاضبين» والمعترضين على كلينتون بإيصال صوتهم ومطالبتهم بالتغيير والمشاركة بكثافة في الانتخابات العامة في نوفمبر المقبل.

وعاد الجدل السياسي يتصاعد في الحزب الجمهوري حول ما يمكن تحقيقه في هذه السنة الانتخابية الاستثنائية.

وتقول تلك الأوساط، إن الحزب يعي حجم الكتلة الجماهيرية التي تتحلق حول ترامب، ما قد يجعل من معارضته مخاطرة يجب احتسابها، وقد تطيح بقياداته وممثليه في انتخابات تجديد مجلسي الشيوخ والنواب نوفمبر المقبل أيضاً.

وبما أن هزيمة ترامب متعذرة على المستوى الحزبي، فمن الأفضل دعمه عبر تحسين شروط برنامجه السياسي وتشذيبه، على أن تتولى الانتخابات العامة تقرير مصيره في ظل تحالف يتشكل في طول الولايات المتحدة وعرضها ضد طروحاته.

وإذا تمكن ترامب من الفوز في مواجهة كلينتون يكون الحزب الجمهوري قد حقق نصراً متعدداً؛ ضمان موقع الرئاسة، والاحتفاظ بالأغلبية في مجلسي الشيوخ والنواب، والحفاظ على وحدة الحزب.

هذا ما عبر عنه رئيس مجلس النواب السابق جون باينر، الذي تنحى قبل أشهر لمصلحة بول راين، قائلاً إنه سيدعم ترامب رغم اعتراضه على الكثير من طروحاته، لكن من يظن أن ترامب سيهزم قد يفاجأ في نوفمبر المقبل.

وتتحدث أوساط الحزب الجمهوري عن مرحلة جديدة سيدخلها السباق الرئاسي، ما قد يؤدي إلى تغييرات جوهرية في طبيعة المشهد السياسي خلال الأشهر الستة المقبلة.

ومع إعلان ترامب نفسه أنه يحتاج إلى دعم الحزب والدعم المالي من كبار المانحين فيه لجمع مئات الملايين من الدولارات لتمويل المعركة في مواجهة الديمقراطيين، قائلاً إن تمويله الذاتي لن يكون كافياً، تطرح الكثير من التوقعات السياسية أن ترامب ما قبل مؤتمر الحزب سيكون مختلفاً سياسياً بعده.

وتضيف تلك الأوساط أن معركة المساومات الجارية بين الطرفين دخلت عليها عوامل عدة، في حين يشهد خطاب ترامب تبريداً على جبهات عدة، سواء فيما يتعلق بالمهاجرين غير الشرعيين، وبناء الحائط مع المكسيك، أو بالمسلمين والأقليات. وهو ما اعتبر بداية تنازلات موضوعية لا غنى عنها سواء له أو للحزب الذي لا يرغب في معركة كسر عظم معه ومع الرأي العام الداخلي والدولي على حد سواء.

back to top